العُلا تحتضن اليوم أكبر سباق في تاريخ الهجن
العُلا تحتضن اليوم أكبر سباق في تاريخ الهجن
المنافسات تقام تحت رعاية ولي العهد وبمشاركة نخب المطايا بجوائز 80 مليون ريال
الثلاثاء – 22 شعبان 1444 هـ – 14 مارس 2023 مـ رقم العدد [
16177]
«كأس العُلا للهجن» ستشهد إثارة كبيرة نظير مشاركة أفضل 40 مطية في المنطقة (موقع الهيئة الملكية لمحافظة العُلا)
العُلا: «الشرق الأوسط»
تنطلق، اليوم (الثلاثاء)، منافسات كأس العُلا للهجن، وذلك تحت رعاية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، وتستمر حتى الجمعة المقبل.
وسيقام الحدث الذي تنظمه الهيئة الملكية لمحافظة العُلا بالتعاون مع الاتحاد السعودي للهجن على مدار أربعة أيام في ميدان العُلا للهجن، والذي تبلغ مساحته نحو 20 كيلومتراً مربعاً، حيث تبلغ مساحة المسار الرئيسي 6 كيلومترات مربعة. ويبلغ طوله 8.140 متر، ويتراوح عرضه بين 20 و38 متراً. ويمتلك خمسة منعطفات، ومسارين بطول إجمالي يبلغ 16 كم. وتم العمل على الميدان وفق أفضل المعايير المتبعة، ويتم استخدام التكنولوجيا المتقدمة لتعزيز سلامة وكفاءة السباقات مع التأكد من الحفاظ على القيم الثقافية والتقليدية للرياضة.
وتشهد المنافسة 16 شوطاً، بواقع 6 أشواط مخصصة لرياضة الماراثون، وعشرة أشواط لسباقات الهجن، بينما تبلغ قيمة الجوائز الإجمالية للمسابقة أكثر من 80 مليون ريال، كما ستتضمن كأس العُلا للهجن عدداً من الفعاليات المتنوعّة المتوافرة للحضور، تشمل عروضاً فنية وموسيقية وثقافية، وتضم سوقاً تراثية فريدة من نوعها، ومعارض فنيّة وحرفية تظهر الثقافة العريقة للهجن. وتهدف كأس العُلا للهجن، الذي يعد المناسبة الأقوى والأغلى، وبمثابة كأس العالم للهجن، إلى الاهتمام بتطوير رياضة الهجن العريقة التي تعد جزءاً من إرث المملكة وثقافتها، إضافة إلى إبراز تاريخ العُلا العريق المملوء بالمواقع الأثرية والثقافية والطبيعة الخلابة والمذهلة. وتجمع كأس العُلا للهجن على مدى أربعة أيام متتالية 40 من أفضل هجن السباقات في السعودية ومنطقة الخليج للتنافس على الفوز بأكبر جائزة في تاريخ سباقات الهجن، حيث يتميز كل يوم في البطولة بنوع مختلف من السباقات، ويختبر السرعة والقدرة والتحمل لسفن الصحراء المذهلة. وتحظى رياضة الهجن وسباقاتها «باهتمام خاص من الحكومة الرشيدة التي تسعى إلى تطويرها وفق رؤية طموحة تواكب التقدم، وتحافظ على تراث المملكة وأصالتها، بينما تأتي أهمية مثل هذه السباقات لجذب عشاق الهجن من المواطنين والمقيمين والسياح؛ إذ حجزت هذه الرياضة مكانتها بوصفها أكثر الرياضات شعبية وعراقة في الجزيرة العربية»
وقال المهندس عمرو بن صالح المدني، الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العُلا: إن سباقات الهجن هي إرث المملكة العريق وثقافتها على مر التاريخ، وهي رياضة الأجداد التي انتقلت للآباء والأبناء وحظيت باهتمام ودعم كبيرين من قِبل القيادة، مضيفاً أن للهجن دلالة عميقة متجذّرة في العُلا، ويذكر تاريخها العريق، حيث كانت ملتقى للقوافل.
وأضاف المدني «نتطلّع لاستضافة وتنظيم هذه الكأس بالتعاون مع الاتحاد السعودي للهجن، لنقدّم معاً للمملكة والعالم حدثاً استثنائياً يظهر تاريخ المملكة وتراثها، ويسلّط الضوء على العُلا وبيئتها الطبيعية والثقافية وإرثها البشري العريق».
من جهته، قال المهندس محمود سليمان البلوي، المدير التنفيذي للاتحاد السعودي للهجن «بدعم قيادتنا الرشيدة واهتمام وحرص وزير الرياضة، تستمرّ رياضة الهجن في النمو والازدهار في المملكة لتكون صلة الحاضر بتاريخنا العريق وأصالة ثقافة الهجن».
مضيفاً، أن العُلا هي إحدى الوجهات السياحية العالمية، مع حرصهم على تنظيم هذه الكأس العالمية لنشر ثقافة الهجن في المملكة وخارجها، وتقديم هذه الرياضة التاريخية من قلب العُلا التي تعد المتحف الطبيعي النابض بالحياة وجمال الطبيعة، مضيفاً أن الكأس ستتوّج موسم سباقات الهجن المتعددة التي ننظمها في المملكة وستساهم في تعزيز انتشار هذه الرياضة بالعالم.
وتعد «كأس العُلا للهجن» إحدى الفعاليات الرياضية ضمن فعاليات «لحظات العُلا»، التي تتضمن عدداً من الفعاليات، ومنها الفعاليات الرياضية، التي يعد أبرزها كأس خادم الحرمين الشريفين للقدرة والتحمل، وسباق درب العُلا، وطواف السعودية.
كشف الأميركي فيليب جونز، رئيس قطاع السياحة في الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، عن أن هذه المدينة التاريخية هي الوجهة السياحية العصرية ذات الموروث الطبيعي والثقافي الذي لعبت فيه الهجن دوراً رئيسياً يمكن رؤيته من خلال الرسوم والنقوش الصخرية المنتشرة في مختلف أرجائها؛ مما يوضح العلاقة الوطيدة بين الإنسان والحيوان والتي لا تزال مهمة جداً لشعوب المنطقة في الوقت الحاضر.
ويشير فيليب جونز في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الرجال والنساء والأطفال كانوا في بدايات الإسلام أوائل القرن السابع الميلادي يجتمعون في المناسبات واللقاءات الاجتماعية، ومن بين الاحتفالات التي أقيمت على المنطقة التي أصبحت تُعرف حالياً بالمملكة العربية السعودية، كانت الحشود تجتمع لمشاهدة الهجن وهي تتنافس ضد بعضها وسط هتافات وصخب مُلّاكها وأنصارها. وكانت هذه هي بداية سباق الهجن، التقليد العريق الذي استمر حتى يومنا هذا في العصر الحديث.
على هامش الفعاليات المصاحبة لكأس العُلا للهجن، استضافت البلدة القديمة بالعُلا السبت الماضي مسيرة لقافلة مكونة من 15 من الإبل؛ احتفاءً وتعريفاً لزوار العلا بكأس العلا للهجن، وقد رافق المسيرة عرض مُقدم من قبل فرقة تراثية ارتدى أعضاؤها الزي السعودي التراثي وتخلله تأدية أحد أفراد الفرقة لفن حداء الإبل الذي يعدّ من التعابير الشفهية المدرجة في لائحة اليونيسكو للتراث غير المادي في المملكة العربية السعودية، وهذا الفن هو عبارة عن مجموعة من الأصوات التي يقوم بها رعاة الإبل للتواصل مع قطعانهم.
رياضة