الحايك: لماذا أثار اللباس التراثي جدلا بين جزائريين ومغربيين عبر مواقع التواصل؟
أثار فيديو يظهر نساء يتجولن في شوارع مدينة طنجة المغربية وهن يرتدين لباس الحايك التراثي للاحتفال بعيد المرأة انقساما واسع النطاق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بين من استحسن الفعالية وقال إنها “تبرز الزي التقليدي المغربي”، ومن أغضبته ووصفها بأنها “سرقة للموروث الثقافي الجزائري”.
وفور انتشار الفيديو، اشتعلت حرب تعليقات بين مغردين من الجزائر والمغرب ونسب كل فريق الرداء لبلده دون الآخر، واستدلوا بصور إرشيفية وتسجيلات مصورة قديمة للباس المتنازع عليه.
فما هو لباس الحايك؟ وما صحة ما ثار من جدل حول أصله ونسبته لبلد دون غيره؟
ما قصة الجدل؟
تجولت مجموعة من النساء المغربيات في شوارع طنجة يوم الأحد للاحتفال بعيد المرأة وهن يرتدين لباس الحايك التقليدي “لإعادة التقاليد القديمة التي تميزت بها المرأة المغربية” بحسب ما تناقلته صحف مغربية.
وعلى الرغم من أن المسيرة لاقت استحسان المغربيين، إلا أنها أثارت غضب الجزائريين، الذين رأوا أن “وسائل الإعلام المغربية نسبت ثوب الحايك للمغرب” وهو برأيهم “ليس منها”.
جزائريون: “نهب للموروث الثقافي”
وفي الجزائر تصدر وسم #المروك_تنهب_الحايك_الجزائري مواقع التواصل الاجتماعي، إذ عبر مغردون جزائريون عن غضبهم من وسائل إعلام مغربية نسبت الحايك للمغرب وقالت إنه “رداء مغربي” أو “طنجاوي”.
وكان من أبرز المنتقدين المعلق الرياضي حفيظ دراجي، الذي نشر عبر حسابه الرسمي على تويتر صوراً تظهر نساء جزائريات يرتدين ثوب الحايك ويحملن العلم الجزائري.
وقال دراجي في تغريدته: “مثل البرنوس الذي لبسه جدي، (الحايك) هو لباس تقليدي جزائري، لبسته أمي وأمهات الجزائريين بكل أنواعه في العاصمة وشرق البلاد وغربها. هو ليس مجرد لباس تقليدي أصيل، بل أحد رموز الهوية الوطنية والحشمة والعفة والشرف، كانت تخفي تحته المجاهدات القنابل والأسلحة. الأصل جزائري والباقي تقليد”.
ورأى مغردون جزائريون أن الحايك “جزء من التراث والهوية الجزائرية” وأن خروج النساء برداء الحايك في طنجة يعد “سرقة لتقليد تقوم به النساء الجزائريات كل عام في الجزائر”.
بينما نشر بعض المغردين صوراً وتسجيلات مصورة إرشيفية قالوا إنها “توثق الحايك في الجزائر”، وأشاروا إلى أنه “ليس زياً تقليدياً جزائرياً فقط بل أحد أوجه مقاومة الاستعمار الفرنسي، وجزء لا يتجزأ من الهوية الجزائرية”.
مغربيون: “تمسك بالموروث الثقافي”
وعلى الجانب المغربي، انتشرت وسوم مثل #لا_لسرقة_تراث_المغرب و #الثقافة_المغربية ، وأشاد مستخدموها عبر مواقع التواصل بجولة نساء طنجة الاستعراضية في المدينة ووصفوها بأنها “اعتزاز بالتراث المغربي”.
كما وصفها بعضهم بأنها “بادرة راقية أعادت الزمن الجميل للتعريف بالموروث الثقافي والتقاليد العريقة لأهل المغرب”.
بينما أكد آخرون على أن “الحايك مغربي” وأنه “من أكثر الملابس التقليدية المغربية المعرضة للسطو”، على حد وصفهم.
وكما كان الحال مع بعض الجزائريين، فقد نشر مغردون مغربيون صوراً إرشيفية قالوا إنها “تدعم رأيهم بأن الحايك رداء تقليدي مغربي”.
الحايك المغاربي
- الحايك لباس تقليدي مغاربي ذو أصل أندلسي، ينتشر بشكل واسع في جميع أنحاء المغرب العربي، ويسمى في المغرب الأقصى الإزار وفي تونس السفساري.
- أما في الجزائر، فيتغير اسمه حسب المنطقة، إذ يلبس الحايك في العاصمة ونواحيها، ويدعى في الغرب غالباً بالـ”كساء”، كما قد يُسمى أيضاً بالملحفة.
- وهو لباس من القماش أبيض اللون، تلتحف به المرأة لتستر سائر جسدها مع إضافة اللثام، وهو قطعة صغيرة من القماش تضعها المرأة لتغطي وجهها.
- وكلمة الحايك تعني، كما جاء في قاموس المعاني: “كلمة تطلق على لباس المرأة بالمغرب العربي، وهو مكون من قطعة ثوب ترتديه المرأة يستر رأسها ووجهها وكامل جسدها”.