تويتر: أكثر من حساب لهيلاري كلينتون وحكومة نيويورك بعد فقدان العلامة الزرقاء

وسارعت الشركة إلى تعليق الحسابات المقلدة بعد التحقق من الحسابات بواسطة العلامة الزرقاء – التي كانت رمزا للحالة وإشارة إلى أن صاحب الحساب هو الذي يتحكم فيه ويسيطر عليه.

ونشر حساب يزعم أنه لقوات الدعم السريع – التي تقاتل الجيش السوداني في الوقت الراهن في إطار صراع محتدم على السلطة – تغريدة أشارت إلى مقتل حميدتي قائد هذه القوات.

ورغم أنه حساب مزيف، كانت به علامة التوثيق الزرقاء بينما لا يحمل الحساب الحقيقي لقوات الدعم السريع هذه علامة مماثلة. وأكدت المقاييس العامة التي يرصد بها تويتر أداء المحتوى المنشور عليه أن التغريدة التي حملت تلك المزاعم حظيت بقدر كبير من الاهتمام والمشاهدات.

وبعد ساعات قليلة من فقد حساب وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون العلامة الزرقاء، أعلن حساب يزعم أنه لكلينتون – يستخدم كل ما يتعلق بالحساب الحقيقي، بما في ذلك صورة كلينتون عندما كانت عضوة بمجلس الشيوخ الأمريكي التي تميز بها الحساب الحقيقي – أنها سوف ترشح نفسها للرئاسة في الانتخابات المقبلة. بعد ذلك، علق تويتر هذا الحساب.

وفي نيويورك، زعم حساب على موقع التواصل الاجتماعي تويتر أنه “حساب تويتر المحقق” الذي يمثل الحكومة المحلية – لكن الشركة أوقفت هذا الحساب، مما اضطر الحساب الرسمي لنيويورك إلى إصدار بيان لتوضيح ما حدث.

وقال ستيفن كينغ، الكاتب الذي يتواصل كثيرا مع إيلون ماسك عبر موقع التواصل الاجتماعي المعروف: “حسابي على تويتر يقول إنني سجلت من أجل الحصول على العلامة الزرقاء بينما لم أقم أنا بشيء من هذا القبيل”. لكن ماسك رد على تلك التغريدة، قائلا: “على الرحب والسعة يا صديقي”.

ولا يزال حساب ليبرون جيمس، لاعب كرة السلة الأمريكي، على تويتر يحمل العلامة الزرقاء رغم أنه صرح في وقت سابق بأنه لن يدفع مقابل توثيق حسابه.

لكن، إيلون ماسك كشف النقاب عن أنه دفع بنفسه رسوم إضافة علامة التوثيق الزرقاء لحسابي كينغ وجيمس. كما تضمنت تلك الصفقة نجم ستار تريك وليام شاتنر أيضا.

لكن نجوما مثل بيونسيه وكريستيانو رونالدو اختفت العلامات الزرقاء من حساباتهم.

وبدأ البعض في وصف وجود العلامة الزرقاء بأنه محرج – إذ يُعد “إشارة إلى أنك دفعت مقابل الحصول عليها”، وفقا للأستاذ بجامعة كورنيل كوشيك باسو. وانتقد أحد المعجبين بلاعب الكريكيت الباكستاني بابار عزام ما يحدث على تويتر، قائلا: “لقد أصبح مكانا مثيرا للضحك (تويتر)، إذ يحمل حساب للمعجبين باللاعب بابار عزام العلامة الزرقاء بينما لا يحمل حسابه الشخصي هذه العلامة”.

ولاحظ مستخدمون على توتير أمرا مثيرا للسخرية بعد أن اختفت علامة التوثيق الزرقاء من حساب الممثل المشهور جايسون سوديكيس بينما لا تزال موجودة على حساب شخصية تيد لاسو التي جسدها هذا الممثل.

لكن مصادر مطلعة في شركة تويتر قالوا لبي بي سي إن الاضطرابات التي نتجت عن اختفاء علامة التوثيق تجعل المستخدمين عرضة لأضرار محتملة.

