الدجاج البرازيلي المجمد: جدل حول غزوه السوق المصري واتهامات للحكومة بافتعال الأزمة، فما القصة؟
شهدت مصر في الآونة الأخيرة أزمة في قطاع الدواجن، حيث ارتفعت أسعارها بشكل جنوني، وهو ما دفع بعدد كبير من أصحاب المحال إلى إغلاقها.
ويتزامن ذلك مع استمرار تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية على اقتصاد البلاد وبالتبعية على قطاع الدواجن، مثل احتجاز كميات كبيرة من الأعلاف في الموانئ لعدم توافر الدولار.
وقد دفع ذلك الحكومة المصرية إلى اتخاذ قرار باستيراد دجاج برازيلي مجمد، وهي خطوة قُدمت باعتبارها حلاً لأزمة نقص الدجاج المحلي، لكنها أثارت ردود فعل متباينة.
اتهامات بافتعال أزمة الأعلاف
وقد تصدر وسم #الفراخ_البرازيلي مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، حيث انقسمت التغريدات بين ساخرة وناقدة ومؤيدة لقرار الحكومة.
وحمل مغردون منتقدون الحكومة المصرية “كامل المسؤولية عن إفشال الثروة الحيوانية ونقص الأعلاف التي كانت مستثناة من حظر الاستيراد”.
وأكدوا على “وجود شبهة فساد متعمدة لإفشال الإنتاج المحلي وفتح باب استيراد أطنان الدواجن المجمدة”.
ومن بينهم الدكتور مصطفى جاويش، وهو طبيب ومسؤول سابق في وزارة الصحة المصرية وخبير صحي وديموغرافي، الذي رأى أن “أزمة استيراد الأعلاف مفتعلة بهدف التربح”.
الدجاج البرازيلي المجمد
وتساءل كثير من المغردين عن “مدى صحة تناول الدجاج المجمد” و”هل له نفس فوائد الدجاج البلدي المصري”؟
فقد غرد جمال سلطان، رئيس تحرير صحيفة “المصريون” متسائلا: “هل الفراخ البرازيلي التي تغمر الأسواق حاليا خضعت لرقابة وتحليل صحي من جهات رقابية مأمونة ومشهود لها، خاصة وأن دولا أوروبية عدة، منها بريطانيا، سبق أن رفضت شحنات دجاج برازيلي لاحتوائها على مواد خطيرة ضارة بالصحة، منها بكتيريا السالمونيا؟ السؤال بافتراض أن هناك من يهمه صحة المصريين”.
كما اتهم آخرون الإعلام المصري بالتسويق لصفقة الدواجن البرازيلية المستوردة، واستنكروا “تذرع الحكومة المصرية بأن أزمة الدواجن في مصر ترجع إلى نقص الدولار اللازم لاستيراد الأعلاف من الخارج، في حين ظهرت الدولارات لإتمام صفقة استيراد الدواجن البرازيلية المستوردة”، على حد قولهم.
فقال سليم عزوز، الصحفي ورئيس تحرير جريدة الأحرار اليومية سابقاً: “الدعاية للمنتج الذي دمروا بسببه الثروة الداجنة في مصر، كل الإعلام في نفس واحد، كل الذباب الإلكتروني على نغمة واحدة، الفراخ البرازيلي وصل. ألم تقولوا إن هناك أزمة في توفير الدولار؟ السؤال هنا: من هي الجهة المستوردة؟”.
“مافيا الدواجن”
وفي المقابل، دافع مغردون آخرون عن الحكومة المصرية، وأنحوا باللائمة في ارتفاع أسعار الدواجن في مصر على من وصفوهم “برؤوس مافيا الدواجن”.
فقال حساب مؤيد للنظام وللجيش المصري يحمل اسم “عزت443”: “قرار استيراد الدواجن نزل كالصاعقة على رؤوس مافيا الدواجن وبارونات الأعلاف الفاسدين المجرمين ومعهم اللجان المأجورة الذين ظنوا أن الدولة ستقف وتتركهم لينفردوا بالشعب المصري”.
واعتبر مغردون آخرون أن “قرار الحكومة باستيراد الدجاج البرازيلي كان صائبًا وذلك لمنع الاحتكار والقضاء على جشع التجار”.
رد الحكومة المصرية
ومن جهته، علق السفير نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء، على اتهامات البعض للدولة بافتعال أزمة الأعلاف، من أجل تحقيق مكاسب من استيراد الدواجن، وقال “إن الدولة لم تفتعل تلك الأزمة”.
وأضاف سعد، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج “على مسؤوليتي”، الذي يقدمه الإعلامي أحمد موسى، إن “أزمة الأعلاف معلومة للجميع”.
وأشار إلى “إقرار الحكومة بتأخر خروج الأعلاف من الموانئ، بسبب عدم كفاية الدولار الذي يتيح خروج كل الكميات”.
وقال إن “الدولة لم تصنع أزمة الأعلاف بل وجدت نفسها أمامها، بسبب نقص الدولار”، وتساءل: “هل ستغتني الدولة من (استيراد) 50 ألف طن دواجن؟ لن يغني ذلك الدولة المصرية، لأن الدجاج المستورد يباع تقريبا بسعر التكلفة”.
وذكر المتحدث باسم مجلس الوزراء، أن “الدواجن المستوردة تباع بسعر أقل من سعر الدواجن المحلية”، وقال إن “الأمر دليل على أن الاستيراد لهدف محدد مرتبط بسد العجز في الإنتاج الحالي، وليس بتحقيق الربح”.
كما أكد أن “الأزمة لن تطول، وستحل بمجرد عودة الإنتاج مجددًا لتغطية احتياجات الاستهلاك المحلي”، وأن “ما يتردد من شائعات بأن أزمة الأعلاف مفتعلة غير حقيقي، تلك أزمة واجهناها ونعترف بها نتيجة نقص العملة الأجنبية”.