حرب أوكرانيا.. “خط سورفيكين” أول تحديات الهجوم المضاد
والخميس، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن القوات الأوكرانية حدّت من هجماتها على مختلف الجبهات، والآن تعيد ترتيب صفوفها.
وكانت صحيفة “ديلي ميرور” أطلقت على الدفاعات الروسية اسم “خط سوروفيكين”، مشيرة إلى القوات الأوكرانية ستواجه صعوبات بالغة إن حاولت اختراقه.
ووفق تقديرات خبراء عسكريين تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية” فإن هذا الخطوط الدفاعية الضخمة أنشأتها روسيا بمعظم جبهات الحرب وخطوط التماس، وهي محاطة ببحر من الألغام وخلقت “مقبرة للدبابات” الغربية.
ما هو خط سوروفيكين؟
- يطلق على اسم سيرغي سوروفيكين، القائد السابق للقوات الروسية بأوكرانيا، والذي تم تعيينه في أكتوبر 2022، وإقالته في يناير الماضي، ويطلق عليه “الجنرال أرمجدون”.
- هياكل دفاعية خرسانية هرمية مضادة للدبابات.
- يعُرف باسم “أنياب التنين” ومنع القوات الأوكرانية من التقدم في جبهات زابورجيا وخيرسون و ماريوبول ونيكولسكي، فضلا عن لوغانسك أوبلاست، وهولا بريستان، جنوبي خيرسون، وفق معهد دراسات الحرب الأميركي.
- تم تجهيزه وتحصينه من الخارج بحقول الألغام والخنادق المضادة للدبابات.
- تم إنشائه لحماية “الجسر البري” الروسي المؤدي إلى شبه جزيرة القرم.
عقبة أمام الجيش الأوكراني
وشّكل هذا الخط الدفاعي الروسي عقبة حقيقية وكبيرة أمام آلاف الجنود والمدرعات التي تبخرت فجأة على خط التماس في مواجهة الجيش الروسي، وفقا لوكالة “نوفستي” الروسية.
وعن “خط سوروفيكين”، قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، إن القوات الأوكرانية خلال الهجوم المضاد تواجه “مقاومة روسية شرسة” و”خطوطا دفاعية معدة جيدًا”، لافتاً إلى أن “روسيا تمكنت من إنشاء خطوط دفاعية ثابتة ومجهزة جيدًا مع حقول الألغام، والخنادق المضادة للدبابات وما يعرف بأنياب التنين”.
فالخنادق المدعومة بالألغام، تبطئ تقدم الدبابات والقوات الأوكرانية، وتجبرها على اتخاذ مواقع محددة مسبقا من قبل القوات الروسية، ما يسهل استهدافها، وهو أمر قد يفسر تفحم الدبابات الغربية مثل “ليوبارد 2”.
ووصفت صحيفة “الوقائع العسكرية” الروسية، الخط الدفاعي، بأنه:
- يعتمد على شبكة نقل وخدمات لوجيستية متطورة ذات محاور وقواعد خلفية
- تسمح طرقه القصيرة للقوات بنقل الاحتياطيات بسرعة من قطاع إلى آخر دون المساس بالاستعداد القتالي في الجبهات
- مدعوم بمجموعة قوية من المدافع والصواريخ والمدفعية والقوات المحمولة جواً ، ومقاتلات “كا 52” الهجومية المعروفه باسم “التمساح”
وقامت روسيا ببناء عدة خطوط دفاعية في القطاع الجنوبي وأقواها هو الخط الثالث (خط سوروفيكين) الذي لم تصل إليه القوات الأوكرانية حتى الآن، وفقا لوزير الأمن السابق لمنطقة دونيتسك.
اعتراف أوكراني
من جانبه، حذر رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال، الخميس، من أن الهجوم المضاد لبلاده ضد روسيا “سيستغرق وقتاً”.
وأوضح شميغال، على هامش مؤتمر لإعادة إعمار أوكرانيا في لندن، أن “الروس كانوا يتحضرون أيضاً خلال تجهيز كييف لهجومها، وزرعوا الآلاف من حقول الألغام ما أبطأ تحرك قواتنا”.
كيف ساهم في إفشال الهجوم؟
ويقول الخبير العسكري الروسي فلاديمير إيغور، لموقع “سكاي نيوز عربية” إن هذه الخطوط الدفاعية الضخمة والمحصنة أنشأتها روسيا بمعظم جبهات الحرب وخطوط التماس على مدار أشهر خلال التجهيز لصد الهجوم الأوكراني، وتم إحاطتها ببحر من الألغام.
- هذه التحصينات أشبه بـ”مقبرة للدبابات” الغربية والقوات الأوكرانية.
- لعبت دورا كبيرا في إفشال الهجوم المضاد.
- حققت تكتيك المرونة العسكرية لسلاح المدفعية الروسي.
- منعت أي اختراق لخطوط الجبهات وإن حدث يتم استهدافه من قبل سلاح الطيران الذي يقوم بدعم القوات البرية وتنفيذ التفافات دائرية وبعدها يعود الوضع القتالي طبيعيا.
أما الخبير العسكري الجنرال أمين حطيط، فوصف “خط سوروفيكين” بأنه:
- يتمتع بطريقة مبتكرة غير مسبوقة في تاريخ الخطوط الدفاعية.
- اعتمد على أسلوب الخطط المتعاقبة والمتفاوتة التي تعالج بشكل كامل الهجمات بطريقة غير مألوفة في علم خطوط الدفاع العسكرية التي تعتمد خطين أو ثلاثة على الأكثر.
- مزج بين نقاط الاستناد والارتكاز والدفاع والهجوم في آن واحد، ما شكل مفاجأة للأوكرانيين وساهم في انهيار معنوياتهم.
- تم تأسيسه بنظام الدفاعات الثابتة والمرنة والمتحركة في آن واحد، ما خلق مرونة للروس في استخدام النيران والإسناد والتحرك في العمق.
وعن الأهمية العسكرية لهذا الخط بالمعارك، قال حطيط، لوكالة “سبوتنيك”، إنه حقق 3 فوائد للقوات الروسية:
- كثافة نارية غير مسبوقة.
- ساعدها في استهداف عمق الجيش الأوكراني على ثلاثة محاور سواء كانت في مراكزها أو في طريقها للجبهة أو على خطوط التماس دون الكشف عن الأسلوب المعتمد.
- شكل حاجزا منيعا أمام الأوكرانيين لاختراق الجبهة الروسية لأن إمكانية اختراقه شبه معدومة فهو عبارة عن خطوط متعاقبة تتكيف مع الهجوم وتحتوي أي خرق بطبقتها الأولى.