رواتب مذهلة لوظائف لم نضعها في الحسبان
- ماريا أتاناسوف
- كاتبة صحفية
ربما شجعك والداك وأنت صغير على أن تصبح طبيبا أو محاميا، وهي مهن تتمتع بالهيبة، وكانت تعني في الغالب الحصول على رواتب ضخمة، لكن يبدو أن أحلام الطفولة التي راودت بعضنا في أن يصبح نجارا أو سائقا لإحدى السيارات الرافعة كانت ستخدمنا بنفس القدر وربما أفضل من الناحية المالية.
زرنا موقع كورا (Quora) على الإنترنت، والمتخصص في تلقي الأسئلة وإتاحة الفرصة للجمهور للإجابة عليها، لنتعرف على الأعمال والوظائف التي يعتقد الكثيرون أنها ليست مصدرا للحصول على كثير من المال، بينما يحصل أصحابها في الحقيقة على رواتب ضخمة.
خلف الكواليس
يرى مغني الأوبرا، ديفيد لي، أن أحد أفضل الأعمال التي تدر ربحا جيدا هي الأعمال التي يقوم بها نجار المسرح في مدينة نيويورك.
وقال ”أقل راتب لنجار كان يعمل في مسرح كارنيغي بلغ 300 ألف دولار أمريكي في عام 2009، وبلغ أقل راتب لخبير أعمدة المسرح أكثر من 400 ألف دولار.”
وأضاف “أما في مسرح ميتروبوليتان، يحصل كبير النجارين على 500 ألف دولار سنوياً”.
وغالبا ما تكون أعلى الوظائف من ناحية الرواتب هي تلك التي تحميها عقود عمل نقابية، كما يقول دايفيد إس. روز، والذي أشار إلى أن “الشخص المسؤول عن تشغيل المصعد الخارجي في موقع بناء في مدينة نيويورك يتقاضى راتباً جيداً للغاية.”
وكتب يقول أيضا “في الوقت الذي يبدو للناظر أن كل ما يقوم به ذلك العامل هو الضغط على زر ليحرك المصعد إلى الطوابق العليا والطوابق السفلى- وذلك هو كل ما يفعله حقا- إلا أن عوامل أخرى متداخلة تجعل هذا الشخص يتقاضى أعلى الرواتب في موقع البناء بالكامل، (متخطيا بذلك جميع المشرفين والمديرين في العمل!). ونحن نتحدث هنا عن مئات الآلاف من الدولارات سنويا.”
وبالمثل، ربما يتقاضى الشخص الذي يقود الرافعات راتبا كبيرا، بحسب نيميش براثا.
ويقول براثا: “إذا ما عشت في مدينة تكثر فيها مشاريع البناء، مثل نيويورك، فيمكنك أن تحصل على 500 ألف دولار سنويا.”
ويضيف أن تقريرا لصحيفة وول ستريت جورنال نشر عام 2011، اشار إلى أن الأموال التي يحصل عليها قائدو الرافعات قد تتجاوز 500 ألف دولار سنويا.
ويضيف براثا: “ومع ذلك، تعد قيادة الرافعات عملا شاقا ومجهدا، كما يمكنك أن تتخيل”، مشيرا إلى مقال على موقع (Seattlepi.com) يتناول المخاطر التي يواجهها أصحاب تلك المهنة.
أعمال روتينية
وثمة أعمال أخرى برواتب جيدة، لكنها ليست خطيرة ولا تحميها النقابات العمالية، ربما لأنها ناجحة ويمكنها أيضا أن تمنحنا راحة البال مقابل الخدمات التي نقدمها.
فيمكن للشخص الذي يصحب الكلاب للتنزه، مثلا، أن يجمع ثروة كبيرة، بحسب آرون بودمان.
ويقول بودمان “الشخص الذي يأخذ كلابنا للنزهة يطلب 25 دولارا في المرة الواحدة. كما أنه يأخذ ثمانية كلاب كحد أقصى في كل نزهة، ويحدث هذا مرتين يومياً، وهذا يعنى 96 ألف دولار سنوياً.”
