Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار العالم

بعد “الكارثة”.. جدل التوقيت الصيفي يعود للأردن والحكومة ترد



وتعزو الحكومة الأردنية قرارها، الذي اتخذ في أكتوبر 2022، إلى أن تثبيت التوقيت الصيفي يمنح الأنشطة الاقتصادية الاستفادة من أطول وقت ممكن من ساعات النهار وثبات مواعيد التواصل حول العالم، في حين تتعالى الأصوات بين الفينة والأخرى للعودة إلى التوقيت الشتوي، على خلفية حوادث مرورية وأخرى تنظيمية في مؤسسات تعليمية.

المشكلة تكمن، وفقًا لشهادات المواطنين لموقع سكاي نيوز عربية، في تأخر شروق الشمس عند اعتماد التوقيت الصيفي في فصل الشتاء لحدود الساعة السابعة والنصف، الأمر الذي يدفع الطلبة والعاملين للخروج في أوقات الظلام وتشكّل الضباب وانعدام الرؤية، علاوة عن مخاطر إضافية لانتشار الكلاب الضالة.

وتقول الطالبة ملاك الرديني لموقع سكاي نيوز عربية، إنها تضطر للخروج من المنزل في ساعات الظلام الحالك خلال رحلتها إلى الجامعة من مكان سكنها في محافظة مأدبا جنوبي عمّان إلى جامعة العلوم والتكنولوجيا في محافظة إربد شمال البلاد.

وأضافت، “تستمر الرحلة وسط الشوارع الفارغة خلال الظلام وتشكّل الضباب وهطول الأمطار لحدود الساعتين ونصف ما يعني أنها تخرج من الساعة الخامسة قبل الفجر، للحاق بمحاضرة الساعة الثامنة”.

حادثة سابقة تثير رعب الأهالي

واستذكر الأردنيون في تدويناتهم تحت وسم التوقيت الشتوي الذي تصدّر منصة إكس “تويتر سابقا”، حادثة مقتل الطالبة نور العوضات عام 2013، والتي تسبب مقتلها في ساعات الصباح الباكر أثناء ذهابها إلى الجامعة في إلغاء اعتماد التوقيت الصيفي حينها في عهد حكومة عبدالله النسور.

وأثار استذكار مقتل العوضات إلى جانب حادث انقلاب الحافلة رعب الأهالي من إرسال أبنائهم إلى الجامعات عبر وسائل النقل العام في الساعات المبكرة، مطالبين الحكومة في إعادة اعتماد التوقيت الشتوي وعدم انتظار حدوث فاجعة أخرى.

من جهتها، استهجنت رزان العمري عبر إكس “تويتر سابقا” قول الحكومة إن “الإنسان أغلى ما نملك” وأضافت “ترجيناكم ما تلغوا التوقيت الشتوي، كان لازم حد يموت؟”

 أما طارق العرموطي فقد نشر صورا تم التقاطها أثناء خروجه للجامعة، مرفقا معها تعليقا مفاده أن الحالة الجوية والتوقيت “الصيفي” لا يناسبان خروج الطلبة لجامعاتهم، مؤكدا أن “المسؤولية تقع على عاتق الجميع ولا يجوز التنصل والهرب منها بحجة خطأ السائق فحسب!”.

 تغيير النظام

اعتاد الأردن على العمل بالتوقيتين الصيفي والشتوي كالعديد من دول العالم، إلا أنه ولمبررات اقتصادية قرر منذ العام 2022 وللمرة الثانية خلال العقدين الماضيين تثبيت العمل بالتوقيت الصيفي طوال العام.

الأولى كانت في العام 2013 في عهد حكومة النسور، وهذه الثانية في عهد الحكومة الحالية برئاسة بشر الخصاونة منذ أكتوبر 2022، وفي كلتا التجربتين تعرّضت الحكومة لانتقادات واسعة ومطالبات بالغاء العمل بالقرار.

ويشار إلى أن نحو (60%) من دول العالم لا تقوم بتغيير توقيتها خلال العام، فيما تعتمد (40%) من الدول نظام تغيير التوقيت خلال أوقات محددة مع بداية الصيف والشتاء.

أعباء إضافية

ويقول الصحفي الأردني أحمد الزبون، إن دوام مؤسسات التعليم العالي تجبر الطلبة على مغادرة أماكن سكنهم في ساعات الفجر التي تعتبر أكثر ساعات اليوم برودة، وأن مشكلات تنظيم قطاع النقل العام التي تضطرهم للتنقل بين أكثر من حافلة، تحمّل الطلبة أعباءً اضافية تبرر مطالباتهم بالعودة للعمل بالتوقيت الشتوي خاصة خلال تعرّض البلاد لظروف جوية صعبة بين الحين والآخر في موسم الشتاء، كثلوج وأمطار وانجماد.

وينوه الزبون، في حديثه مع موقع سكاي نيوز عربية، إلى أن تثبيت التوقيت الصيفي أدى إلى المزيد من الازدحامات المرورية في طرق المملكة، حيث أن الأمطار وتصادف خروج العاملين والطلبة تزيد من الضغط على قطاع النقل الذي يحتاج إلى تنظيم حسبما تذكر الحكومة في تصريحاتها المعتادة.

