ثالث توتر في كراباخ.. حرب إقليمية تنذر بالاشتعال
في المقابل، أعلن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أن يريفان لا تخطط لبدء أعمال قتالية ضد باكو، متهما أذربيجان باختراق خط التماس وبدء عملية تطهير عرقي في حق الأرمن بكراباخ، والسيطرة على المدن والبلدات هناك، وهو ما أثار غضب آلاف المتظاهرين في العاصمة يريفان، مطالبين بإقالته.
وتسببت العملية الأذربيجانية التي أطلقتها باكو، يوم الثلاثاء، والتي قالت إنها “ضد الإرهاب” ، بعد مقتل 6 من مواطنيها في انفجار لغمين، إلى مقتل شخصين على الأقل وإصابة 23 شخصاً، رغم تأكيدها أن عمليتها ضد أهداف عسكرية فقط.
ما هو الإقليم المشتعل؟
- ناغورني كراباخ هي منطقة في القوقاز، تشكل نزاعا بين دولتي أرمينيا وأذربيجان منذ عدة عقود، ويتجدد الصراع بين الدولتين بشكل مستمر بسبب الصراع للسيطرة على هذا الإقليم، الذي أشعل أكثر من حرب بين البلدين.
- غالبية سكان الإقليم من الأرمن، ويبعد الإقليم عن باكو عاصمة أذربيجان نحو 270 كيلومترا إلى الغرب، وتبلغ مساحته 4 آلاف و800 كيلومتر مربع.
- حصلت المنطقة على وضع منطقة الحكم الذاتي داخل جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفيتية في عام 1923.
- في عام 1988 بدأت حركة إعادة التوحيد مع أرمينيا في الإقليم.
- في 2 سبتمبر 1991، تم إعلان الاستقلال عن أذربيجان، وتغيير الاسم إلى جمهورية ناغورني كراباخ.
- منذ عام 1992 إلى عام 1994، حاولت أذربيجان السيطرة على الجمهورية المعلنة من جانب واحد؛ وكانت تلك عمليات عسكرية واسعة النطاق، قُتل خلالها ما يصل إلى 30 ألف شخص.
- في عام 1994، اتفق الطرفان على وقف إطلاق النار، لكن وضع الجمهورية لم يتحدد أبدًا، وفقًا لما جاء في تقرير لوكالة سبوتنيك الروسية.
- نهاية سبتمبر2020، استؤنف القتال، وفي ليلة 10 نوفمبر من العام نفسه، اتفقت أذربيجان وأرمينيا، بدعم من موسكو، على وقف إطلاق النار بشكل كامل، والبقاء في المواقع المحتلة وتبادل الأسرى وجثث القتلى.
- تتمركز قوات حفظ السلام الروسية في المنطقة وفي العام الماضي، بدأت يريفان وباكو، من خلال وساطة روسيا مناقشة معاهدة سلام مستقبلية.
حدائق روسيا الخلفية
وفي مايو الماضي، أبدت أذربيجان وأرمينيا خلال إعلان مشترك تم توقيعه في موسكو على هامش القمة الموسعة لزعماء دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، استعدادهما للاعتراف المتبادل بوحدة أراضي وسيادة كل طرف، والبدء في مناقشة اتفاقية سلام حول ناغورني كراباخ، ورغبتها في توقيع معاهدة سلام بين البلدين في المستقبل القريب.
ووفق تقارير روسية، فإن التوتر بالإقليم يعد أقدم بؤر التوتر في الفضاء السوفيتي السابق، وفي “الحديقة الخلفية لروسيا”، ولطالما كان أي تصعيد يأتي في إطار نزاع “مجمّد” بين الطرفين.
ومنذ شنت أذربيجان، حربا خاطفة خريف 2020 وتمكنها من السيطرة مدن بالإقليم، ووقع بعدها البلدان اتفاقا لوقف إطلاق النار بوساطة روسية، ومع ذلك بقيت المناطق الحدودية بين البلدين تشهد مناوشات متكررة، رغم نشر روسيا قوات حفظ سلام بين الطرفين.
ويقول الخبير في شؤون دول القوقاز أندريه زايتسيف، إن معارك عام 2020 بين الطرفين أظهرت أن جيش أذربيجان أقوى بكثير من نظيره الأرميني، وإذا اندلعت حرب الثالثة فستكون أمام النتيجة نفسها.
- وأضاف لموقع ” سكاي نيوز عربية” أنه “بموجب اتفاق سوتشي الذي تم توقيعه بموسكو بشأن نشر قوات حفظ السلام الروسية في الإقليم، فإن عمل تلك القوات سينتهي هناك في غضون عامين ونصف، وإذا لم يتم تمديده ستتجدد المعارك ونشهد حربا ثالثة بين الطرفين وإن كانت ملامحها بدأت بالظهور حتى قبل نهاية المدة المحددة.
- خلال التوتر الجديد نظمت قوات حفظ السلام الروسية إجلاء للسكان المدنيين في كراباخ من المناطق الأكثر خطورة وقدمت المساعدة للمصابين.
- موسكو جددت دعوتها للطرفين للالتزام بالاتفاق الثلاثي والعودة إلى التسوية الدبلوماسية.
- التصعيد في الإقليم يأتي بعد يوم من بدء مناورات عسكرية مشتركة على أراضي أرمينيا بين قوات أميركية وأرمنية هي الأولى من نوعها منذ انهيار الاتحاد السوفيتي.
- واشنطن تدفع المنطقة إلى حرب جديدة لاستنزاف روسيا في ظل حرب أوكرانيا وإشعال حرب جديدة في فضائها الجيوسياسي لإضعاف قدرتها على التأثير في الأوضاع الإقليمية.
- توسع التوتر إلى حرب ثالثة بتقليص النفوذ الروسي في جنوب القوقاز ككل، بل قد يلغيه خلال السنوات المقبلة.
أما الخبير العسكري الروسي فلاديمير إيغور فيقول لموقع ” سكاي نيوز عربية”، إن هجوماً من هذا النوع على الأراضي الأرمينية يمكن أن يتحول إلى “حرب إقليمية” موسعة.
- حال اشتعال المعارك قد تدخل تركيا حليفة أذربيجان وعدو أرمينيا على الخط مقابل إيران الخصم التاريخي لأذربيجان والتي تراقب توسع النفوذ التركي في منطقة القوقاز.
- يبدو أن النفوذ الروسي بدأ يتضاءل في البلدين بعد تأليب الرأي العام الأذربيجاني ضد روسيا وقوات حفظ السلام عقب حرب أوكرانيا.
- أرمينيا لم تعد ترى أن الدعم العسكري الروسي مفيد لها بدرجاته السابقة كما أن تقارب موسكو مع أنقرة، حليف أذربيجان، يغضب أرمينيا.
- الغرب يحاول إعادة بؤر التوتر إلى “الحديقة الخلفية” لموسكو.