ويضيف “منذ لحظة استلامه للكلاب حتى إعادتهم من النزهة، فإنه يكون قد قضى ثلاث ساعات سيراً في المتنزهات، لذا فإن يوم عمله هو ست ساعات تقريبا.”
يقول أحد عمال أحواض السباحة، الذي لم يذكر اسمه، إنه حصل على أكثر من 60 ألف دولار بالإضافة إلى البقشيش خلال ستة أشهر من العمل فقط.
وكتب هذا العامل يقول: “كنت أطلب من الأشخاص الذين أنظف مسابحهم مبلغ 40 دولارا أسبوعياً، بالإضافة إلى تكلفة جميع المواد الكيميائية المستعملة وكنت أقضي ما يقرب من 45 دقيقة في كل مهمة. وكنت عادة ما أقوم بزيارة واحدة أسبوعياً لكل مسبح، فكان بمقدوري أن أنظف العديد من المسابح كل أسبوع.”
ويضيف: “كنت أنظف نحو 10 مسابح يومياً، ولستة أيام في الأسبوع لمدة ستة أشهر عمل في السنة الواحدة. واستمر ذلك لما يقرب من خمس سنوات. وبالنسبة لشاب في عمر 18 عاماً ودون مؤهل جامعي، فإني كنت أحصل على الكثير من المال.”
وتقوم العديد من الشركات بتدريب موظفيها للقيام بالعمل الذي سيكلف به، وأمضى لوكاس موند صيفاً واحدا خلال دراسته الجامعية في العمل في أحد فروع شركة لبيع البرغر.
ويقول لوكاس: “كانت مديرتي ذات الـ 19 ربيعاً تتقاضى مبلغا صافيا قدره 35 ألف دولار سنوياً، كما أن الشركة كانت توفر لها تدريبا مجانيا أثناء العمل وقد أخبرتني ذات مرة أنها تسير في مسارها الصحيح لكي تصبح مديرة إقليمية للشركة عندما تبلغ 30 عاما من عمرها، وأن راتبها سيصل حينها إلى 100 ألف دولار سنوياً.”
أن ترتقي بعملك لتصبح مديراً لأحد المتاجر أمر آخر له امتيازاته، فبحسب موراي غودفري، يمكن لمدير فرعٍ متوسط الحجم في سلسلة متاجر (ولمارت) الأمريكية “أن يحصل بسهولة على 200 ألف دولار سنوياً، إضافة إلى مكافآت أخرى تعتمد على حجم المبيعات.”
وتقول كيتي نيلليس إن مديري سلسلة محال (وولغرينز) لبيع الأدوية في الولايات المتحدة الأمريكية “غالباً ما يتقاعدون في الأربعينات من العمر” بعد تكوين ثروة جيدة.
عوامل الراحة
كما أن هناك وظائف أخرى تحقق نجاحا لأنها ببساطة توفر للزبائن شعوراً بالراحة، مثل تصفيف الشعر.
فيمكن لمصففي الشعر في الهند مثلا أن يجنوا أموالا أكثر مقارنة بالعاملين في صناعة برامج الكمبيوتر، ففي زيارة أخيرة لأحد صالونات تصفيف الشعر، بدأت كارتيكا غوسكوندا مناقشة الرواتب مع مصفف الشعر بالصالون.
وتقول غوسكوندا إن مصفف الشعر بدا في حيرة من الأمر حينما علم أنني وصديقتي نعمل في مجال صناعة البرمجيات ونحصل على رواتب أقل منه.
وتضيف: “استمر مصفف الشعر في الحديث إلينا وقال إنه بصفته مصففا مبتدئا في الصالون فإنه يحصل بسهولة على نحو 90 ألف إلى 100 ألف روبية هندية شهريا. وفي المناسبات يحصل على 30 ألف روبية في اليوم الواحد،” وهو ما يعادل 500 دولار يوميا.
وتضيف غوسكوندا “في ذلك اليوم، تحطمت أفكارنا الخاصة بالرواتب المرتفعة لموظفي النخبة من العاملين في صناعة البرمجيات.”