ويلفت النظر إلى أن العديد من أولياء الأمور يوجهون شكاوى عديدة إلى الإعلام الأردني تتمثل بأنهم يغادروا منازلهم مبكرًا ولا يجدوا من يقوم بإيصال أبنائهم إلى المدارس، الأمر الذي ترتب عليه أعباء اقتصادية جديدة كان بالإمكان تجنبها، مستنكرين “كيف يزيد من عجلة الاقتصاد!”

الحكومة ترد مجددًا

فيما علق وزير الاتصال الحكومي، الناطق باسم الحكومة الأردنية، مهند مبيضين، على الأصوات الشعبية المطالبة بالعودة إلى التوقيت الشتوي، بقوله إن المبررات لم تتغير عن السابق، والتي تتمثل بأن الدافع وراء التوقيت الصيفي “استفادة اقتصادية” لا سيما في مجال توفير الطاقة.

ويضيف الوزير الأردني خلال حديثه لموقع سكاي نيوز عربية، أن الحكومة الأردنية لا تفكر بالعودة إلى التوقيت الشتوي على الإطلاق، إذ إن الحوداث تحدث في البلاد في أي وقت، سواء كانت في التوقيت الصيفي أو بالتوقيت الشتوي، منوهًا إلى أن الأهم من التوقيت هو الالتزام بقواعد السلامة المرورية والابتعاد عن السرعة الزائدة على الطرق؛ لحماية الأرواح.

وعدلت الحكومة في بداية فصل الشتاء الحالي أوقات دوام المدارس ومدد الحصص الصفية تماشيا مع قرارها بتثبيت التوقيت الصيفي لتجنب خروج الأطفال في أوقات الظلام في الفترة الصباحية، أو دخول الظلام قبل انتهاء دوام طلاب الفترة المسائية.

رأي الخبراء

من ناحيته، يقول أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية حسين الخزاعي لموقع سكاي نيوز عربية إنه وبالرغم من أهمية الرأي العام بخصوص تثبيت التوقيت الشتوي، غير أننا يجب أن نعالج أساس المشكلة المتمثل بالسلوك الاجتماعي الذي يتسبب فعله المخالف للقانون في وقوع الكارثة.

وشدد على أن سلوك الفرد الخاطئ هو العامل الأساسي في وقوع معظم الحوادث، فعدم تفقد سلامة المركبات أو السرعة الزائدة أو حتى الاعتداء على الأرواح في الأوقات المبكرة تنتج عن أمرين، إما نزعة عدوانية أو دوافع كامنة لمخالفة القانون تنشط في حال توفرت لديه الظروف المناسبة وغياب الرقابة.

وأكد أن معالجة هذه المشكلة تتم من خلال دراسة معمّقة للسلوكيات الاجتماعية والتوعية المتكررة وإعادة طرح الأنظمة بطريقة تخلق نوعا من الوعي الاجتماعي لدى الأفراد تدريجيا للوصول لمرحلة النضج.

وتابع، “هذا النضج يجعل الفرد مدركا ومقتنعا بمبررات وجود القوانين وضرورة الالتزام بها لحمايته من الضرر الناجم عن ارتكابها، ما يدفعه للالتزام به دون وجود رقيب عليه”.

على الصعيد المقابل، يرى الخبير والمحلل الاقتصادي جواد عباسي أن للقرار أضرارا بالغة علاوة على عدم وجود أية فائدة اقتصادية منه.

أما المحلل الاقتصادي جواد العباسي فقد عبر عن رأيه، خلال حديثه لموقع سكاي نيوز عربية، بقوله إن:

  • تثبيت العمل بالتوقيت الصيفي له ضرر على التعليم الأردني خاصة مع قرار تعديل أوقات الدوام للمدارس الحكومية وتقليص مدة ساعات الحصص الصفية لطلاب الفترة المسائية.
  • تغيير الحكومة لأوقات الدوام يؤكد خطأ التوقيت الحالي.
  • خيار الحكومة بأن نكون على GMT +3 طوال العام غير منطقي ولا يستند لدليل علمي ولا يفيد أحدا.
  • علميا التوقيت الصيفي في الصيف يوفر الطاقة، إلا أن له تبعات نفسية سلبية أيضا بسبب تقديم الساعة وتأخيرها مرتين خلال العام.
  • الخيار العلمي المنطقي أمام الأردن أن نكون على GMT+2 طوال العام أو أن نكون على GMT+2 شتاء و GMT+3 صيفا.
  • الحكومة اسشهدت في تبريرها وقت اصدار القرار، توجه الولايات المتحدة لاعتماد التوقيت الصيفي طوال العام، إلا أنها اليوم “الولايات المتحدة” لا تقوم بتطبيقه.

في ذات السياق يرى موقع “طقس العرب” أن للتوقيت الشتوي العديد من الفوائد تتمثل بما يلي:

  • توفير كلفة استخدام الكهرباء صباحا.
  • توفير تكاليف استخدام وسائل التدفئة في المنازل صباحا.
  • توفير إحساس المواطنين بالألم النفسي التراكمي الناتج عن الاستيقاظ في الظلام والأجواء الباردة للذهاب للمدرسة أو العمل.
  • تطبيق محاكاة طبيعية لتغير أوقات الشروق والغروب، في حين أن عدم استخدامه سيكون فيه مواجهة للظروف الطبيعية المحيطة.





المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى