تقدم أوكراني جنوبًا.. ماذا خسرت موسكو في معركة الأسلحة؟
الخسائر في صفوف الجانبين مستمرة بحسب خبراء تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية”، فالجانب الروسي يرى أن استمرار الدعم الغربي لكييف يعد خطة استنزاف لموسكو، بينما يرى الجانب الأوكراني أن شهور القتال كشفت الوضع الحقيقي للجيش الروسي الذي تكبد خسائر فادحة.
وقبل يومين، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في قصر كونستانتينوفسكي في سان بطرسبورغ، أن الخسائر في صفوف القوات المسلحة الأوكرانية تجاوزت 26 ألف شخص خلال الفترة الأخيرة من الهجوم المضاد.
وأضاف: “عدد قياسي من المعدات والتقنيات الأجنبية دمرت خلال العملية العسكرية الروسية الخاصة”.
حرب نفسية
الحديث الغربي عن خسائر روسيا لا ينقطع من آن لآخر طوال 17 شهرًا؛ مجلس الأمن القومي الأميركي في بداية مايو الماضي قال إن روسيا خسرت 100 ألف جندي وإن 20 ألفًا منهم سقطوا منذ ديسمبر 2022، وبعد عام من الحرب بالتمام والكمال، قالت أرقام قدمتها النرويج إن حصيلة الخسائر في صفوف الجيش الروسي بلغت 180 ألف قتيل وجريح، ونحو 100 ألف جندي أوكراني قتيل.
يقول هوفمان مارتشينكو الخبير بالمركز الوطني الروسي للدراسات العسكرية في تصريحات خاصة لـ”سكاي نيوز عربية”:
- الغرب يهدف من استمرار الحرب في أوكرانيا إلى زيادة نزيف الأسلحة والآلة العسكرية الروسية واصطياد القوة المتطورة لموسكو بطعم أوكراني للإخلال بموازين القوى في العالم وقهقرة روسيا عن مكانتها العسكرية في مواجهة أميركا وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
- هناك تضخيم لأرقام الخسائر الروسية من جانب دوائر السياسة والإعلام الغربي، وتتعمد وزاراتي الدفاع في الولايات المتحدة وأوكرانيا دومًا المبالغة في إعلان أرقام خسائر الروس في الحرب من حيث عدد القتلى مثل (180 ألف قتيل روسي) وهو رقم مبالغ فيه، بينما تقف عند حوالي 7 آلاف بحسب إعلان روسي.
- حملات النيل من عزيمة الجيش الروسي في الإعلام الغربي مستمرة، بتضخيم إعلان عدد الخسائر وضرب الأرقام من أجل إشاعة جو من الإحباط في صفوف العسكريين والمدنيين لا سيما من لهم جنود على خط جبهة القتال في أوكرانيا، يدعم ذلك أن الأرقام اليومية التي تنشرها هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية عن خسائر القوات الروسية من الجنود والعتاد تشير إلى أن موسكو خسرت 610 جنود في 24 ساعة وهو ما يتنافى مع مجريات الواقع والتقدم الروسي على أرض أوكرانيا.
خط الجبهة
يبلغ طول خط الجبهة بين الطرفين حوالي (900 كيلومتر) ما يعظم الخسائر في ناقلات الجند وعربات الإمداد بالعتاد العسكري والذخائر والتعيينات والمهمات والمجنزرات؛ وهنا يقول الدكتور واتلينغ كودراخيين، متخصص الشؤون الدولية بالجامعة الوطنية أوديسا، إن خسائر روسيا لا تقتصر على المعدات فحسب، بل خسرت موسكو أيضًا العديد من الضباط مثل الملازمين والنقباء في ساحات المعارك في أوكرانيا، وهذا ما أكده هجوم مؤسس فاغنر يفغيني بريغوجين ضد القيادات العسكرية في بلاده (قبل التمرد) من وجود عدد كبير من الضحايا بخلاف نقص الإمدادات.
وعن طول جبهة القتال، يقول الدكتور واتلينغ كودراخيين، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن هذا الأمر أوقع بالقوات الروسية خساذر فادحة في المعدات، وهذا ما كشفه أيضًا استعانه موسكو بعد أشهر من الحرب بمركبات قتالية قديمة وذات أنظمة توجيه وقيادة عتيقة الطراز والتدريع من بينها “تي 34″ و”تي 62” وغيرها التي تعود إلى الحقبة السوفييتية؛ بهدف تقليل الخسائر في منظومة الدبابات الروسية الحديثة خلال الحرب، وطرحها كهياكل في المعركة.
لا يمكن حصرها
يقول الباحث المتخصص في الشأن الدولي، ضياء نوح، في تصريحات خاصة لـ”سكاي نيوز عربية”:
- الخسائر الروسية في الحرب ضد أوكرانيا التي اندلعت في فبراير 2022، لا يمكن حصرها وتقديرها بشكل كامل، لتضارب المعلومات من جانب الأطراف المنخرطة في النزاع سواءً الجانب الروسي أو خصمه الأوكراني نتيجة المبالغة في الإعلان عن حجم الخسائر طرف يقلل والآخر يعظم.
- الفارق بين حجم الفاقد للآلة العسكرية الروسية وما تنتجه المصانع الروسية متباين، وبالتالي ستحتاج روسيا لوقت كبير لتعويض الفاقد من الأسلحة.
- أيضًا هي نقطة تفوق للغرب في مواجهة روسيا وموازين القوى والصراع ما يحقق أهدافًا نوعية للغربيين بعد انتهاء المعركة، كما أن روسيا لديها تاريخ من التعتيم على الوفيات في زمن الحرب بما يتجاوز بكثير ما هو ضروري للحفاظ على السرية العسكرية أو للحفاظ على معنويات الشعب.
وأفادت مجلة “نيوزويك” الأميركية نقلًا عن مصادر عسكرية أوكرانية بأن خسائر الجيش الروسي منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية تجاوزت 200 ألف جندي؛ بين قتيل وجريح؛ كما أشارت تقديرات غربية إلى خسارة روسيا.
• 4 آلاف دبابة منذ بداية المواجهات العسكرية في أوكرانيا
• 7 آلاف مدرعة قتالية و2500 بطارية مدفعية.
• عشرات الطائرات العمودية والهليكوبتر المقاتلة وناقلات الجنود.