الخونة في روسيا – BBC News عربي
- ستيفن روزنبيرغ
- بي بي سي نيوز، موسكو
تعتبر الشرطة البريطانية أندري لوكوفوا المشتبه فيه الرئيسي بقتل المنشق الروسي، ألكسندر ليتفينينكو
تحدث إلي أندري لوكوفوا في مقهى بموسكو حول موضوع محبب إلى نفسه: ألا وهو الخيانة.
إن الرجل الذي تعتبره الشرطة البريطانية المشتبه فيه الرئيسي بقتل المنشق الروسي، ألكسندر ليتفينينكو، قرر أن يحل ضيفا على برنامج وثائقي تلفزيوني عنوانه “الخونة”.
يدور البرنامج الوثائقي حول المواطنين السوفييت الذين خانوا بلدهم الأم.
علق لوكوفوا على طبيعة البرنامج قائلا “البرنامج ليس عن السياسة أو الدعاية وإنما عن جوهر الخيانة: إنه عن سبب أو أسباب قرار مواطنين سوفييت تلقوا تربية جيدة وتعليما رائعا وحصلوا على مهن واعدة العمل لصالح دولة أجنبية وعلى نحو ألحق أضرارا جسيمة ببلدنا”.
يظهر الفيلم الدعائي للبرنامج لوكوفوا وهو يلقي أكواما من الأوراق المالية في النيران ويكشف شفرات يستخدمها عملاء سريون من كتاب يعلوه الغبار ويطلق النار من مسدس. يُصور مقدم البرنامج على أنه “أسطورة حية مطلوبة لأجهزة الاستخبارات البريطانية”.
ينفي لوكوفوا أن يكون قد سمم المنشق الروسي ليتفينينكو لكنه يعتقد أنه “خائن”.
ويمضي لوكوفوا قائلا “بناء على أقوال زوجته، فإنه كان يعمل لصالح أجهزة الاستخبارات البريطانية”.
ورغم أن برنامجه الوثائقي يدور حول خونة عاشوا في الماضي، فإن له تداعيات معاصرة.
يستفيض لوكوفوا في القول إن “الخيانة موضوع آني ليس فقط بالنسبة إلى روسيا ولكن بالنسبة إلى بريطانيا والولايات المتحدة أيضا. لقد كان لبريطانيا نصيبها من الخونة الذين كانوا يعملون لصالح الاتحاد السوفيتي وروسيا”.
ويتابع لوكوفوا قائلا “طالما هناك مواجهة بين بلدينا، سنجد دائما خونة”.
يرى بوتين أن التوتر بين الشرق والغرب يؤدي إلى ظهور خونة
ويبدو أن الرئيس الروسي، فلاديمر بوتين، يؤمن بهذا الكلام إذ حذر في برنامج تلفزيوني الشهر الماضي من أن هناك مواطنين روسا مستعدون تمام الاستعداد “لخيانة المصالح القومية لبلدهم”.
وقارن بوتين هؤلاء الروس بالبولشفيين الذين استغلوا مواطن الضعف في روسيا خلال الحرب العالمية الأولى للقيام بالثورة في بلدهم.
أكباش فداء
واستغلت وسائل الإعلام الرسمية الموضوع وأخذت تحذر من وجود “طابور خامس” يهدد روسيا من الداخل.
وفي هذا الإطار، بثت قناة “إن تي في” الروسية فيلما من حلقتين في الآونة الأخيرة بعنوان “أصدقاء الطغمة” إذ شجب مجموعة من السياسيين ونجوم الغناء الشعبي وناشطين اجتماعيين روس لدعم الحكومة الأوكرانية. لقد صور البرنامج التلفزيوني هؤلاء الروس على أنهم خونة.
تقول مُدرِّسة التاريخ في موسكو، تامرا إيديلمان، “إنه نفس النموذج أو النمط الذي كان سائدا في عهد ستالين بروسيا أو في عهد هتلر بألمانيا. إذا أخذت تبحث عن أكباش فداء، فإنك لا تسعى لأجوبة حقيقية”.
لقد انتقدت إيديلمان علانية تدخل روسيا في أوكرانيا ولهذا السبب جعلها برنامج إن تي في الروسي من ضمن “أصدقاء الطغمة”.
وشرحت إيديلمان موقفها قائلة “من السهولة بمكان أن تحكم عندما يكون لديك أعداء، والجميع يتحدون ضد هؤلاء الأعداء. ويمكن أن تقول دائما إن الأسعار ترتفع والمحلات تخلو من البضائع وتقع أشياء فظيعة بسبب هؤلاء الأعداء. لقد رأينا ذلك عدة مرات عبر محطات التاريخ المختلفة”.
المنشق الروسي ألكسندر ليتفينينكو الذي سمم في لندن
وتسلم تامارا إيديلمان أن روسيا بوتين ليست هي روسيا ستالين لأن من يسمون بالأعداء كانوا يُرسلون إلى معسكرات الأشغال الشاقة أو مباشرة إلى فرق الموت التي كانت تعدمهم رميا بالرصاص.