تشارلز الثالث: ما التحديات التي تنتظر العاهل البريطاني الجديد في عالم متغير؟
انتهت مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، ملكا جديدا لبريطانيا، بكل ما أحاط بها من أبهة وفخامة، ليبدأ الحديث عن التحديات والمهام، التي تنتظر الملك الجديد، في ظل عالم متغير، وسيتعين على الملك الجديد، أن يأخذ على عاتقه عدة مهام، منها تدعيم الروابط بين مكونات الأمة البريطانية، في وقت تلقي الأزمة الاقتصادية بظلالها على الظروف المعيشية، لقطاع كبير من البريطانيين.
أما التحدي الأكبر بالنسبة لتشارلز الثالث، فيتمثل في السؤال الذي يطرحه كثيرون، حول مدى قدرة الملكية البريطانية على الاستمرار، في وقت يرى فيه قطاع كبير من البريطانيين، خاصة في أوساط الشباب أن الملكية البريطانية لا تقدم للبلاد الكثير، مقابل ما تحصل عليه من امتيازات.
أول حضور لغير مسيحييين
وفي معرض الحديث عن سعي تشارلز، ضمن مايواجهه من تحديات لدعم الأواصر بين مكونات الأمة البريطانية، جاء قرار الملك الجديد الذي مثل مفاجأة، وهو السماح لأشخاص غير مسيحيين، بحضور حفل تتويجه، وهو ما اعتبر خروجا عن تقليد، يصل عمره إلى عشرات القرون.
ويرى مراقبون أن الملك الجديد، سعى عبر قراره هذا، إلى إظهار تنوع بريطانيا الحديثة، التي تعيش فيها الأديان والأعراق المختلفة، جنبا إلى جانب، وإبرازالدور الذي عرف به دوما، مذ كان وليا للعهد، كراع لكل الطوائف والأديان في البلاد.
هل تبقى الملكية؟
على رأس التحديات، التي تنتظر الملك البريطاني الجديد، والتي يجمع مراقبون على أنها غير مسبوقة، تأتي قضية تغير النظرة إلى النظام الملكي في البلاد، بعد انتهاء حكم والدته الملكة إليزابيث الثانية ،والذي دام لسبعين عاما، ففي خضم الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، ويعاني منها جانب كبير من البريطانيين، مع تزايد مستويات الفقر، بات قطاع كبير منهم، خاصة فئة الشباب، يتساءلون عن جدوى بقاء النظام الملكي، والفائدة من تلك الامتيازات المالية الكبيرة، التي تحظى بها العائلة المالكة.
ووفقا لمسح، أجراه المركز الوطني للبحوث الاجتماعية، فإن ثلاثة فقط من بين كل عشرة أشخاص في بريطانيا، أعربوا عن اعتقادهم بأن الملكية “مهمة للغاية”، فيما يمثل أقل نسبة تسجل لأصحاب هذا الرأي، في وقت رأى مايقارب من نصف المشاركين في المسح، أنَّه يجب إلغاؤها، أما استطلاع الرأي الذي أجرته مؤسسة “يوغوف” (YouGov) هذا الشهر، فقد أظهر أن 64% من البريطانيين لا يهتمون كثيراً أو لا يهتمون على الإطلاق بالتتويج.
وقبل اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، وما خلفته من تعميق للأزمة الاقتصادية، كانت هناك ثمة شائعات في الصحافة البريطانية، تفيد بأن الملك تشارلز الثالث، والذي كان حينئذ وليا للعهد، يبدي استعدادا لتقليص فخامة المناسبات الملكية، وخاصة مناسبة تتويجه، في وقت تشير فيه تقديرات غير رسمية، إلى أن تكاليف تتويج الملك، ربما تتراوح بين 50 و 100 مليون جنيه استرليني، جرى تمويلها من أموال دافعي الضرائب.
وبنظر العديد من المراقبين، فإن مراسم التتويج الأخيرة، للملك تشارلز الثالث، وما صاحبها من جدل، تظهر الأزمة التي تعيش فيها بريطانيا اليوم، ففي الوقت الذي يحث فيه سياسيون محافظون، المواطنين على الاعتزاز بتراثهم وطقوسهم القديمة، يرد كثير من الناس على ذلك، بالحديث عن ظروفهم الاقتصادية، وتزايد معدلات الفقر، وعدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية، في البلاد.
ويزيد من مرارة المقارنة، ما تعرضت له بريطانيا، في ظل حكم حزب المحافظين الحالي، من مشاكل اقتصادية وسياسية، وفضائح أخلاقية متتالية، في وقت أدى فيه برنامج الحزب للتقشف، إلى الإضرار كثيرا بأنظمة الرعاية الاجتماعية والصحية للبلاد، كما كان وراء خروج بريطانيا، من الاتحاد الأوروبي، والذي أدى إلى تداعيات اقتصادية.
تشارلز قادر على التغيير
على الجانب الآخر يعتبر محللون، أن الملك تشارلز الثالث، مهيأ لإحداث التغيير في الملكية البريطانية، ونظرة الناس إليها، وأن الرجل على عكس والدته الراحلة، كان له دوما، ومنذ أن كان وليا للعهد،آراء واضحة في القضايا السياسية، وتلك التي تهم الناس، وأنه على وعي بما يدور في الشارع، وما يعانيه قطاع كبير من البريطانيين.
وقد أشارت أحاديث سابقة للملك الجديد، إلى رغبته في أن يكون لديه نظام ملكي أقل حجما، فيما توقع مراقبون، أنه قد يترجم في مجموعة أساسية أصغر، من أفراد العائلة الملكية، الملك والملكة القرينة كاميلا، والأمير وليام وزوجته كاثرين.
وفي حديث سابق للبي بي سي قالت مؤرخة الشؤون الملكية كيلي سواب: “لابد أن يُنظر إلى العائلة الملكية على أنها عالمة بما يجري في البلاد في هذه الأوقات الصعبة “، وتشير سواب في معرض حديثها عن تغير النظرة للملكية إلى أن “الأمور تغيرت كثيرا منذ عام 1952” (العام الذي أصبحت فيه إليزابيث الثانية ملكة)، وتقول: “هناك دعم أقل للنظام الملكي هذه الأيام، مع مطالب بمزيد من التدقيق للعائلة الملكية”.
كيف تابعتمم حفل تتويج الملك تشارلز الثالث ملكا جديدا لبريطانيا؟
وماهي أبرز التحديات التي تنتظر الملك الجديد برأيكم؟
وكيف رأيتم قرار الملك بحضور غير مسيحيين لمراسم التتويج؟
هل تتفقون مع مايقوله البعض من أن الملكية لم تعد تفيد بريطانيا في ظل هذه الأزمة الاقتصادية؟
وإذا كنتم في بريطانيا هل ترون أنه يجب تقليص المخصصات المالية للعائلة المالكة وفخامة مناسباتها؟
كيف ترون مايقوله البعض من أن الملك تشارلز هو القادر على إحداث تغيير في الملكية البريطانية ونظرة الشعب إليها؟
كيف تتأثر الملكيات العربية بهذا الحوار الدائر في بريطانيا حول الملكية؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 8 أيار/ مايو
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب