دعوة أوروبية لمؤتمر سلام بالشرق الأوسط.. هل تجد قبولاً؟
ويرى مراقبون ومحللون لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الخطوة الأوروبية تأتي في توقيت مهم للغاية مع احتدام الصراع في المنطقة، واحتمالية اتساعه بالنظر للتهديدات الإقليمية الراهنة، لكنهم في ذات الوقت أشاروا إلى ضرورة عقد المؤتمر “على وجه السرعة” وليس في غضون 6 أشهر كما جرى الإعلان عنه، حيث من المتوقع أن يحظى بدعم أمريكي وشرق أوسطي.
تفاصيل المؤتمر الأوروبي
- قال القائم بأعمال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث، إن مجلس الاتحاد الأوروبي قبل اقتراح بلاده لعقد مؤتمر للسلام في غضون 6 أشهر بشأن الصراع بين إسرائيل وحركة حماس.
- تتولى مدريد الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي حتى نهاية العام الجاري.
- أوضح سانتشيث أن مدريد ضغطت خلال اجتماع للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وعددها 27، لكي يطالب التكتل بوقف فوري لإطلاق النار، لكن بعض الدول عارضت الصياغة.
- أشار إلى أنه بدلا من ذلك، اتفقت الدول الأعضاء على الدعوة إلى “هدنة إنسانية” وفتح ممرات المساعدات للمدنيين في غزة، كوسيلة للتوصل إلى توافق في الآراء، وفي مقابل هذه التسوية، قبل الاتحاد اقتراح مؤتمر مدريد للسلام، والذي يتضمن مسعى جديدا لإحياء حل الدولتين.
- أوضحت وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية، أنه على الرغم من أن احتمال السلام قد يبدو بعيدا، لكن قادة الاتحاد الأوروبي يعتقدون أن الوقت قد حان للبدء في وضع الأسس لعلاقة مستقبلية بين إسرائيل والفلسطينيين حيث لا تسيطر حركة حماس على غزة.
- مع ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي لأكثر من 7 آلاف قتيل، شجع قادة الاتحاد الأوروبي الذين اجتمعوا في بروكسل لليوم الثاني، على مبادرات دبلوماسية وأمنية أوسع لوقف الصراع من الانتشار، وسيكون مؤتمر السلام والتسوية السياسية جزءا من ذلك.
- أشارت تقارير غربية، إلى أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي انقسمت منذ فترة طويلة في مواقفها بشأن المنطقة، على سبيل المثال فالنمسا وألمانيا والمجر من الداعمين الأقوياء لإسرائيل، في حين تعتبر إسبانيا وأيرلندا أكثر صراحة في دعمهم للفلسطينيين، لكن بشكل عام فالكتلة لديها مصداقية كمشروع أوروبي يقوم على السلام.
- يحاول الاتحاد الأوروبي منذ سنوات الترويج لفكرة قيام دولة إسرائيلية وفلسطينية على حدود عام 1967.
- في بيان تم الاتفاق، قال قادة الاتحاد الأوروبي إنهم “مستعدون للمساهمة في إحياء العملية السياسية على أساس حل الدولتين، ويرحبون بمبادرات السلام الدبلوماسية، ودعم عقد مؤتمر دولي للسلام قريبا”.
- قال جوزيب بوريل، الذي يقود الجهود الدبلوماسية الدولية نيابة عن الاتحاد الأوروبي، إن “السلام لن يأتي من تلقاء نفسه؛ يجب أن يتم بناؤه… حل الدولتين يبقى الحل الوحيد القابل للتطبيق الذي نعرفه”.
تحديات تواجه المؤتمر
من جانبه، يرى الباحث في الشؤون الدولية، هاني الجمل، لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الدعوة لمؤتمر سلام يعد خطوة مهمة ضمن الجهود الإنسانية التي تحاول أن تتبناها إسبانيا باعتبارها تتولى رئاسة مجلس الاتحاد للدورة الحالية.
وأوضح “الجمل” أن إسبانيا عرضت هذه الأطروحة في كلمة رئيس حكومتها بقمة القاهرة للسلام، ثم تمسك بعقد المؤتمر خلال مناقشات مجلس الاتحاد الأوروبي الذي وافق على الاقتراح، ومن ثم يجري التجهيز لعقده خلال 6 أشهر من الآن.
وأشار إلى أن مدريد مارست ضغوطًا واسعة خلال اجتماع للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لكي يطالب التكتل بوقف فوري لإطلاق النار، لكن بعض الدول عارضت الصياغة، معتبرًا أن “هذه هي الإشكالية مع انقسام المجلس الأوروبي إلى معسكرين في تناولهم للصراع الراهن”.
وأوضح الباحث في الشؤون الدولية أن المؤتمر يعد مسعى جديد لإحياء حل الدولتين والذي نادت به الكتلة العربية، لكن نجاحه مرهون بعدة سياقات، تشمل:
- المؤتمر سيعقد في غضون 6 أشهر، وهذا يعني أن شكل الصراع بين إسرائيل وحماس سيكون تحددت نهايته.
- الرغبة الدولية في هدنة إنسانية طويلة، وأن يكون هناك إشراف لمصر والأمم المتحدة لوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
- الحكومة الإسرائيلية على المحك بسبب ما جرى في 7 أكتوبر، وفي خضم حالة الانقسام السياسي والعسكري، وبالتالي سيمثل ذلك تحدياً خلال المؤتمر.
- موقف الانتخابات الرئاسية الأميركية العام المقبل، وهو ما يجعلها مشغولة بذلك عن إقرار السلام في الشرق الأوسط.
ومن باريس، ترى المحللة السياسية جيهان جادو، لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن دعوة الاتحاد الأوروبي لعقد مؤتمر للسلام بالشرق الأوسط سيساهم في اتخاذ خطوات جادة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
لكن جادو تأمل أن تمضي مدريد لعقد هذا المؤتمر “في أقرب فرصة” دون الانتظار لـ 6 أشهر؛ حماية للمدنيين الذين يسقطون يومياً جراء القصف المتواصل، والمخاوف من اتساع رقعة الصراع حال مضي إسرائيل في خططها لتنفيذ الاجتياح البري.
وقالت: “لم يعد هناك وقت لإهداره في انعقاد مؤتمرات جديدة تتناول السلام، ما لم يكون نتيجتها تهدئة الموقف والتوصل لصيغة مُرضية للجانبين”.