دونالد ترامب: ماذا سيحدث مع الرئيس الأمريكي السابق عندما يمثل أمام المحكمة؟

قال مسؤول أمريكي لسي بي إس إن ترامب يُتوقع أن يغادر فلوريدا إلى نيويورك على متن طائرته الخاصة قبل أن يسلم نفسه لمسؤولين فيدراليين.

ويتوقع أيضا أن يشارك العشرات من قوات الخدمة السرية في عملية تأمين مثول ترامب أمام المحكمة، وفقا لنفس المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه.

وأضاف المسؤول أن ترامب لن يُكبل بالأصفاد، مؤكدا أن الأصفاد تستخدم مع المشتبه بهم الذين يحتمل أن يحاولوا الهروب أو الذين يشكلون خطرا على سلامة الآخرين.

ومن المنتظر أن تنعقد جلسة الاستماع في الثانية والربع مساء بالتوقيت المحلي لنيويورك.

عملية تأمين خشية وقوع اعتداءات

قال جو تاكوبينا، محامي ترامب، لشبكة أيه بي سي إن ترامب “ربما يمثل أمام المحكمة الثلاثاء المقبل، لكن لا يمكن تأكيد ذلك”.

وأضاف أن الادعاء “سوف يحاول استخدام كل ما يمكن استخدامه من هذا الشيء (المحاكمة) بغرض الدعاية”.

وأضاف تاكوبينا قائلا: “أتفهم أنهم سيغلقون المباني حول قاعة المحكمة، وسيغلقون المحكمة نفسها أيضا”.

ومن المقرر التنسيق من أجل تأمين ذلك بين مكتب التحقيقات الفيدرالي، وشرطة نيويورك، والخدمة السرية، وقوات تأمين محكمة نيويورك.

وقالت مصادر لشبكة سي بي إس إنهم يستعدون لسيناريوهات محتملة تتضمن الهجوم على ترامب، أو المدعين، أو المحلفين، أو أي من الجمهور الموجود في محيط المحكمة. وأشاروا إلى أن مكتب المدعي العام في المنطقة تلقى “الكثير من التهديدات”.

وساد الهدوء الشوارع في محيط المحكمة صباح الجمعة، لكن بعض الحواجز وضعت تحسبا لما قد يحدث الأسبوع المقبل.

وتسير دوريات الشرطة في الشوارع المحيطة بالمحكمة، كما وضعت خطط أمنية وسط توقعات بإغلاق المنطقة عند حضور الرئيس السابق.

وطلب مكتب المدعي العام في نيويورك من ترامب أن يسلم نفسه الجمعة، وفقا لموقع بوليتيكو، لكن طلبه قوبل بالرفض بحجة الحاجة إلى مزيد من الوقت للانتهاء من الاستعدادات الأمنية.

وينكر الرئيس الأمريكي السابق، 76 سنة، ارتكاب أي مخالفات ولكن ترامب ترامب أول شخص شغل منصب الرئيس الأمريكي يواجه اتهامات جنائية.

ولم يتضح بعد عدد الاتهامات التي ستوجه للرئيس السابق.

وقالت تقارير إعلامية إن ترامب قد يواجه أكثر من 30 اتهاما على صلة بالاحتيال المؤسسي في حين قال تاكوبينا الخميس الماضي إنه يتوقع أن يواجه موكله 34 اتهاما، لكنه أشار الجمعة إلى أنه لا يعرف تحديدا عدد الاتهامات المتضمنة في اللائحة.

وقال تاكوبينا: “نعرف موضوع القضية، ونعرف أيضا الأسس التي تقوم عليها الاتهامات. لكننا لا نعرف بالضبط عددها أو كيف تمت صياغتها”.

وبدأ ترامب الجمعة هجوما على القاضي المكلف بالقضية في محاولة للتشكيك في مصداقية التحقيقات وتعزيز دفاعه.

واتهم جمهوريون – من بينهم رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي – المدعي العام في مانهاتن باستخدام القضاء الجنائي كسلاح للتأثير على انتخابات الرئاسة المقررة العام المقبل.

وطالبت مارجوري تايلور غرين، عضوة الكونغرس عن ولاية جورجيا، التي اقترح عليها ترامب منذ أيام المنافسة على أحد مقاعد مجلس الشيوخ في 2026، أنصارها للاحتجاج.

كما أعلنت أنها تخطط لأن تكون موجودة في نيويورك الأسبوع المقبل.

وردا على تلك الدعوات، قال المدعي العام ألفين براغ إن الاتهامات يتم توجيهها للرئيس السابق بمعرفة مواطنين من نيويورك يؤدون واجباتهم المدنية – ولا يمكن للرئيس السابق ولا الكونغرس التدخل في الإجراءات.

وفي واشنطن، قالت شرطة الكابيتول – المكلفة بتأمين أعضاء الكونغرس – إن القوات تتوقع أن تخرج احتجاجات في جميع أنحاء البلاد ولديها خطط لزيادة عناصر الأمن في محيط مبنى الكونغرس.

في 2016، تواصلت نجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز بوسائل إعلام لتعرض عليها بيع روايتها بشأن العلاقة الجنسية التي تزعم أنها أقامتها مع ترامب في 2006 أي بعد عام من زواجه بزوجته الحالية ميلانيا.

ووجد فريق ترامب في ذلك الوقت أنفسهم في موقف حرج، وهو ما دفع محامي ترامب في ذلك الوقت مايكل كوهين إلى دفع 130 ألف دولار لدانيلز مقابل التزام الصمت، وهو أمر لا يمثل مخالفة للقانون.

لكن عندما سدد ترامب المبلغ لمحاميه، ذكر سجل المدفوعات أن هذه الأموال دُفعت تحت بند رسوم قانونية.

ويقول الإدعاء إن تسجيل المبلغ تحت هذا البند يرقى إلى مستوى التزوير، وهو ما قد يكون من بين الاتهامات التي توجه لترامب، وهي جنحة في ولاية نيويورك.

ورفض الرئيس الأمريكي جو بايدن التعليق على لائحة اتهامات ترامب رغم الضغط الذي يواجهه من قبل صحفيين أثناء مغادرته البيت الأبيض في رحلة إلى مسيسيبي.

وقال تاكوبينا إن موكله ترامب يتعرض “لملاحقة من قبل مدع عام لديه آراء سياسية معارضة لترامب ومتناقضة مع آراء الرئيس السياسية، لذلك تعد هذه القضية من القضايا الشائكة”.

وأضاف أن الرئيس الأمريكي السابق “ليس قلقا على الإطلاق” بشأن تلك الاتهامات.

وتابع: “إنه منزعج، وغاضب، وسوف يخضع لمحاكمة محركة سياسيا. وهذا واضح للكثيرين، ليس فقط لليمينيين، بل لليساريين أيضا”.