“الشهرة السلبية” على تيك توك.. ظاهرة مقلقة
وكشف متخصص لموقع “سكاي نيوز عربية” أن أكثر شيء دفع صناع المحتوى للمحتوى المخل هو البث المباشر على تيك توك لأنه هو الذي يحدد القيمة المالية لكل صانع محتوى من خلال حجم الإعلانات الذي يأتي لقناته حسب حجم المتابعين للبث المباشر لديه.
تجدر الإشارة إلى أن المحاكم أصبحت مليئة بقضايا محاكمة فتيات ونساء في اتهامات أخلاقية ومخالفة القوانين والإساءة لقيم المجتمع من خلال تطبيق تيك توك وغيره من منصات التواصل.
الأمر لم يقتصر على قيام صانع المحتوى بممارسات لا أخلاقية بنفسه، بل أن السلطات تحاكم في بعض الحالات، سيدات متهمون باستغلال أطفالهن لصناعة محتوى مخل.
مفيد ولكن
من جانبه قال خبير الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، محمد فتحي، إن التيك توك تطبيق للتواصل الاجتماعي في الأساس لكن استخدام بعض الفئات العمرية الصغيرة له بشكل كبير زاد مساحة الخطورة على المجتمعات.
وأكد فتحي في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية” أن لتيك توك سلبيات وخطورة كبيرة تتمثل في:
البث المباشر، حيث لا يوجد رقابة دقيقة من المنصة من ناحية، أو من الأهالي من ناحية أخرى.
التطبيق يدفع أموالا مقابل ساعات البث المباشر لأن الاعلانات لا تعمل إلا على ساعات البث المباشر مثله مثل باقي التطبيقات لكن السؤال دائما “ماذا سيقدم صانع المحتوى داخل البث المباشر ليدفع المستخدمين لدعمه ماليا بشكل مباشر أو بشكل هدايا”؟
الإجابة عن هذا السؤال تجسدت في المشاهد المخلة التي نراها والقضايا التي أصبح مراهقون يحاكمون فيها بتهمة الإساءة للمجتمع وتقديم محتوى مخل ومخالفة تقاليد المجتمع.
هل قدم التطبيق أدوات تقنية لحماية المراهقين والأطفال؟
يقول فتحي إن التطبيق قدم العديد من التقنيات القادرة على التحكم في استخدام الأطفال للتطبيق وأتاح القدرة للأهالي والوالدين في التحكم في حساب أبنائهم وتحديد وقت الاستخدام وما يشاهدونه، لكن على الأسر أن تراقب أكثر حجم ونوع التناول اليومي لأبنائهم للتطبيق.
واستطرد فتحي أن تيك توك منصة تهدف للانتشار بإتاحة الأدوات اللازمة أمام المستخدمين للإبداع، لكن المستخدمين أنفسهم من يستغل هذه الأدوات لتحقيق الانتشار بمحتوى مبتذل.
ونوه إلى أن ما يجب على تيك توك فعله هو الاستجابة السريعة والقيود الدقيقة على نوع المحتوى في المجتمعات المحافظة بشكل أكبر في فيديوهات وجلسات البث المباشر العامة.
كيف تتعامل الحكومات؟
خبير الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، محمد فتحي، قال إن تعامل السلطات مع تلك المنصات لا يجب أن يكون عن طريق الحجب، فالحجب ليس حلا، إنما المحتوى الإيجابي يطرد المحتوى السلبي والجهات المختصة لديها قانون ملزم ويعاقب على إساءة استخدام منصات التواصل الاجتماعي.
وتابع أن الأسرة شريكة للسلطات في تلك المهمة فهناك تطبيقات رقابة ومتابعة لحجم الاستخدام وأوقاته والحسابات التي يتابعها الطفل بالإضافة إلى الحديث عما هو مفيد وما هو غير مفيد.
وأوضح أن هناك اهتمام كبير بالتيك توك في المجتمعات لأنه منتشر ويحقق نموا كبيرا قياسيا مع منافسيه، ولذلك الاهتمام الأكبر عليه وهو أمر صحي لأن كل شيء يمكن استخدامه بشكل سلبي إذا خرج عن الإطار المحدد له.
فتحي شرح أنه مثلما كنا نرى الجرائم التي ترتكب على البث المباشر، سرعان ما استطاعت الشركة المالكة للتطبيق في وضع قدرات تقنية لمراقبة البث ووضع ضوابط للاستخدام، و”أعتقد أن منصة تيك توك قادرة بفضل الذكاء الاصطناعي على وضع قيود على البث المباشر في ظل المتطلبات الملحة والمخاوف الكبيرة على المستخدمين خاصة الأطفال والمراهقين”.
وختم بأن السبب الرئيسي في انتشار الممارسات غير الأخلاقية على تيك توك وغيره من المنصات، هو فقر الخيال وضعف الإبداع، مما يدفع المستخدمين لخلق قصص خيالية أو كشف الفتيات لتفاصيل حياتهم الشخصية والعائلية واختلاق وقائع لم تحدث لتكون عنصر جذب لتحقيق الانتشار والمشاهدات من أجل كسب المال.