تبون في موسكو يتحدث عن “هيمنة الدولار” و”وساطة جزائرية”
بالإضافة إلى ملفات التعاون الاقتصادي، حيث يلوح في الأفق التوقيع على اتفاق استراتيجي شامل بين البلدين.
ووصل تبون، الثلاثاء إلى موسكو في زيارة تدوم ثلاثة أيام، في ظل ظروف جيوسياسية معقدة.
وساطة جزائرية
يصف الخبراء في مجال السياسية في الجزائر هذه الزيارة بالمهمة للطرفين، وذلك لعدة أسباب يوضحها أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الجزائر رضوان بوهديل لموقع سكاي نيوز عربية في النقاط التالية:
- تسعى الجزائر للتأكيد على أنها دولة ذات سيادة لا تقبل المساومة في قرارتها السيادية.
- تستند هذه الزيارة إلى عقلية الدبلوماسية الجزائرية، التي تتبنى مبدأ سياسية الحياد الإيجابي، في الملفات ذات النزاع الدولي.
- تؤكد الجزائر في كل مناسبة أنها تضع نفسها على مسافة واحدة من الصراعات الدولية، ومنها الحرب الأوكرانية.
- غير أنها وفي ظل تشكل ملامح نظام دولي جديد متعدد الأقطاب، بدأت تتجه بخطوات متسارعة نحو حجز مكانة لها في المشهد العالمي الجيوسياسي.
- وتنظر الجزائر إلى روسيا كدولة عظمى، باعتبارها عضو دائم في مجلس الأمن، وتمتع بقوة عسكرية ونووية واقتصادية، يجعلها قادرة على رسم ملامح النظام الدولي الجديد.
- وتراهن الجزائر في علاقتها الدولية على النواحي التاريخية، حيث تُعتبر روسيا، أول من اعترف بالحكومة المؤقتة الجزائرية بعد توقيع جبهة التحرير الوطني لاتفاقية وقف إطلاق النار مع فرنسا في 19 مارس 1962.
- في مقابل ذلك، تساهم زيارة تبون إلى موسكو في فك العزلة الدولية المفروضة على الرئيس الروسي بوتين.
وقد حمل الرئيس الجزائري معه إلى بوتين مقترح، إمكانية توسط بلده بين دولتين تصفهما الجزائر بالصديقتين (روسيا وأوكرانيا) لحل الأزمة.
وقد سبق وأن وجه الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، بدعوة إلى الجزائر لتلقي بثقلها لإيجاد حل للأزمة الأوكرانية.
وهو الأمر الذي يطرح للنقاش فكرة موقف الولايات المتحدة من الزيارة، ومدى تأثيرها على العلاقات الأميركية الجزائرية مستقبلاً.
وبشكل واضح يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر، الدكتور علي شايب، أن الزيارة هي ترجمة للسيادة الجزائرية وفلسفة دبلوماسيتها الخارجية، مستبعداً أي تأثير سلبي على العلاقات الجزائرية الأميركية مستقبلاً.
وقال علي شايب لموقع سكاي نيوز عربية: “الجزائر لا تعادي أوكرانيا، وأكبر دليل على ذلك، إعادة فتحها لسفارتها في كييف مؤخراً“.
مشيرا إلى أن الغرب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، ينظرون إلى خبرة الجزائر في مكافحة الجماعات المتطرفة وتجفيف منابع الإرهاب.
وتأتي هذه الزيارة، بعد أيام قليلة من انتخاب الجزائر عضوا غير دائم في مجلس الأمن بالأغلبية، وهي المرة الرابعة التي تحجز لها هذا المقعد منذ الاستقلال 1962.
وتعتبر زيارة تبون، الأول من نوعها لرئيس جزائري منتخب منذ 15 عاما، وقد ظلت الدعوة الروسية، مفتوحة منذ عام 2019، وتأجلت بسبب جائحة كورونا.
التحرر من هيمنة الدولار
وتربط الجزائر بروسيا علاقات اقتصادية متوسطة، تقدر بـ3 مليار دولار في ميزان التبادلات التجارية.
وينظر الخبراء إلى هذه الزيارة باعتبارها خطوة فعلية، لاستكمال الجانب القانوني الخاص بمشاريع “غازبروم” الروسي في الجزائر.
غير أن ملف انضمام الجزائر إلى مجموعة “البريكس” الاقتصادية الكبرى، يعتبر من أبرز الأهداف الكبرى التي وضعها تبون نصب عينيه خلال هذه الزيارة.
وقد شملت كلمته خلال اللقاء الذي جمعه بنظيره الروسي، ضرورة التعجيل في نظر دول مجموعة “البريكس” للطلب الذي تقدمت به الجزائر للانضمام إلى هذه المجموعة الاقتصادية.
متحدثا عن عالم جديد يتفاعل اقتصاديا خارج هيمنة الدولار.
وأكد النائب ورئيس لجنة الصداقة الروسية الجزائرية في البرلمان الجزائري عبد السلام باشاغا علي، أن الزيارة ما هي إلا انعكاسٌ لرغبة الطرفين في تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة حجم المبادلات التجارية، عبر الارتقاء باتفاقية التعاون الموقعة سنة 2001 إلى تعاون استراتيجي متنوع.
وقال البرلماني الجزائري باشاغا لموقع سكاي نيوز عربية: “الهدف هو توقيع مزيد من اتفاقيات التعاون في مجال الزراعة والتعليم والثقافة والسياحية والبحث العلمي والتربية والاستثمار الصناعي”.