الناتو “يلامس” روسيا.. تفاصيل ما يحدث على الحدود الساخنة
يرصد محللون عسكريون وسياسيون لموقع “سكاي نيوز عربية” مغزى فتح الناتو “جبهة جديدة” وهي فنلندا، في خلافاته مع روسيا، و”العمل الموحد” المتوقع التجهيز له، ورد الفعل الروسي المنتظر.
وأعلن سلاح الجو الفنلندي أن تدريبات واسعة النطاق تشمل 150 طائرة مقاتلة بدأت الإثنين، في فنلندا والسويد والنرويج، على أن تنتهي 9 يونيو.
سر التوقيت
يلفت رئيس المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب والاستخبارات في ألمانيا جاسم محمد، إلى أن:
- التدريبات جاءت بعد انضمام فنلندا للناتو في أبريل، وتجري قرب حدودها مع روسيا البالغة 1300 كيلومترا، مما يعني فتح جبهة جديدة بين الحلف وروسيا.
- هذا يعني أن فنلندا تحتاج إلى تعزيز قدراتها الدفاعية ضد أي تهديدات روسية.
- توقيت المناورات يتزامن مع التصعيد الكبير بين روسيا وأوكرانيا.
تنسيق فائق لعمل موحد
عسكريا، يقيم الخبير العسكري العميد ناجي ملاعب، مغزى حجم ونوعية الأسلحة المشاركة، قائلا:
- تشارك مقاتلات “إف 35″ أميركية ومن دول أخرى، رافال وميراج فرنسية، و”إف 16” دنماركية وهولندية، وطائرات “إف 18” فنلندية وسويسرية، وغريبن سويدية.
- هذا التنوع في الطائرات في مناورة واحدة بدولة قريبة من روسيا رسالة جديدة لموسكو بدعم أوكرانيا.
- تشهد المناورات تنسيق عمل “طائرات مقاتلة واعتراضية وهجومية”، واجتماع هذه الأنواع الثلاثة في مناورة قد يمهد لتشغيلها بصورة موحدة في أوكرانيا.
- تشارك في المناورات فنلندا بعدما أنهت عقودا من الحياد، ثم عدم الانحياز العسكري.
رسائل لروسيا
وفي السياق ذاته، يصف مدير مركز خبراء “رياليست” في موسكو عمرو الديب، التدريبات بـ”التطورات السلبية المنتظرة”، معتبرا إياها “رسالة لروسيا بأن الحلف مستعد للدفاع عن الحدود أمام أي هجوم”.
ويذكر الديب في الوقت نفسه، بأن هذه التدريبات “استمرار لتكثيف الناتو مناوراته وزيادة معداته العسكرية قرب روسيا في الفترة الأخيرة”.
ويتفق جاسم محمد بشأن أن المناورات تبعث برسالة لموسكو بأن فنلندا ومن ورائها “الناتو”، اتخذا “إجراءات احترازية واستباقية”.
ويلتقط ملاعب ما يعتبرها رسائل من دول أوروبا المشاركة، ومنها السويد التي اشتركت رغم عدم حصولها على عضوية الناتو، وسويسرا التي اشتركت رغم كونها “دولة حيادية”.
كيف سترد موسكو؟
لا يستبعد جاسم محمد رد الفعل الروسي على ما يحدث، إلا أن طبيعته “ستتوقف على التقييم الداخلي لمدى تهديد المناورات للأمن القومي”.
لكن عمليا، فالمناورات “جرس إنذار” لموسكو بأن الجبهة الروسية الفنلندية أصبحت مفتوحة، مما يعني حاجة روسيا لتعزيز دفاعاتها عبر الحدود المشتركة الجديدة مع الناتو، وفقا لحديثه.
من جانب آخر، يؤكد ملاعب أن موسكو “سترد بمزيد من الاستعداد ضمن سياسة التصعيد مقابل التصعيد”.
ويتوقع في ذلك أن تستحضر روسيا أنظمتها من الدفاع الجوي والطائرات المقاتلة والاعتراضية، وعلى رأسها “سوخوي 57” التي يتم وصفها بـ”وحش الجو”، وكذلك “سوخوي 35” التي يطلق عليها “ملكة المقاتلات”.
لكن الخطورة الأكبر هي استخدام الناتو أراضي فنلندا كمطارات تهدد روسيا، وعن ذلك يقول ملاعب: “وقتها سنكون أمام تصعيد غير متوقع، وربما حرب أخرى بين روسيا والناتو”.
وفي السياق ذاته، يتحسس الديب رد الفعل الروسي على الأرض، لافتا إلى أن موسكو تتحرك إلى الأمام بنقل “الأسلحة النووية التكتيكية” إلى بيلاروسيا المجاورة، كرسالة منها أيضا ضد من يقترب من حدودها الغربية.
والخميس أعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، أن روسيا بدأت عملية نقل بعض الأسلحة النووية التكتيكية من روسيا إلى بلاده.