الهلال يحتجب… لكنه لا يغيب
الهلال يحتجب… لكنه لا يغيب
رغم موسمه العصيب ونكساته المتوالية من بطولة إلى أخرى، فإن الهلال رفض الخروج خالي الوفاض هذا الموسم، وعوض كل أحزانه بأغلى الألقاب المحلية على الإطلاق «كأس الملك السعودي»، بعد جهود رائعة في اللقاء النهائي أمام الوحدة، بطلها الحارس عبد الله المعيوف وقبله المدافع صاحب هدف التعديل القاتل علي البليهي.
وجاء هدف البليهي على غرار سيناريو 2015 حينما كان الهلال قريباً من توديع موسمه بلا ألقاب، وقد حقق خلاله النصر غريمه التقليدي لقب الدوري السعودي، وكان أصفر العاصمة يقف على بُعد ثوانٍ قليلة من التتويج بلقب كأس الملك قبل هدف محمد جحفلي الشهير الذي عدل معه النتيجة وتحولت المواجهة إلى حسم عن طريق ركلات الترجيح.
وحافظ الهلال بلقب كأس الملك (أغلى البطولات المحلية بالحصول على جائزة مالية قدرها 10 ملايين ريال)، على عدد من المميزات؛ مثل المشاركة في كأس السوبر السعودي بنسخته المقبلة، علاوة على المشاركة الآسيوية التي ضمن المشاركة في نسختها المقبلة بحكم حصوله على لقب الدوري الموسم الماضي.
لقب عاشر يفض الشراكة مع الاتحاد
رفع فريق الهلال عدد ألقابه وبطولاته في كأس الملك إلى 10 ألقاب، بعدما نجح في تحقيق الفوز على الوحدة ومعانقة كأس البطولة التي خسرها الموسم الماضي، أمام الفيحاء عن طريق ركلات الترجيح.
وحقق الهلال لقبه العاشر ليفض شراكته مع الاتحاد الذي يملك في رصيده 9 ألقاب تاريخية في البطولة الأغلى والأقدم بالسعودية، واقترب الهلال من المتصدر فريق الأهلي الذي يملك 13 لقباً في سجله، فيما يحضر النصر رابعاً في القائمة برصيد 6 ألقاب، والشباب بـ3 بطولات، ثم الوحدة والاتفاق بواقع لقبين لكل منهما، ثم التعاون والفيصلي والفيحاء بواقع لقب لكل فريق.
وسجل الهلال حضوره للمرة الـ18 في نهائي بطولة كأس الملك بعد مباراته أمس، مع الوحدة، ليتساوى مع عدد مرات وصول قطبي مدينة جدة الاتحاد والأهلي، بواقع 18 مرة لكل منهما.
دفاع برتبة هداف
يبدو أن الأهداف القاتلة للمدافعين في صفوف فريق الهلال ستظل علامة فارقة في بطولة كأس الملك، فمنذ نهائي نسخة 2015 ظلت متلازمة محمد جحفلي وهدفه القاتل في الدقيقة 119 من عمر المباراة حاضرة في الأهداف القاتلة التي يسجلها الهلال في أي من مبارياته، وتم إطلاق اسم «جحفلة» نسبة إلى الهدف الشهير.
ونجح البليهي في تكرار ما فعله زميله جحفلي الذي حضر في النهائي الكبير على مقاعد البدلاء، ولم ينجح مهاجمو فريق الهلال في فك شفرة دفاعات الوحدة، رغم أن الأرجنتيني رامون دياز زج بالثنائي موسى ماريغا وأودين إيغالو، وجاء الهدف بأقدام علي البليهي المدافع الذي تقدم نحو منطقة الجزاء في الدقائق الأخيرة.كنو في دائرة الانتقادات مرة أخرى
لم يبتسم الحظ مجدداً لمحمد كنو، لاعب خط وسط فريق الهلال، في النهائي الثاني تباعاً، بعد حملة غاضبة من أنصار فريق الهلال بعد مستويات اللاعب المتواضعة التي ظهر عليها في نهائي دوري أبطال آسيا أمام أوراوا الياباني، الذي خسره الفريق الأزرق قبل أسبوع من الآن.
وتكرر الغضب الجماهيري تجاه محمد كنو في نهائي كأس الملك، حيث بدأ دياز يصرخ تجاه اللاعب منذ الدقيقة 27 من شوط المباراة الأول، وظهر إيميليانو دياز ابنه الذي يعمل مساعداً له في الجهاز بالفريق، وهو يشير بعلامات غاضبة تجاه تعليمات لم ينفذها اللاعب، قبل أن يطلب من مصعب الجوير إجراء عمليات الإحماء، لكن التغيير لم يحدث إلا بين شوطي المباراة.
ونشرت «الشرق الأوسط» عبر حسابها في «تويتر» مقطعاً مصوراً للجماهير وهي تطلق صيحات استهجان للاعب محمد كنو لحظة خروجه من الملعب الشوط الأول، قبل أن يستبدل به دياز اللاعب الشاب مصعب الجوير.
دياز يحطم عناد النهائيات
بعد أن بدا المشهد محبطاً لدياز الذي يعيش أيامه الأخيرة مع فريق الهلال، وكاد يخسر مجدداً في المباريات النهائية التي أصبحت بمثابة لغز يطارده منذ الخسارة في نهائي دوري أبطال آسيا 2017 في ولايته الأولى مع الهلال، استطاع المدرب الأرجنتيني أخيراً تحطيم هذه العقدة.
