أخبار العالم

الزخم الواسع لـCOP28 ينمّي الوعي بقضايا المناخ



ومع نجاحه غير المسبوق في توحيد جهود الأطراف المشاركة لتدشين حقبة جديدة من العمل المناخي، انعكس ذلك بشكل واسع على تعزيز الوعي العالمي بقضايا المناخ المختلفة؛ فقد أحدث المؤتمر حالة زخم واسعة في المجتمعات، وجعل الأنظار مسلطة إليه وإلى ما يخرج به من نتائج.

وكان له بصمات في زيادة الوعي بالعمل المناخي، وتعزيز الجهود المبذولة لمواجهة التحديات المناخية المتزايدة.

وتُمثل زيادة الوعي بتغير المناخ، التي تتنامى يومًا بعد يوم، أهمية كبيرة وضرورة ملحة، من خلال لعب الأفراد والمجتمعات دورا أساسيا في الحد من تأثيرات تغير المناخ السلبية.

تعزيز الوعي

شهد مؤتمر الأطراف COP28، على مدار 13 يوما، تركيزًا كبيرًا على أبرز قضايا المناخ، حيث أسهم تسليط الضوء على عديد منها في تعزيز الوعي المجتمعي بهذه القضايا المصيرية بعدة طرق، من بينها: 

  • توفير المعلومات: وفر مؤتمر الأطراف (COP28) معلومات مفصلة حول قضايا المناخ والتحديات التي تواجه العالم، مع توضيح أهمية التحرك العالمي لمكافحة تغير المناخ.
  • تحفيز الحوار والتفاعل: شجع مؤتمر الأطراف على الحوار والتفاعل بين الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية، الأمر الذي نمّى الوعي العالمي بشأن قضايا المناخ.
  • تحفيز العمل العالمي المشترك: حفز المؤتمر العمل العالمي المشترك لمكافحة تغير المناخ، وعزز بذلك الوعي بأهمية التحرك العالمي لمكافحة تغير المناخ.
  • تحفيز الابتكار والتكنولوجيا: حفز COP28 الابتكار والتكنولوجيا لتحقيق الأهداف العالمية لمكافحة تغير المناخ، وهو ما يعزّز الوعي بأهمية الابتكار والتكنولوجيا في مجال مكافحة تغير المناخ.
  • تحفيز الشفافية: حفز المؤتمر كذلك الشفافية فيما يتعلق بالتحركات العالمية لمكافحة تغير المناخ، ونمّى بذلك الوعي المجتمعي بأهمية الشفافية والمساءلة في مجال مكافحة تغير المناخ.
  • تحسين الصحة العامة: عمل مؤتمر الأطراف على مناقشة قضايا تحسين جودة الهواء والمياه والغذاء وتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بتغير المناخ، مما نمّى الوعي بأهمية الصحة العامة في مجال مكافحة تغير المناخ.

مشاركة واسعة

وقد تميز مؤتمر COP28 بحجم المشاركة الواسعة لمناقشة معالجة تغير المناخ والاستعداد له في المستقبل؛ بهدف تقديم حلول للتكيف مع تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة والتغير المناخي، والاطلاع على المساهمات الوطنية التي تسعى نحو انخفاض الانبعاثات الكربونية، ومدى تحقق التخلص التدريجي من الوقود الإحفوري وطاقة الفحم، وتمويل الأنشطة والفعاليات، التي تساعد على تخطي الآثار السلبية للتغير المناخي.

ويعتبر المشاركون في المؤتمر، بما في ذلك الجمهور الواسع، جزءًا أساسيًا من الحلول المطروحة لمعالجة تغير المناخ، حيث ترفع هذه المشاركات من مستوى الوعي بالقضايا المناخية، وتبادل المعرفة والخبرات في مجال التغير المناخي.

كما يعد المؤتمر منبرًا عالميًا لإيصال أصوات الشباب بقضايا الاستدامة والتغيرات المناخية، وساعد على تحقيق تغيير إيجابي وتعزيز الاستدامة على المستوى العالمي.

