دخان الحرب يحجب مظاهر العيد عن الخرطوم
في الواقع ومع دخول يوم التاسع والعشرين من رمضان افتقدت، الخرطوم لأي مظهر من مظاهر العيد المعتادة والتي كانت تتجسد في الازدحام الشديد في الأسواق، ورائحة صناعة الكعك في المنازل والتي حلت محلها رائحة الموت والمحاولات المستميتة لسكانها لإيجاد طرق آمنة للخروج إلى أقاليم أو مناطق أخرى قد تكون أقل خطورة في ظل الرصاص المنهمر في وسط الخرطوم والذي لا يفرق بين العسكريين والمدنيين التي تشير بيانات متحفظة إلى سقوط أكثر من 200 منهم معظمهم أثناء محاولة الخروج إلى الشارع بحثا عن مواد غذائية ملحة.
وتقول فاطمة التي تسكن في حي بري بشرق الخرطوم والذي يعتبر واحد من أحياء كثيرة أصبح سكانها في قلب المعركة المندلعة منذ السبت بين الجيش وقوات الدعم السريع، إن الخروج من المنزل يعتبر نوعا من الانتحار، حيث لا يعرف المرء إن كان حقا سيعود أم لا. وتوضح “مع تبقي يوم واحد أو يومان للعيد نشعر بحزن شديد لأننا لم نستطع إدخال الفرح في نفوس ابناؤنا”.
وعلى الرغم من هدنة الأربع وعشرين ساعة التي بدأت عند السادسة مساء الأربعاء، إلا أن شوارع الخرطوم بدت خالية تماما من المارة، وفي الكثير من الأحيان بالكاد تجد حتى صيدلية تعمل لأن الخوف هو سيد الموقف.
ويشير عادل نور وهو تاجر ملابس جاهزة إلى عدم قدرة التجار على عرض بضائعهم في الطرقات مثلما درجت العادة خلال الأسبوع الأخير من رمضان والذي كان عادة يشهد حركة دؤوبة وتنتعش فيه أسواق الملبوسات والمخبوزات والحلويات والمفروشات بشكل كبير.
ويوضح النور لموقع سكاي نيوز عربية “ضاع علينا موسم العيد ولا يمكن لأحد المخاطرة بحياته في ظل هذه الأوضاع الأمنية المتردية”.
ولا تبدو أي بوادر لانتهاء المعارك حتى الآن، الأمر الذي قد يجعل من الصعب على الناس زيارة بعضهم لتبادل التهاني أو يجعل طفلة مثل نهى تستمتع بفستان جديد وفرحة عيد جديدة مع أقرانها في الحي الذي تسكن فيه والذين لم تعد تلعب معهم في الشارع منذ انطلاق رصاصة الحرب الأولى السبت الماضي.