الصين: السجن مدى الحياة لأكاديمي مسلم بارز من أقلية الإيغور
قضت محكمة صينية بالسجن مدى الحياة على أكاديمي بارز من أقلية الإيغور، لإدانته بتهمة التحريض على الانفصال، حسبما قال محاموه.
وانتقد إلهام توهتي علنا سياسات بكين إزاء أقلية الإيغور المسلمة في إقليم شينجيانغ، لكنه نفي أن يكون قد دعا للانفصال.
ويقول مراسلون إن السلطات الصينية تتبنى نهجا أكثر تشددا، في ظل تصاعد أعمال العنف المرتبطة بإقليم شينجيانغ.
ووصفت منظمة العفو الدولية الحكم بأنه “يبعث على الأسف”.
وكان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة، قد طالبوا من قبل بإطلاق سراح توهتي.
واعتبرت محكمة الشعب المتوسطة في مدينة “أورومتشي” توهتي مذنبا، بعد محاكمة استمرت يومين، وانتهت الأسبوع الماضي، كما أمرت المحكمة بمصادرة كافة أموال وممتلكات توهتي.
وقال محاميه “لي فانغبينغ”: لبي بي سي إنه سيستأنف على الحكم، وأضاف: “لقد أخبرنا أن الحكم لا يمثل له شيئا، لن يغضب أو يسعى للانتقام، ولن يختلف الأمر كثيرا إذا ما استمر في السجن أو أطلق سراحه في المستقبل، سيظل يدعو للحوار بين الإيغور والصينيين من عرق الهان”.
كاري غرايسي صحفي متخصص في الشؤون الصينية في بي بي سي
وكانت”لن أستستلم” هي آخر كلمات تلفظ بها توهتي قبل أن يجذبه أفراد الشرطة من ساحة المحكمة، ليبدأ عقوبة السجن مدى الحياة بتهمة محاولته تقسيم الصين.
وتعد الدعوة للاستقلال غير قانونية، وعادة ما تواجه بعقوبة مغلظة حينما يكون المدان بها ينتمي لأقلية الإيغور المسلمة.
لكن الشيئ الغريب جدا في هذا الحكم هو أن توهتي ليس ناشطا يدعو للاستقلال أو إرهابي، لكنه معارض يتبنى فكرة بناء جسور التواصل بين العرقين.
وحتى اعتقاله في يناير/ كانون الثاني الماضي، كان توهتي أكاديميا بإحدى الجامعات في العاصمة بكين، وعضوا في الحزب الشيوعي.
وفي مقالاته الأكاديمية وعلى الموقع الإلكتروني الذي يديره، كان توهتي يؤكد على ضرورة بقاء إقليم شينجيانغ جزء من الصين، وعبر مرارا عن استياءه من العنف المتصاعد من جانب أقلية الإيغور ضد الدولة.
لكن بالمثل، انتقد توهتي القمع المتصاعد من جانب الشرطة في إقليم شينجيانغ، معتبرا أن السياسات العقابية سوف تتسبب في تطرف شباب الإيغور، وإقناعهم بأن المعركة ليست بين السلطات الصينية وإرهابيين، وإنما بينها وبين الإسلام.
ويعد الحكم بالسجن مدى الحياة الذي صدر الثلاثاء رسالة، وسط المعركة الرامية لكبح العنف المتصاعد في شينجيانغ، بأنه لم يعد هناك مكان في الصين لمعارض معتدل.
وشهد إقليم شينجيانغ خلال السنوات الأخيرة أعمال عنف متصاعدة، بين أقلية الإيغور والمهاجرين الصينيين من عرق الهان، ويقول مراقبون إن هذا الحكم قد يؤجج التوترات.
وكان إلهام توهتي قد اعتقل في يناير/ كانون الثاني الماضي، بعد انتقاده لرد السلطات الصينية العنيف على انفجار سيارة مفخخة، نفذه أشخاص من الإيغور بالقرب من ميدان تيانانمين في بكين.
وقال المدعون خلال المحاكمة إن توهتي منخرط في أنشطة انفصالية، بما فيها الدعوة للاستقلال على موقعه الإلكتروني، وذلك وفقا لما قاله محاموه.
وقال متحدث باسم مؤتمر الإيغور العالمي في المنفى إن توهتي يتعرض للاضطهاد.
وأوضح “ديلزات راكسيت” في بيان أرسله لوكالة رويترز للأنباء: “لقد أرسلت الصين رسالة واضحة، تحبط تماما كل الذين يأملون في استخدام العملية القانونية أو الاقتراحات المقبولة لتغيير الوضع الراهن للإيغور”.
من جانبها وصفت منظمة العفو الدولية الحكم بأنه “إهانة للعدالة” وملئ بالعيوب القانونية.
وأضافت المنظمة: “لقد منع فريقه القانوني من الاطلاع على الأدلة، ولم يتمكنوا من مقابلته طيلة ستة أشهر، واضطر أحد محامي توهتي لترك القضية بعد أن تعرض لضغوط سياسية”.
وقال ليو شياويوان محامي توهتي لبي بي سي إن ممثلي العديد من السفارات الأجنبية في بكين منعوا من الدخول لقاعة المحكمة لمتابعة إجراءات المحاكمة.