تويتر: أين الدليل على تزايد خطاب الكراهية على موقع التواصل الاجتماعي؟
- مايك ويندلينغ
- مراسل المعلومات المضللة في أمريكا
من بين الموضوعات التي تمت مناقشتها خلال مقابلة إيلون ماسك مع بي بي سي، كان انتشار خطاب الكراهية والمعلومات المضللة على المنصة.
“هل ترى ارتفاعاً في خطاب الكراهية؟” ردّ ماسك: “كلا”.
سأل ماسك مراسلنا جيمس كلايتون عن أمثلة محددة للمحتوى الذي يتضمن كراهية.
وعندما لم يستطع كلايتون تحديد رسائل فردية محددة، قال ماسك: “أنت لا تعرف ما الذي تتحدث عنه… لقد كذبت للتو”.
لقد أثار ذلك انتقادات شديدة على تويتر نفسه، معظمها، ولكن بالتأكيد ليس حصرياً، من حسابات اليمين واليمين المتطرف.
هناك دراسات متعمقة وأدلة سردية تشير إلى أن خطاب الكراهية كان ينمو في عهد ماسك.
تمت إعادة العديد من الشخصيات الجدلية التي تم حظرها في ظل الإدارة السابقة.
من بينهم أندرو أنغلين، مؤسس موقع ديلي ستورمر للنازيين الجدد وليز كروكين، أحد أكبر دعاة نظرية المؤامرة “كيو أنون”.
استفاد مستخدمو تويتر الأقل شهرة الآخرين من الملكية الجديدة. تمكن حساب واحد يحتوي على تعبير عنصري في اسمه كمستخدم، من الحصول على علامة زرقاء. وتم شراء علامة زرقاء أخرى من قبل أحد النازيين الجدد الذي نشر تغريدات تتضمن مقاطع فيديو لنفسه وهو يتلو كتاب كفاحي – السيرة الذاتية لهتلر.
وتضاعفت التغريدات المعادية للسامية من يونيو/حزيران 2022 إلى فبراير/شباط 2023، وفقاً لبحث من معهد الحوار الاستراتيجي (ISD). ووجدت الدراسة نفسها أن عمليات إزالة مثل هذا المحتوى زادت أيضاً، ولكنها لم تكن كافية لمواكبة الزيادة الحاصلة.
وجد مركز مكافحة الكراهية الرقمية، وهو مجموعة حقوقية مقرها لندن، أن الإهانات زادت بشكل كبير بعد تولي ماسك إدارة الموقع.
يقدم تقريرنا الخاص أيضاً بعض القرائن. قامت بي بي سي بتحليل أكثر من 1100 حساب على تويتر كان محظورا سابقاً تمت إعادة تشغيله في عهد ماسك. ثلث هذه الحسابات كان ينتهك إرشادات تويتر الخاصة. بعض أكثرها تطرفاً كان يتضمن صور اغتصاب ورسومات تظهر الاعتداء الجنسي على الأطفال. كان مثل هذا المحتوى الصادم موجوداً على تويتر لسنوات قبل أن يستحوذ ماسك عليه.
لكن التحقيق الذي أجرته بي بي سي، تضمن إعراب عاملين في تويتر عن قلقهم من أن الشركة لم تعد قادرة على حماية المستخدمين من التصيد والمعلومات المضللة المنسقة من قبل الحكومات والاستغلال الجنسي للأطفال.
ما الذي لا نعرفه؟
هناك عدد قليل من القضايا التي تلقي بظلالها على هذه المسألة. إحداها هو أنه لا يوجد تعريف شامل لخطاب الكراهية بموجب القانون الأمريكي والذي يعد عموماً أكثر تساهلاً من البلدان الأخرى بسبب التعديل الأول لدستور الولايات المتحدة.
والولايات المتحدة هي بلد رفع فيه محامو الحقوق المدنية دعوى قضائية في عام 1978 للدفاع عن حق مجموعة من النازيين الجدد في إقامة مسيرة عبر ضاحية سكوكي في شيكاغو، حيث يعيش العديد من الناجين من الهولوكوست.
ربما شجعت آراء ماسك حول حرية التعبير، وهو أمر سائد في الولايات المتحدة، الأشخاص الذين كانوا قلقين بشأن إمكانية حظرهم، على التحدث بحرية أكبر. بعبارة أخرى، لا نعرف ما إذا كانت الزيادة التي حددها الباحثون ستستمر.