وأصبحت مهمة التمييز بين الحسابات الحقيقية والحسابات الزائفة التي تقلدها على تويتر أصعب منذ أن تحولت علامة التوثيق الزرقاء إلى خدمة مدفوعة يحصل عليها المستخدمون مقابل 84 دولارا أمريكيا.

وذلك لأن علامات التوثيق الزرقاء طالما كانت لغة للتعبير عن أن الحسابات على تويتر تخص الأشخاص أو الجهات التي تقول إنها لهم على موقع التواصل الاجتماعي ودليل على ذلك.

وتحمل حسابات الأخبار علامات توثيق ذهبية – والتي اختفت هي الأخرى من بعض الحسابات من هذا النوع – حتى الآن على الأقل. كما تحمل حسابات لشخصيات بارزة، مثل حساب البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، علامة توثيق رمادية في حين يوجد حسابات لشخصيات وجهات بارزة لا تحمل أي علامات.

ويقول موقع التواصل الاجتماعي تويتر إن العلامات الرمادية تكون لتحقق حسابات الحكومات، والمنظمات متعددة الأطراف، والمسؤولين الحكوميين وغيرهم من مسؤولي تلك المنظمات.

في نفس الوقت، يبدو أن بعض الحسابات المعروف عنها نشر معلومات مضللة اشترت العلامة الزرقاء من تويتر. وقد يكون شراء الحسابات من هذا النوع لعلامات التوثيق سببا في أن يتكون انطباع لدى مستخدمي تويتر أنها حسابات موثوقة. وقد تتعرض المنشورات على تلك الحسابات لعقوبات من تويتر، لكن ذلك لا يحدث دائما.

ففي حالة الحساب المزيف لحكومة نيويورك، قد يؤدي الافتقار إلى التوثيق إلى ارتباك في أحسن الأحوال، وقد يكون خطيرا في أسوأ الأحوال.

فعلى سبيل المثال، قد تقرر الحسابات المزيفة نشر أخبار كاذبة أو مضللة عن حالة طوارئ عامة أو تحذير من موجة طقس سيء جدا، مما قد يعرض الناس للخطر.

لذلك على المستخدمين لتويتر بذل المزيد من الجهود لإيحاد حلول تمكنهم من التوصل إلى الحسابات الأصلية وعدم الوقوع في شراك الحسابات المزيفة، وهي الجهود التي قد تتضمن التأكد منها عن طريق تغريدات قديمة على الحساب أو من خلال وجود عدد كبير من المتابعين له.

ومنذ أن استحوذ إيلون ماسك على تويتر نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2022، يقوم ماسك بإصلاحات في الشركة بهدف زيادة أرباحها.

وقد يؤدي قرار تحصيل رسوم مالية مقابل خدمة التوثيق إلى تحول ثقافي وتغير في موازين التأثير على تويتر لم يشهده الموقع من قبل.

وحاول ماسك وضع قرار إخفاء علامات التوثيق – التي لم يُسدد المستخدمون مقابل الحصول عليها – في إطار يظهره على أنه وسيلة لإضفاء الطابع الديمقراطي على الموقع. لكن الكثير من رافضي القرار قالوا إن إزالة تلك العلامات قد يؤدي إلى زيادة في المعلومات المضللة في محتوى الموقع، إذ يرون أن المشتركين في خدمات “تويتر بلو” يحصلون على أولوية في التصنيف – وقال ماسك إن الحسابات التي تم توثيقها فقط هي التي ستظهر في البث على الموقع البارز For You.

وحذر مراقبو مواقع التواصل الاجتماعي وخبراء في القطاع من أن انتشار أوسع نطاقا لاستخدام العلامات الزرقاء المدفوعة قد يؤدي إلى زيادة المعلومات المضللة على الموقع. وإذا ما حدث ذلك، قد يخيف المزيد من المعلنين ويبدد أي إيرادات إضافية قد يحققها تويتر من نموذج التسجيل من أجل التوثيق.

لكن إيلون ماسك قال في وقت سابق إن “الألم جزء من التغيير”.

وأضاف الملياردير مالك تويتر: “أرى أننا متجهون إلى مكان جيد”، وذلك أثناء مقابلة أجرتها معه بي بي سي. وأشار إلى أنه يعتقد أن “الاتجاه الحالي جيد جدا بصفة عامة”.