وبدأ دياز النهائي بتشكيلة مختلفة بالاحتفاظ بسعود عبد الحميد بجواره على مقاعد البدلاء، والنيجيري إيغالو، وأشرك لوسيانو فييتو وموسى ماريغا، بالإضافة إلى ظهيري الجنب محمد البريك وياسر الشهراني.
وبعد خسارته نهائي دوري أبطال آسيا وابتعاده عن المنافسة على لقب الدوري وخسارته لقب كأس السوبر وبلوغه نهائي كأس العالم للأندية، انتاب القلق الأرجنتيني دياز الذي أمسك وسط جسده وظل مُتفرجاً بحسرة على ما يحدث في اللقاء النهائي لكأس الملك بعد أن رمى بأوراقه كافة، ولكن شيئاً لم يتغير في الملعب، كان إيميليانو مساعده الأكثر ضجيجاً وتوجيهاً للاعبين، قبل أن يتمكن علي البليهي من تسجيل هدف التعادل وإعادة آمال الفريق في المنافسة.
66 بطولة في 66 عاماً
«ولد بطلاً»… لا شك أنها جملة تنطبق جملة وتفصيلاً على الزعيم، فهذا الفريق دائماً ما تجده حاضراً في منصات التتويج، متوشحاً الميداليات الذهبية التي ارتبطت باسمه طوال تاريخه منذ تأسيسه عام 1957، فمنذ البدايات كون علاقة قوية من البطولات والإنجازات، حتى وصل به الأمر إلى أن يحقق بطولات بعدد السنوات التي أعقبت تأسيسه.
وبعد تحقيقه مؤخراً لقب كأس الملك على حساب الوحدة، أضاف الزعيم البطولة 66 في سجلاته في 66 عاماً هي عمر النادي منذ تأسيسه، وهذه معادلة تكشف عن عراقة النادي الأزرق وارتباطه الدائم بالبطولات والإنجازات، سواء كان ذلك على الصعيد المحلي، أو حتى الخارجي.
ويتصدر الهلال ترتيب الفرق الأكثر تحقيقاً للألقاب في كل المسابقات المحلية، ما عدا بطولة كأس الملك التي يوجد فيها الأهلي على رأس قائمة أكثر الفرق فوزاً باللقب بواقع 13 مرة، بينما حقق الهلال لقبه العاشر في المسابقة ذاتها، لكنه باقٍ على صدارته في المسابقات المحلية المختلفة، سواء تلك المستمرة مثل مسابقتي الدوري والسوبر، أو التي توقفت مثل كأس ولي العهد وكأس الأمير فيصل بن فهد، وهو أكثر الفرق تحقيقاً للقب في كل مسابقة.
وبالعودة لتفاصيل البطولات الرسمية التي حققها الأزرق، نجد أنه يتسيد قائمة أكثر الفرق تحقيقاً للقب الدوري السعودي بواقع 18 لقباً، وكذلك كأس ولي العهد بالفوز 13 مرة، وكأس الأمير فيصل بن فهد (كأس الاتحاد) تمكن من تحقيقها 6 مرات، وكأس المؤسس مرة، وكأس السوبر السعودي 3 مرات، وأخيراً كأس الملك حيث وصل رصيده فيها إلى 10 بطولات، هذه الإنجازات والأرقام هي التي حققها أزرق العاصمة على الصعيد المحلي فقط، ووصلت إلى 51 بطولة محلية ظفر بها طوال تاريخه من أصل 66 بطولة توج بها.
وباستعراض تاريخ الزعيم وإنجازاته على الصعيد الخارجي، نجد أنه حقق لقب دوري أبطال آسيا بمختلف تسمياته 4 مرات، وكأس الكؤوس الآسيوية مرتين، ومثلهما في كأس السوبر الآسيوي، كما تمكن من الفوز بلقب كأس الخليج للأندية مرتين، وأيضاً حقق لقب دوري أبطال العرب في مناسبتين، وكأس الكؤوس العربية مرة واحدة، وكأس النخبة العربية مرة واحدة، ولقب السوبر السعودي – المصري مرة واحدة أيضاً، ليصل رصيد إنجازاته الخارجية إلى 15 بطولة كسبها الزعيم، ليضع اسمه في قائمة أكثر الفرق العالمية التي حققت ألقاباً خارجية.
ويبدو أن رقم الهلال سيتوقف عند 66 لقباً هذا الموسم، بعد أن أصبح لقب دوري روشن السعودي بعيداً عن متناوله، حيث يحتل المركز الرابع في سلم ترتيب الدوري برصيد 49 نقطة، بفارق 13 نقطة عن الاتحاد صاحب المركز الأول برصيد 62 نقطة، مع فارق مباراة وحيدة بينهما لصالح الاتحاد، الأمر الذي يجعل أزرق العاصمة يبدأ التخطيط مبكراً لكسر رقمه الحالي وزيادة رصيد إنجازاته في الموسم المقبل، الذي من المتوقع أن تقوم إدارة النادي هذا الصيف بعمل تغييرات كبيرة على صعيد اللاعبين، خصوصاً المحترفين الأجانب الذين حرم الهلال من تغييرهم هذا الموسم بعد إيقافه لفترتي تسجيل لاعبين متتاليتين، وذلك في سبيل مواصلة الفوز بالبطولات المحلية والخارجية، التي عود فيها الهلال جماهيره بملامسة الذهب في كل موسم، خصوصاً المواسم التسعة الماضية، تحديداً منذ عام 2015.