وفتح مؤتمر الأطراف، ملفات وقضايا جديدة جرى إدراجها في جدول الأعمال،  إذ شهد لأول مرة في مؤتمرات الأطراف، “يوم الصحة” اجتماعًا وزاريًا بشأن المناخ والصحة، والذي حضره وزراء الصحة وكبار ممثلي القطاع الصحي من أكثر من 100 دولة.

تزايد الوعي

من جانبه، ينبّه استشارى الطاقة والبيئة وتغير المناخ، ماهر عزيز، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، بأن الناس لا تدرك أن كثيرا من الأوبئة التي تنتشر تحدث بفعل عوامل منتشرة في الجو، وهذه العوامل تنشط جدا مع التغيرات الحادة للمناخ، وبالتالي بدأ الجميع يدركون أن تغير المناخ مؤثر جدا على انتقال الأوبئة والجراثيم وانتقال الأمراض الجديدة وظهور عديد من الجراثيم المستحدثة والفيروسات التي لم تكن منتشرة من قبل.

ويضيف: السببب الأساسي في تلك الأوبئة يتعلق بالتغيرات المناخية؛ لأنها تستحدث أفعالا لم تكن معهودة في الطبيعة البشرية مثل الفيضانات الشاذة ودرجات الحرارة المتطرفة، التي قتلت بعض الناس وأشعلت الحرائق في الغابات، موكدا أن هذه الظروف تساعد جدا في تحور الفيروسات وأن تكون أكثر خطورة.

ويتحدث عن الدراسات والبحوث الحالية التي تشير إلى أن العالم قد يتعرض في المستقبل القريب إلى وباء جديد. كل هذا ناتج عن التغيرات المناخية في حين لم تكن الناس تدرك أبدا هذه العلاقة بين تغيرات المناخ وهذه الأمراض، التي أضحت مهددة للبشرية.

ومن هنا جاءت أهمية المؤتمر في رفع درجة الوعي بالقضايا ذات الصلة بالصحة وقضايا أخرى تمت مناقشتها بصورة واسعة، وتبنتها وسائل الإعلام على هامش المؤتمر وبما أحدث زخماً واسعاً.

ويؤكد أن مؤتمرات الأطراف أوجد حالة من انتشار الوعي لم تكن موجودة في السابق؛ فنشرات الأخبار والأحاديث التلفزيونية التي يستضاف إليها عديد من الخبراء والاستشاريين والعلماء صنعت حركة توعوية لإدراك الناس لم تكن موجودة من قبل.

ويشدّد على أهمية هذا الحركة التوعوية لأنه عندما يتحدث أحد عن أن تغير المناخ قد يؤثر بالسلب على الصحة فتكون الناس قادرة على إدراك هذا الكلام وأبعاده الحقيقية، وأنه مبني حقائق علمية وليس مجرد تخوفات.

ويرى أن فكرة الأيام المخصصة لقضايا بعينها في المناخ، والتي ظهرت أيضاً في قمة شرم الشيخ العام الماضي، مثل يوم للطاقة، يوم للزراعة والغابات، ويوم للأمراض والأوبئة، وهكذا.. يكشف كل يوم عن عديد المعلومات والحقائق العلمية التي تهم جميع البشر ويستفيد منها الجميع، وهذا يساعد كثيرا على زيادة الوعي.

ويلفت إلى أن رجل الشارع العادي يهمه أن يعرف أن هناك علاقة وثيقة مثلا بين تغيرات المناخ والظواهر المتطرفة من أمطار غزيرة وسيول وحرائق وزيادة عدد التسونامي في بعض مناطق في آسيا وجزر لم نكن نسمع عنها.

