تزايد هجمات الكلاب الشاردة.. هاجس يؤرق العراقيين
ووفق الصور التي نشرتها وسائل الإعلام المحلية، فإن إصابات بعض الضحايا بليغة، فيما تعاني الطفلة التي تعرضت لهجوم الكلاب الأربعاء، من جروح عميقة وصدمة نفسية قوية وفق ذويها الذين أكدوا أن حالتها حرجة وتخضع لمراجعة طبية يومية.
إحصائية مروعة
أعلنت المديرية العامة لصحة أربيل عن تسجيل مستشفيات طوارئ العاصمة 124 حالة تعرض لعض وهجوم من قبل كلاب سائبة خلال شهر واحد فقط، أي بمعدل أكثر من 4 هجمات يوميا .
وقال بيان صادر عن المديرية: “مجموع حالات الإصابة نتيجة اعتداءات من الكلاب خلال شهر مارس بلغ 124 حالة، تمت إحالتهم إلى مستشفيي طوارئ شرق وغرب أربيل”.
وأضاف البيان أنه تمت “إحالة 78 حالة لمستشفى طوارئ الغرب و46 حالة لمستشفى طوارئ الشرق”.
وتفيد تقارير وإحصائيات غير رسمية بإن عدد الكلاب السائبة في أربيل لوحدها يبلغ نحو 20 ألفا، وهو رقم يفسر الانتشار الكثيف لهذه الحيوانات في مختلف مناطق المدينة وحواريها السكنية .
ولا تقتصر هذه الظاهرة على مدينة أو محافظة واحدة فقط، بل هي منتشرة في كافة المناطق والمحافظات العراقية، وهو ما ينعكس ارتفاعا مخيفا في وتيرة هجوم الكلاب الشاردة على المارة من السكان ولا سيما الأطفال والطلاب الصغار منهم.
ما الحل لإنهاء مشكلة الكلاب الشاردة؟
يقول الناشط البيئي العراقي أحمد خير الله، والذي أطلق حملة مدنية لحث الجهات الحكومية المسؤولة على التحرك لوضع حد لتصاعد حوادث اعتداء الكلاب على الناس: “نحن مع الأسف أمام سلسلة هجمات وحشية متكررة في مختلف المناطق والمحافظات من البصرة لأربيل، والضحية الأولى لها هم الأطفال وتلاميذ المدارس الصغار، ومع الأسف فإن إجراءات الجهات المختصة لمعالجة هذه الظاهرة خجولة، ولا ترقى لمستوى كبح خطرها”.
وأوضح خير الله في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”: “لهذا أطلقنا حملة على شبكات التواصل الاجتماعي لحث السلطات على وضع حد لظاهرة انتشار الكلاب السائبة وسط التجمعات والمناطق المأهولة، لحماية السكان من هجماتها المتكررة ضدهم”.
وتابع قائلا: “يمكن مثلا تجميع هذه الكلاب في محميات أو مناطق بعيدة عن المدن والبلدات، كونها تتكاثر بمعدلات كبيرة، وباتت تشكل خطرا يتهدد حيوات سكان المناطق السكنية المأهولة”.
وأشار إلى أنه “لا ندعو لقتل الكلاب الشاردة وإنما لإبعادها عن التجمعات السكانية، كوننا حريصون على عدم الإخلال بالتوازن البيئي والأحيائي، لكن في النهاية فإن الأولوية هي لحماية حياة الإنسان في وجه هذا الخطر”.
نصف مليون كلب شارد
وفق أرقام تقديرية متطابقة من جهات حكومية ومدنية عراقية، فإن عدد هذه الكلاب الشاردة يزيد على نصف مليون كلب، منها أكثر من 100 ألف في العاصمة بغداد وحدها، وهو يعد رقما كبيرا جدا، وفق مراقبين يحذرون من استفحال التبعات البيئية والصحية لهذه المشكلة الآخذة بالتفاقم.
وينص قانون مكافحة الكلاب السائبة بالعراق، رقم (48) لسنة 1986 في المادة 4 على مكافحة الكلاب السائبة في الطرقات العامة وخارج المنازل وفي المدن والمناطق الريفية، بالقتل أو القنص أو أية طريقة أخرى، ولوزير الزراعة حق إصدار تعليمات بناء على اقتراح الدائرة المختصة لتنظيم ذلك.