خلص الكلام يا هلال | الشرق الأوسط
في المملكة العربية السعودية نادٍ اسمه الهلال… شعبيته تتجاوز حدود المملكة وتنتشر في أرجاء الخليج والوطن العربي… عادة الناس يشجعون الفرق المعروفة وصاحبة الإنجازات، لهذا ليس مستغرباً أن يكون لزعيم آسيا كل هذه الشعبية، فهو المتوج بالألقاب الأكثر على مستوى القارة وبلاده والخليج.
وفي كل مرة نتحدث عن الهلال يعتقد البعض أننا نشجع هذا النادي، ولكن الحقيقة أن الهلال يفرض نفسه على العناوين، ومن حقه علينا كإعلاميين أن نشيد به، فهو خلال فترة قصيرة، ورغم إصابات أبرز لاعبيه ومنعه من التسجيل ومشاركة نصف الفريق في كأس العالم والدوري المحلي وكأس خادم الحرمين، فإنه تمكن من الوصول لنهائي كأس العالم في سابقة (سعودية) ولم يخرج إلا بعد أن سجل ثلاثة أهداف على أعرق ناد في العالم بنظري وهو ريال مدريد الإسباني، والأهم أنه تجاوز المستضيف الوداد أمام جمهوره الخارق والرائع، وأتبعه ببطل الليبرتادوريس فلامنغو البرازيلي، ثم توجه إلى قطر ليلعب في ربع ونصف نهائي دوري أبطال آسيا، ففاز بصعوبة على فولاد الإيراني، ثم واجه منافساً كان يراه الجميع أنه مرشح للوصول للنهائي وهو أحد أهم وأقوى أندية قطر… لكن الهلال وفي أقل من نصف ساعة سجل خمسة أهداف، ثم أنهى المباراة بسباعية تاريخية ووصل لثالث مرة لنهائي الأبطال في آخر أربع سنوات، حمل اللقب فيها مرتين، والثالثة تنتظر مواجهة أوراوا الياباني.
الهلال كما قال لي أحد النقاد يستحق أن يُدرس كمنظومة عمل، لأنه يرى أن الانتقال من بطولة بحجم كأس العالم للأندية إلى بطولة أقل يحتاج لتحضير ذهني عالٍ من الإدارة أكثر من إعداد بدني، وبالتالي فالإدارة والمنظومة هما اللتان تستحقان الإشادة أكثر من المدرب الذي منحه 20% فقط، مقابل 40% للإدارة، و40% للطاقم الطبي والإداري الذي يتحمل العبء الأكبر في عملية تجهيز اللاعبين ذهنياً ووضعهم جميعاً ضمن بيئة جاذبة ومرغبة للعطاء مهما كان حجم المشاكل المحيطة به.
ميزة الهلال أنه مؤسسة متكاملة، لهذا ترى اللاعبين فيه ينصهرون فوراً ضمن وحدة متكاملة، فلا أصوات نشاز ولا خلافات ظاهرة، والكل يصرح وكأنه تم تدريسهم كيف يقولون الكلام بنفس الطريقة، بينما هي في الحقيقة البيئة التي يوجدون فيها.
الأكيد أن هناك أندية عربية تعمل بشكل مؤسساتي، ولهذا تبقى في الواجهة مهما تعاقب عليها من لاعبين أو مدربين أو إدارات أو رؤساء.
عملياً خلص الكلام حول الهلال، ويبقى الكلام عن الاستفادة من تجربته وتعميمها على نطاق أكبر وأوسع محلياً وعربياً.