الوثائق المسربة.. واشنطن تقيم المخاطر وشكوك حول هجوم الربيع
وأكد خبراء أمن غربيون ومسؤولون أميركيون الاشتباه في ضلوع شخص من الولايات المتحدة في تسريب الوثائق التي انتشرت على الإنترنت وتضمنت تفاصيل تتعلق بالحرب في أوكرانيا وبجهاز المخابرات الإسرائيلي.
وتحاول وزارة العدل الأميركية التي فتحت تحقيقا بشأن الوثائق تحديد مصدر التسريبات.
شكوك بشأن “معركة الربيع”
في الأثناء، تحوم الشكوك حول عزم الجيش الأوكراني إطلاق “معركة الربيع” أو الهجوم المضاد ضد الجيش الروسي، بعد أن كشفت وثائق أميركية مسربة عن خطط الاستعداد للمعركة وطبيعة الدعم العسكري الغربي.
يأتي ذلك في وقت أكدت فيه مجموعة فاغنر الروسية أن الجيش الأوكراني يستعد لمعركة الربيع وحشد ما بين 200 إلى 400 ألف عنصر لذلك.
هل يصبح الهجوم المضاد مجرد سراب؟
سؤال يلفه الغموض في ضوء تقارير أكدت أن القوات الأوكرانية لا تملك من الموارد ما يكفي للدخول في معركة كبيرة.
وكانت الوثائق الأميركية المسربة كشفت جوانب من خبايا الحرب وكيفية الاستعداد لها بما يشمل برامج تدريب وتسليح للجيش الأوكراني بمعدات حديثة من قبل حلف الناتو والولايات المتحدة. وهو ما من شأنه أن يفيد روسيا ويمكنها من الوقوف على تفاصيل المعركة وتحسين التحضيرات لمواجهتها.
وهناك ما يشير إلى خلل آخر في الاستعداد للهجوم الأوكراني المضاد، فصحيفة وول ستريت جورنال أشارت إلى أن الدفاعات الجوية في أوكرانيا قد تستنفد أخر احتياطياتها من صواريخ إس 300 بحلول مايو المقبل، وبالتالي قد تخسر كييف معركة السماء، الأمر الذي يسمح للطيران الروسي بتنفيذ ضربات في العمق الأوكراني بحرية كاملة عوضا عن إطلاق الصواريخ من أعالي البحار.
وثمة مشكلة أخرى تعترض الهجوم المضاد، وهي نقص القذائف، حيث شككت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في قدرة الاتحاد الأوروبي على إنتاج ما يقرب من مليون قذيفة سنويا لتوفير خط إمداد للجيش الأوكراني.
والإجابة وفق تقديرات الخبراء، أنه من الصعب جدا توفير مثل هذا العدد من القذائف على الأقل في المدى القريب.
وفي ضوء ما سبق من معطيات غربية، نجد رواية زعيم مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين تسير في اتجاه آخر.
حيث أفاد بأن كييف، جمعت بين 200 ألف إلى 400 ألف جندي تحضيرا لهجوم الربيع، مشددا على ضرورة عدم الاستهانة بالأمر.
وما بين غياب أفق معركة الربيع وتصريحات فاغنر، تظل المعارك مستمرة في شرق أوكرانيا وسط ضبابية في مسار الحرب.