تيك توك: إطلاق خطط لتهدئة المخاوف المتعلقة بأمن بيانات المستخدمين
- كريس فالانس
- مراسل شؤون الكتنولوجيا – بي بي سي
أطلق تطبيق “تيك توك” تدابير أمنية لتهدئة المخاوف من احتمال إجباره على مشاركة بيانات المستخدمين مع الصين.
وأطلق على تلك التدابير اسم “مشروع كلوفر” الذي سيشهد قيام شركة أمنية مستقلة بـ “مراقبة تدفق البيانات” – وسيجعل تطبيق “تيك توك” من الصعب التعرف على المستخدمين من الأفراد في البيانات.
ويقول التطبيق إن “البوابات الأمنية” ستضيف طبقة إضافية من السيطرة على دخول الموظف إلى معلومات المستخدمين الأوروبيين وعمليات نقل البيانات خارج أوروبا.
وكانت المفوضية الأوروبية قد حظرت على موظفيها استخدام التطبيق المملوك لشركة “بايت دانس” الصينية على أجهزتهم.
“كسب الثقة”
وفي إطار جهوده الحالية لتخزين بيانات المستخدمين الأوروبيين محلياً، كشف تطبيق “تيك توك” النقاب عن خطط لإنشاء مركزين جديدين للبيانات، بتكلفة إجمالية تبلغ 1.2 مليار يورو سنوياً، واحد في مدينة دبلن، إضافة إلى مركز آخر أعلن عنه من قبل في منطقة “هامار” في النرويج.
وسيتم تشغيل المركزين بطاقة متجددة وإدارتهما من قبل أطراف ثالثة.
وتعمل الشركة على مشروع “كلوفر” منذ العام الماضي.
وقال ثيو بيرترام، نائب رئيس “تيك توك” للعلاقات مع الحكومات والسياسة العامة في أوروبا: “نحن متقدمون في هذا الموضوع لأننا مضطرون ولأننا نريد أن نكسب الثقة”.
وهناك خطة مماثلة تحمل اسم “مشروع تكساس” يجري العمل عليها حالياً في الولايات المتحدة.
فأكثر من 100 مليون أمريكي يستخدمون تطبيق الفيديو واسع الانتشار.
لكن الحكومتين الأمريكية والكندية فرضتا قيوداً على استخدامه على الأجهزة الرسمية.
وقال تطبيق “تيك توك” إن عمليات الحظر هذه تعتبر “مضللة ولا تساهم في تعزيز الخصوصية أو الأمن”.
والصين تعارض هذا الفعل بشدة.
فقد قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ: “كيف يمكن لقوة عظمى تعتبر الأولى في العالم مثل الولايات المتحدة أن لا تكون واثقة من نفسها وتخاف على هذا النحو من تطبيق مفضل لدى الشباب؟”
“توترات دبلوماسية”
وقبل يوم من الإعلان عن “مشروع كلوفر”، قدم الرئيس الأمريكي جو بايدن دعم إدارته لمشروع قانون- روّج له الديمقراطي مارك وارنر، الذي يرأس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي، والجمهوري جون ثون- والذي يعطي صلاحيات لحظر تقنية تعود ملكيتها لجهة أجنبية.
ومن المقرر أن يمثل المدير التنفيذي لتيك توك، شو زي شيو، أمام الكونغرس في وقت لاحق من هذا الشهر.
وقد أبلغت “تيك توك” الثلاثاء برنامج “وورلد تونايت” من راديو 4 في بي بي سي إنها تتخوف من أن تصبح “بيدقاً” في التوترات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والصين.
وقال مايكل بيكرمان، مسؤول السياسة العامة للشركة في الولايات المتحدة: ” سيكون من الصعب إنكار أننا عالقون في تلك الحسابات الجيوسياسية الواسعة التي ليس لها علاقة بنا في حقيقة الأمر”.
وأضاف: “جميع شركات التقنية الكبيرة تقريباً لديها مهندسون في الصين. وتيك توك ليست الوحيدة التي تجمع كميات كبيرة من بيانات المستخدمين”.
وختم قائلاً: “وبالتالي فإن بعضاً من هذه المخاوف سيمتد إلى كل تلك الشركات- ولكن لهذا السبب نحن نقوم ببناء النظام لضمان عدم وجود شك بأن البيانات آمنة”.
تحليل من جو تايدي – مراسلة بي بي سي للشؤون السيبرانية
تكافح “تيك توك” التي تجد نفسها في وضع صعب، بقوة من أجل إثبات أنها لا تشكل تهديداً للأمن القومي.
وقال مديرونها أثناء الكشف عن مشروع كلوفر مراراً وتكراراً إنهم يمضون إلى ما هو أبعد من أي شبكة اجتماعية كبيرة أخرى من أجل حماية خصوصية المستخدمين.
ولا أتذكر قيام فيسبوك أو اتستغرام أو سنابشات بعقد مؤتمر صحفي تعلن فيه تغييرات كاسحة على الخصوصية مع إفساح المجال لتلقي الأسئلة والإجابة عنها.
لكن هل سيكون ذلك كافياً لإنقاذ المنصة؟
لقد سعت شركة الاتصالات الصينية هواوي جاهدة لإقناع الحكومات بأنها جديرة بالثقة.
وقد أنفقت ثروة من المال في إنشاء مركز للشفافية في مقاطعة أوكسفوردشاير البريطانية، حيث عكف مسؤولو الأمن السيراني البريطانيين طوال سنوات على دراسة مجموعة الأوامر الحاسوبية بحثاً عن دلائل على تدخل الحكومة الصينية.
ولم يتم العثور على أي من تلك الدلائل، لكن المخاوف النظرية التي تقودها الولايات المتحدة بشأن التجسس ما تزال تدفع إلى حظر شركة هواوي من المشاركة في بناء شبكة الجيل الخامس للانترنت في المملكة المتحدة.
ويهدف مشروع “كلوفر” إلى إقناع المشرعين الأوروبيين بأن “تيك توك” آمن.
لكن التاريخ يخبرنا أن مستقبل “تيك توك” سيبقى في خطر ما لم تقتنع الولايات المتحدة، وفي الوقت الحالي، تبدو الولايات المتحدة مصممة بحزم على اتخاذ إجراءات ضد التطبيق.