الدوري الإنجليزي الممتاز: موسم حافل بالمفاجآت والمنافسات والإصلاحات الإدارية
- إيملين بيغلي
- بي بي سي
انتهى موسم الدوري الإنجليزي الممتاز يوم الأحد، ونجا إيفرتون من دوامة الهبوط مقارنة بليستر وليدز.
كان موسما مليئا بالمنافسات على الألقاب والمراكز الأوروبية والتصنيفات، بيد أنه كان موسما غريبا أيضا.
علينا أنا نعتاد كل شيء بعد عام من استئناف مباريات كرة القدم في عصر تفشي كوفيد وانتهاء المواسم في يوليو/تموز، والملاعب خالية.
كما علينا ألا نغفل وجود فترة استراحة أخرى خلال هذا الموسم جراء تنظيم بطولة كأس العالم في قطر خلال الشتاء الماضي.
وتحاول بي بي سي سبورت هنا تسليط الضوء على بعض الأحداث الاستثنائية التي اتسم بها هذا الموسم .
تغييرات إدارية كثيرة جدا
كان هذا الموسم مليئا بالإصلاحات الإدارية غير المسبوقة، مع إجمالي 14 تغييرا، وإقالة تشيلسي وليدز وساوثامبتون مديرين اثنين لكل منهم.
وشهد هذا الموسم، على سبيل المثال، تولى 39 شخصا مسؤولية مباراة واحدة على الأقل في الدوري الإنجليزي الممتاز، ومن بينهم مشرفون وأصحاب عقود مؤقتة، ممن جرت إقالتهم وتغييرهم.
كما أقيل غراهام بوتر، الذي انتقل من برايتون إلى تشيلسي، وانتهى به الأمر ليصبح الثاني ضمن 14 تغييرا بعد إقالة تشيلسي له بعد مرور أقل من سبعة أشهر على توليه مهامه.
ولم يكمل الموسم في منصب مدير الفريق سوى تسعة فقط من مدراء فرق الدوري الممتاز العشرين.
وأنهت الفرق الثلاثة التي هبطت إلى الدرجة الثانية، ليستر، ليدز وساوثامبتون، الموسم بمدربين، وقد بقوا فترات قصيرة ثم انتهت عقودهم.
ويستعد تشيلسي لتعيين ماوريسيو بوكيتينو ليحل محل فرانك لامبارد الذي بدأ الموسم مدربا لفريق إيفرتون، كما ينتهي عقد روي هودجسون وريان ماسون مع كريستال بالاس وتوتنهام على التوالي.
تخبط في تشيلسي
سيظل موسم تشيلسي 2022-2023 عالقا في الذاكرة لفترة طويلة، ولكن ليس لأسباب إيجابية.
لقد أنهى البلوز الموسم في المركز الثاني عشر للمرة الأولى منذ 1995-1996، لكن هذا بالكاد نصف القصة.
منذ أن أصبح تود بويلي مالكا للنادي في نهاية الموسم الماضي، أنفق النادي نحو 583 مليون جنيه إسترليني على لاعبين وتعيين أربعة مدربين مختلفين هذا الموسم.
وأقال بويلي المدرب توماس توخل، الحائز على لقب دوري أبطال أوروبا، قبل تعيين بوتر بموجب عقد مدته خمس سنوات، ودفع تعويضات بقيمة 21 مليون جنيه إسترليني له ولطاقمه التدريبي.
وبعد سبعة أشهر، أُقيل بوتر وتولى نائبه، برونو سالتور، المسؤولية بصفة مؤقتة، ولعب مباراة واحدة قبل أن يعيد بويلي لامبارد، الرجل الذي أقيل قبل عامين، وفاز الفريق مرة واحدة فقط من بين 11 مباراة.
في غضون ذلك، أنهى توخل الموسم بفوزه بلقب الدوري الألماني مع بايرن ميونيخ، وبوكيتينو الآن في طريقه إلى ستامفورد بريدج.
وكانت هناك وفرة في تعاقدات النادي في شهر يناير/ كانون الثاني إذ تعاقد لموسم الصيف مع بيير إيمريك أوباميانغ، الذي بدأ جميع مباريات النادي في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، فضلا عن ابعاد بينوا بادياشيل، ونوني مادويكي، وديفيد داترو فوفانا، وأندري سانتوس عن التشكيل وإبقائهم لأدوار خروج المغلوب.
وبلغت قيمة صفقات (أوباميانغ، بادياشيل، ميخايلو مودريك، مادويكي، كارني تشوكويميكا وفوفانا) مبلغا إجماليا قدره 168 مليون جنيه إسترليني، لكنهم فشلوا في لعب 1000 دقيقة لتشيلسي هذا الموسم.
نهج فورست
ركز تشيلسي على الجودة (من الناحية النظرية، وإن لم يكن من الناحية العملية) عبر هذه التعاقدات، ولكن بالنسبة لنوتنغهام فورست، تعلق الأمر بالكم.
ووقع النادي عقودا مع 29 لاعبا على مدار الموسم، بعد مغادرة العديد من لاعبي الفريق ممن لعبوا خلال موسم 2021-2022.
وبالنسبة لجميع التغييرات الإدارية الأربعة عشر، كانت مفاجأة كبيرة عدم إدراج ستيف كوبر من بينها، لا سيما بعد أن كان من المتوقع على نطاق واسع إقالته عندما احتل فورست ذيل القائمة بعد ثماني مباريات، لكنه بدلا من ذلك وقع عقدا جديدا.
وترددت شائعات، في أبريل/نيسان، مرة أخرى عن أنه على حافة السقوط، بيد أن فورست أصدر بيانا للنادي قال فيه إنه سيظل يؤدي دوره.
صراع لتجنب الهبوط
شهد هذا الموسم صراعا لتجنب الهبوط إلى قعر تسلسل الدوري والخروج من منافساته، ففي 31 مارس/آذار، كان فارق الأندية التسعة الأخيرة أربع نقاط فقط مع بقاء 10 أو 11 مباراة، وكان رصيد كريستال بالاس صاحب المركز الثاني عشر 27 نقطة، وكان رصيد ساوثهامبتون، الذي احتل المركز الأخير، 23 نقطة.
وفي النهاية بدأت الفرق تتقدم، وبقي ساوثهامبتون في مركزه، لكن هذا الموسم بات الموسم الأول منذ 2017-2018 الذي لم يتراجع فيه مركز أي فريق بعد 35 مباراة.
ولجأ فريقان من الفرق الموجودة إلى تغيير المديرين بعد نهاية مارس/آذار، وكلا الفريقين تراجعا، إذ استعان ليستر بدين سميث، واستعان ليدز بسام ألارديس وكارل روبنسون.
وبحلول اليوم الأخير، كانت المنافسة بين إيفرتون وليستر وليدز على آخر مركزين، وحافظ عبد الله دوكوري على فريقه، إيفرتون، بهدف وحيد ضد بورنموث.
مشاكل في تقنية التحكيم المساعد بالفيديو
وقضت الهيئة المسؤولة عن تعيين الحكام في إنجلترا “PGMOL” وقتا أطول من اللازم في الاعتذار عن أخطاء حدثت بسبب تقنية التحكيم المساعد بالفيديو.
فخلال شهر فبراير/شباط، أعربت الهيئة عن أسفها لبرايتون وأرسنال في مباراتين منفصلتين. في إحداها، لم ترسم تقنية التحكيم المساعد بالفيديو خطوط التسلل، وفي المباراة الأخرى رسمتها التقنية بدءا من نفس اللاعب.
وفي سبتمبر/أيلول، مرة أخرى في عطلة نهاية الأسبوع نفسها، أقرت الهيئة بأن نيوكاسل ووست هام سجلا أهداف ضد كريستال بالاس وتشيلسي على التوالي، بعد خطأ بسبب التحكيم المساعد بالفيديو.
وشهدت 30 مباراة تسجيل 10 تدخلات خاطئة باستخدام تقنية التحكيم المساعد بالفيديو، و 19 تدخلا لم يُلتفت إليها، و30 خطأ من تقنية التحكيم المساعد بالفيديو بسبب تجاوزات في الملعب، فضلا عن 83 تدخلا صحيحا خلال تلك المباريات.
وبحلول نهاية الموسم، أجرى رئيس الهيئة، هوارد ويب، مداخلات مع قناتي “سكاي سبورتس”، وراديو بي بي سي 5 شرح فيها بعض تلك الأخطاء.
عطلة في منتصف الموسم
قضت الأندية نحو ستة أسابيع بدون تنظيم مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز، من منتصف نوفمبر/تشرين الثاني إلى 26 ديسمبر/كانون الأول، نظرا لتنظيم بطولة كأس العالم التي استضافتها قطر في الشتاء.
وحصل لاعبان من أندية الدوري، لم يشاركا في كأس العالم، على إجازة تفاوتت بين بضعة أيام إلى أسبوعين، في الوقت الذي سافرت فيه فرق أخرى إلى الجانب الآخر من العالم.
وكانت الإمارات وأستراليا والسعودية وإسبانيا والبرتغال من بين بعض مقاصد هذه الفرق، إذ لعبت نحو نصف فرق الدوري الإنجليزي الممتاز مباريات ودية خلال تلك الفترة.
لعب ليفربول وأرسنال مباريات في كأس السوبر بدبي، ولعب إيفرتون في كأس سيدني، واستضاف كريستال بالاس فريق بوتافوجو البرازيلي، وواجهت بعض الفرق أندية الدوري الإسباني، كما استضاف فولهام وست هام في ملعب لندن قبل أسبوع من احتفالات عيد الميلاد.
بدا الشكل العام للدوري مختلفا تماما في ذلك الوقت، حيث كان أرسنال في الصدارة في عيد الميلاد، وتشيلسي بعيدا عن المراكز الأوروبية بفارق الأهداف فضلا عن هبوط ولفرهامبتون.
وكان كريستيانو رونالدو لاعبا في مانشستر يونايتد.
ولا يبدو أن عدد اللاعبين المشاركين في كأس العالم كان له تأثير سلبي على النصف الثاني من الموسم، فعلى سبيل المثال، سافر 16 لاعبا من فريق مانشستر سيتي إلى قطر وفاز النادي باللقب، في حين أن اثنين فقط من لاعبي ساوثهامبتون، شاركوا في كأس العالم، وتراجع مركز النادي.
منافسة على اللقب
بدا الأمر، طوال معظم الموسم، كما لو كان أرسنال سيفوز بأول لقب له منذ أن لُقّب خلال موسم 2003-2004 بأنه النادي الذي “لا يقهر”.
وبحلول أبريل/ نيسان تفوق أرسنال بثماني نقاط على مانشستر سيتي، رغم أنه لعب مبارايات أكثر، وتصدر المشهد خلال 29 مباراة في المجموع.
لكنه عانى من نفس المصير الذي واجهه ليفربول في السنوات الأخيرة، ولم يتمكن من الحفاظ على مستوى انتصارات مانشستر سيتي في النصف الثاني من الموسم.
وحافظ فريق ميكيل أرتيتا على 248 يوما من الصدارة، أكثر من غيره، لكن من دون أن يحتل المركز الأول في تاريخ الدوري الإنجليزي، وعلى الرغم من ذلك فاز مانشستر سيتي باللقب مع بقاء ثلاث مباريات.
ومنذ أن تولى غوارديولا المسؤولية في 2016، حصد مانشستر سيتي ما بين 21 و30 نقطة في آخر 10 مباريات في موسم الدوري الإنجليزي الممتاز، بمتوسط 2.43 نقطة في كل مباراة.
وكان مانشستر سيتي المرشح للفوز بالدوري كل عام منذ موسم 2015-2016، لا سيما وأن أرسنال بدأ الموسم في المركز السادس.
ويوجه مانشستر سيتي، بطل الدوري الإنجليزي الممتاز، أنظاره الآن إلى تحقيق فوز ثلاثي، إذ يواجه مانشستر يونايتد في نهائي كأس إنجلترا وإنتر ميلان في نهائي دوري أبطال أوروبا يومي السبت المقبلين، وإذا فاز مانشستر سيتي في المباراتين، فسوف يصبح ثاني فريق يفوز بالثلاثية بعد مانشستر يونايتد في 1998-1999.