أخبار العالم

حلم الـ”مليون طلقة” يتبدد.. كيف ستتعامل أوكرانيا؟



وفي مارس الماضي، أطلق الاتحاد خطته للنقل الفوري للذخائر إلى أوكرانيا، ولا سيما طلقات المدفعية عيار 155 ملم من المخزونات الحالية أو الطلبات المُعلقة، لكنه يجد نفسه عاجزًا عن توفير الذخيرة لحليفته كييف، بعدما شككت تقارير غربية في القدرة الأوروبية على إنتاج “مليون قذيفة” في هذا التوقيت الضيق.

ويرى مسؤول عسكري سابق بحلف شمال الأطلسي، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أنّ حلفاء أوكرانيا باتوا مُطالبين أكثر من أي وقت مضي لإنتاج مزيد من الذخائر وإرسالها إلى كييف؛ لـ”ضمان التصدي للقوات الروسية” تزامنًا مع دخول فصل الشتاء الذين سيُعقّد الأوضاع أكثر من أي وقت مضي على الجيش الأوكراني.

 حلم الـ”مليون طلقة”

  • أقرت دول الاتحاد الأوروبي بأنها ستكون عاجزة عن توفير مليون طلقة ذخيرة، كانت وعدت بأن تزود بها أوكرانيا التي تحتاج إليها لردع أي تقدم عسكري روسي، ثم استرجاع أراضيها الواقعة تحت سيطرة القوات الروسية.
  • أكد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، أن الاتحاد لن يحقق هدفه المتمثل في تزويد أوكرانيا بقذائف مدفعية وصواريخ قاتلة بحلول مارس المقبل، كما أن الكمية المطلوبة من الذخيرة والتي تتعلق بمليون طلقة لن يتم توفيرها، وأنه ينبغي تحمل مسؤولية ذلك.
  • تصريحات بيستوريوس، أول اعتراف علني لوزير أوروبي كبير بأن الهدف لن يتحقق، تزامنًا مع قمة لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في بروكسل، الأربعاء.
  • أما وزير دفاع لاتفيا أندريس سبرودس، فقال إن الوعد بتوفير المليون طلقة له رمزية كبيرة، وإن الأهم من ذلك هو النوايا ومختلف أشكال الدعم الأخرى.
  • وفق صحيفة الغارديان البريطانية، فإنه تبيّن أن أوكرانيا تستخدم الذخيرة بشكل أسرع مما تستطيع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إنتاج كميات جديدة.
  • بدوره، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن على وزراء الدفاع “بذل المزيد من الجهد والسرعة” للوصول إلى الهدف، الذي اعتبره “قابل للتطبيق تماما”، ولكنه يعتمد على قيام الدول الأعضاء بإصدار الأوامر على سبيل الاستعجال.
  • قدمت أوروبا أكثر من 300 ألف قذيفة مدفعية وصواريخ في إطار المسار الأول للخطة التي تشمل 3 مسارات، والذي تضمن قيام الدول الأعضاء بتسليم مخزوناتها الخاصة.
  • أوضح بوريل أن أوروبا لديها الطاقة الإنتاجية للذخيرة، ولكنها تسوق إنتاجها إلى أسواق أخرى، إذ أن 40% من صناعتها العسكرية تُصدّر إلى أطراف ثالثة، وقد يكون من الممكن تحويل ذلك الإنتاج المعد للتصدير إلى الجهة التي لها أولوية، وهي أوكرانيا.
  • أشار المفوض المعني بالصناعة في الاتحاد الأوروبي، تيري بريتون، إلى أن شركات الأسلحة تُحرز تقدمًا في زيادة الإنتاج، كما أن هدف زيادة الإنتاج من قذائف 155 ملم إلى مليون سنويا “ممكن في المستقبل”.

 تداعيات قريبة

وتعليقا على تداعيات الفشل في تحقيق “حلم المليون طلقة”، ومدى تأثيره على مسار الحرب الأوكرانية، قال مدير الاستراتيجيات والتسليح بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن، والمسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي، وليام ألبيركي، إنه بالفعل لم تنجح الدول الأوروبية في توفير ما تعهدت به سابقًا، وكان هذا دائمًا هدفًا طموحا بالنظر إلى حالة صناعة الدفاع في الاتحاد الأوروبي.

وأضاف “ألبيركي” في حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية”، إلى أنه “مع ذلك، كان هذا دائما هدفا طموحا، وأعتقد أنه ساعد في استيضاح أين توجد بعض المشاكل المتعلقة بالصناعات الدفاعية”.

واعتبر أن “الأمر متروك الآن للاتحاد الأوروبي لحل هذه المشاكل، حيث تستمر بعض الدول الأعضاء في التكتل في الحديث عن الحاجة إلى “الاستقلال الذاتي الاستراتيجي” أو “الدعامة الدفاعية” للاتحاد الأوروبي، لذا فقد حان الوقت لتحقيق ذلك”.

 ولفت المسؤول السابق في حلف “الناتو” إلى ضرورة السعي الحثيث من الحلفاء الغربيين في إيصال هذه الذخائر إلى أوكرانيا، متابعًا: “رأينا مؤخرا كوريا الشمالية تزوّد روسيا بمئات الآلاف من قذائف المدفعية، لذلك أصبح من الضروري لأوكرانيا أن تكون قادرة على الرد”.

وقال إن “روسيا مضت في هجوم مضاد في وسط دونباس، واستخدمت هذه المدفعية لحصد مزيد من الأراضي، ومن ثمَّ تحتاج أوكرانيا إلى المزيد من ذخيرة المدفعية لوقفها”.

وبشأن تداعيات دخول فصل الشتاء على القتال، أوضح “ألبيركي” إلى أنه “كان من الصعب للغاية إجبار القوات الروسية على الرحيل عن أوكرانيا في كثير من الأوقات، لكن مع بداية فصل الشتاء ستصبح الأمور أكثر تعقيدًا بالتأكيد”، قبل أن يوضح أنه “لا يُقلل من قدرة أوكرانيا على تحقيق بعض المفاجآت في الأسابيع المقبلة”.





المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى