المركزي الأمريكي يرفع سعر الفائدة إلى أعلى مستوياته منذ 16 عاما
- ناتالي شيرمان
- مراسلة شؤون المال والأعمال، نيويورك
رفع البنك المركزي الأمريكي سعر الفائدة إلى أعلى مستوياته، منذ 16 عاما، سعيا منه لضمان استقرار الأسعار.
وارتفع سعر الفائدة بنسبة 0.25 في المئة، وهو عاشر ارتفاع خلال 14 شهرا.
وأشار المركزي الأربعاء إلى أن هذا آخر ارتفاع يقرره حتى الآن.
وانتقل السعر المرجعي من 5 في المئة إلى 5.25 في المئة، بينما كان يقارب الصفر في مارس أذار 2022.
وأدى السعر المرجعي العالي، في أكبر اقتصاد عالمي، إلى ارتفاع حاد في تكلفة القروض، مما حتم تباطؤ النشاط في قطاعات مثل الإسكان، وكان له دور في إفلاس ثلاثة مصارف أمريكية في الفترة الأخيرة.
وقال رئيس البنك المركزي الأمريكي، جيروم باول، في مؤتمر صحفي، بعد الإعلان: ” لم نعد نقول إننا نستبق زيادات إضافية في سعر الفائدة”، واصفا الإجراء بأنه “تغيير كبير”.
ولكنه رفض استبعاد إجراءات إضافية، قائلا: “سوف نرى ما تأتي به البيانات الجديدة”.
وشرع البنك المركزي في رفع أسعار الفائدة بشكل قوي، العام الماضي، عندما سجلت الأسعار في الولايات المتحدة ارتفاعا بوتيرة هي الأسرع منذ عقود.
ولجأت البنوك المركزية عبر العالم، بما فيها بريطانيا والاتحاد الأوروبي، إلى إجراءات مماثلة.
وتجعل أسعار الفائدة العالية من الصعوبة بمكان شراء بيت أو الاقتراض لتوسيع نشاط أو الاستدانة مرة ثانية. ويتوقع المسؤولون من ارتفاع التكلفة أن يؤدي إلى تراجع الطلب وتخفيف الأسعار.
ومنذ أن بدأ البنك المركزي الأمريكي حملته ظهرت مؤشرات هدوء الأسعار.
فقد استقرت نسبة التضخم في مارس أذار عند 5 في المئة، وهي أدنى نسبة خلال عامين. ولكنها لا زالت عالية بالنسبة للمركزي الأمريكي الذي يهدف إلى نسبة 2 في المئة.
ويرى غريغوري داكو، خبير الاقتصاديين في شركة الاستشارات، إي واي بارثيننون، أنه على المركزي الأمريكي أن يتحلى “بالحيطة والحذر”، ويتوقف الآن، لأن مخاطر تباطؤ النشاطات على الاقتصاد بدأت تكبر.
“مخاوف الدخول في الكساد موجودة اليوم. لا أعتقد أن معركة التضخم انتهت. ولكننا نلاحظ تباطؤا في التضخم تدريجيا، ولكننا في وضعية سعر الفائدة فيها مرتفع، وهو ما يشكل عائقا للنشاطات الاقتصادية، ويؤدي إلى المزيد من التباطؤ في التضخم، خلال الأشهر المقبلة”.
ويقول بيل توبنر، رئيس شركة بول للتصنيع في نيويورك إن الزبائن أصبحوا حذرين في الأشهر الأخيرة، بسبب المخاوف الاقتصادية.
وتراجعت شركته أيضا عن تعبئة مخازنها بسبب ارتفاع الأسعار.
ولكنه قال إن شركته لم تكن بحاجة إلى الاقتراض الفوري، ويأمل أن يكون تأثير التباطؤ خفيفا ولفترة قصيرة.
وأضاف: “لاحظنا بعض الهشاشة في الأسواق بسبب التضخم، وسعر الفائدة بطبيعة الحال، ولكن على المدى البعيد نحن متفائلون”.
ويتوقع باول أن يتأثر الاقتصاد الأمريكي بإفلاس المصارف في الفترة الأخيرة وما ينتج عنه من تقلص الإقراض.
ولكنه قال إن أمله كبير في أن تتجنب الولايات المتحدة الكساد الاقتصادي، مشيرا إلى قوة الشتغيل الكبيرة، وتدني نسبة البطالة في البلاد.
وكان إجراء المركزي الأمريكي الأربعاء متوقعا في الأسواق المالية، التي تراقب الآن أي مؤشرات عن الخطة المقبلة.
وألغى المركزي في بيان توجيهات سابقة أصدرها في مارس أذار يقول فيها: “قد يتطلب الأمر المزيد من الإجراءات التعزيزية”، من أجل السيطرة على التضخم.
وقال باول في مؤتمر صحفي إن المركزي وصل إلى مرحلة وقف رفع سعر الفائدة، ولكنه على استعداد للمزيد إذا تطلب الأمر ذلك.
وترى وبتني واتسون من غولدمان ساكس أن المركزي الأمريكي قد يرفع سعر الفائدة مرة أخرى بالنظر إلى ما سيحدث في الأشهر المقبلة.
وقالت: “التضخم يسير في الطريق الصحيح ولكن التقدم كان متذبذبا، وعليه فإن التوقف عن رفع سعر الفائدة مناسب الآن، ولكن المزيد من الإجراءات محتملة، إذا استمر التضخم”.