ومن الواضح أنه لا تزال هناك تدخلات متعلقة بالمحتوى يجريها القيمون على تويتر، وقد رفض ماسك بقوة الدراسات والتحقيقات التي تبيّن غير ذلك.
لقد جادل بأنه اتخذ موقفاً محايداً على الصعيد السياسي، حيث لم تتم إعادة حسابات اليمين فحسب، بل أيضاً بعض الحسابات اليسارية التي كان تم حظرها سابقاً أيضاً.
وكتب على تويتر “هذه ليست سيطرة يمينية، بل وسطية”.
وهو يجادل بأن استراتيجيته تعمل. في ديسمبر/كانون الأول، كتب على تويتر أن خطاب الكراهية انخفض بمقدار الثلث.
ركز الباحثون والصحفيون على المحتوى الأكثر تطرفاً، وليس على مجرد النكات أو الإهانات، بل على اللغة المسيئة للغاية. ومع ذلك، أشار النقاد إلى أن تعريف ماسك لخطاب الكراهية ليس واضحاً.
وأنهى ماسك مؤخراً الوصول المجاني إلى واجهة برمجة تطبيق تويتر أو API، والتي تحتوي على البيانات التي يستخدمها الباحثون لدراسة محتوى المنصة.
بدون هذه البيانات، سيكون من الصعب دراسة محتوى تويتر بموضوعية من الآن فصاعداً. وكان ماسك قال سابقاً إنه عزز الشفافية من خلال جعل خوارزمية تويتر مفتوحة المصدر.
وقال ماسك إن جهوده لحذف الروبوتات، أي الحسابات الآلية، قللت من المعلومات الخاطئة على تويتر منذ توليه السلطة. واستشهد بميزة الملاحظات بالموقع، حيث يمكن للمستخدمين أنفسهم التعليق وإضافة سياق إلى التغريدات.
وقال لمراسلنا “تجربتي هي أنه هناك معلومات مضللة أقل وليس أكثر”.
ويختلف بعض الخبراء الخارجيين. إذ وجدت دراسة مبكرة من “نيوزغارد”، وهي شركة تتعقب المعلومات المضللة عبر الإنترنت، أن التعامل مع الحسابات الشعبية التي تنشر معلومات مضللة قد زاد بعد استيلاء ماسك على السلطة.
في الأسبوع الذي أعقب استحواذه على تويتر، تمتعت الحسابات الأكثر شهرة وغير الموثوقة بزيادة بلغت 60 في المئة تقريباً في المشاركة على شكل إعجابات وإعادة تغريد، وفقاً للاستطلاع.
وقد اتُهمت “نيوزغارد” نفسها بالتحيز وتمتعها بميول يسارية.
ووجدت مجلة “ساينس فيدباك”، وهي معنية بتدقيق الحقائق ولها توجهات يسارية، أن التفاعل مع الحسابات التي تنشر معلومات خاطئة “فائقة الانتشار”، والتي تعرفها على أنها حسابات تنشر باستمرار تغريدات شائعة تحتوي على معلومات خاطئة معروفة، زاد بشكل ملحوظ منذ استيلاء ماسك على السلطة.
وجد تحليل بي بي سي نفسه ادعاءات كاذبة ضد اللقاحات ورفض نتائج الانتخابات الأمريكية لعام 2020 بين عينة من أكثر من 1000 حساب معاد تشغليه.
ويقول ماسك إنه يؤيد الحقيقة ويعتقد أن استراتيجيته ستجعل تويتر أفضل على المدى الطويل.
وقال ماسك لمراسلنا: “الاختبار الحقيقي هو في إن كان الناس يستخدمون النظام ويجدون أنه مصدر جيد للحقيقة، أو أنهم لا يفعلون ذلك”. ويضيف: “ولن يكون أي نظام بغاية الدقة في سعيه وراء الحقيقة، لكنني أعتقد أننا يمكن أن نكون الأفضل والأكثر دقة”.
وأشار ماسك إلى أنه يفضل معلومات “الأشخاص العاديين” بدلاً من الصحفيين، في عدة نقاط من الحوار، متحدياً مراسل بي بي سي بأسئلة خاصة.
لكن ماسك نفسه لم يكن دقيقاً تماماً عند وصف تقارير بي بي سي. وفي مرحلة ما، ادعى أن بي بي سي لم تبلغ عن الآثار الجانبية للقاح كوفيد.
لكن بي بي سي كانت أبلغت عن آثار جانبية مثبتة ونادرة جداً عند ظهورها، ويمكن العثور على الكثير من الأمثلة على الإنترنت – على سبيل المثال هنا وهنا.