وحول الأدوات أو الآليات التي يمكن أن تسهم في تعزيز الوعي بقضايا المناخ، يوضح أن كل وسائل الإعلام المتاحة سواء مسموعة أو مرئية أو مقروءة تعد أداة جيدة جداً لإيصال الوعي والمعلومات لكل الناس، أيضا التعليم وبرامج التعليم سيما وقد أصبح الآن لكل مراحل التعليم في كثير من الدول مناهج خاصة بالبيئة وتغير المناخ. إضافة إلى الجانب التثقيفي مثل المحاضرات العامة والكتب والمجلات.

تحسين السلوكيات البيئية

ويمكن لزيادة الوعي بتغير المناخ أن تؤدي إلى:

  • تحسين السلوكيات البيئية لدى الأفراد والمجتمعات.. فعندما يكون الوعي مرتفعًا، يمكن للأفراد أن يتخذوا قرارات أكثر وعيًا بشأن استخدام الطاقة والموارد الطبيعية والتخلص من النفايات. ومن ثم تحسين السلوكيات البيئية وتقليل الانبعاثات الضارة.
  • تحسين السياسات البيئية والتشريعات.. فعندما يكون الوعي مرتفعًا، يمكن للأفراد والمجتمعات أن يضغطوا على الحكومات والشركات لاتخاذ إجراءات أكثر صدقًا وفعالية للحد من تأثيرات تغير المناخ؛ الأمر الذي يحسّن السياسات البيئية والتشريعات ويقلل الانبعاثات الضارة. وهو ما يوجب على الأفراد والمجتمعات العمل معًا لزيادة الوعي بتغير المناخ.
  • تحسين الصحة العامة.. فعندما يكون الوعي مرتفعًا، يمكن للأفراد والمجتمعات أن يتخذوا إجراءات لتحسين جودة الهواء والمياه والتخلص من النفايات بشكل صحيح.
  • تحسين الاقتصاد.. فعندما يكون الوعي مرتفعًا، يمكن للأفراد والمجتمعات أن يتخذوا إجراءات لتحسين الاستدامة والتخفيف من تأثيرات تغير المناخ على الاقتصاد. ومن ثم تحسين الاقتصاد وتقليل التكاليف المرتبطة بالتغيرات المناخية.

تقدم واسع

إلى ذلك، يؤكد عضو البرلمان العالمي للبيئة الدكتور وفيق نصير، أن المؤتمر الثامن والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ؛ ساعد على تعزيز الوعي بقضايا المناخ وتحقيق تقدم في العمل المناخي العالمي.

وبيّن نصير، أن أبرز الطرق التي مكنت COP28 وغيره من فعاليات المناخ من تعزيز الوعي بقضايا المناخ هي تعزيز التواصل والتوعية العامة: مكن المؤتمر تنظيم حملات إعلامية وأحداث عالمية لزيادة الوعي بقضايا المناخ وأهميتها. يتضمن ذلك وسائل الإعلام المختلفة مثل الصحف والتلفزيون ووسائل الإعلام الاجتماعية لنشر المعلومات والرسائل المرتبطة بالتغير المناخي.

كما يتحدث عن أهمية تعزيز التعليم وتكوين الكوادر، ذلك أنه من المهم أيضًا تدريب المعلمين والعلماء والخبراء في مجال التغير المناخي وتعزيز العمل التعليمي والبحثي في هذا المجال، جنباً إلى جنب ووضع السياسات الحكومية، إذ يمكن للحكومات تبني سياسات واضعة لتعزيز الوعي بقضايا المناخ وتحفيز الاستجابة العالمية لهذه التحديات.

وسيلة فعالة يمكن استخدامها هي تطبيق الضرائب على الانبعاثات الكربونية وتعزيز استخدام المصادر النظيفة للطاقة وتشجيع الابتكار في مجال التكنولوجيا البيئية.

كما يشدد على أهمية تشجيع المشاركة العالمية، وهو ما بزغ خلال المؤتمر لجهة تشجيع الدول والمنظمات الدولية والشركات على المشاركة الفعالة في جهود مكافحة التغير المناخي من خلال تعزيز التعاون وتبادل المعرفة والتكنولوجيا.





المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى