التبرع بالأعضاء: جدل في السعودية بعد تبرع سعودي بأعضاء ابنه المتوفى
أثار خبر تبرع عائلة بأعضاء ابنها المتوفى دماغيا، مشاعر جمهور مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية بشكل واسع.
واستفاد من هذا التبرع ستة أشخاص، حصلوا على فرصة حياة جديدة بزراعة أعضاء سليمة في أجسادهم.
وانقسم المغردون بين من تخوف من هذه المبادرة أو اعترض عليها استنادا لفتوى دينية، وبين من أشاد بها واعتبرها موقفاً نبيلاً فيه تضحية لإنقاذ حياة أشخاص آخرين.
من الموت إلى الحياة
بادر أب سعودي بالتبرع بأعضاء ابنه المتوفى سريرياً، والبالغ من العمر ستة عشر عاماً تقريباً، ليستفيد منها ستة أشخاص يعانون من أمراض القصور العضوي النهائي، الأمر الذي رسم البسمة على وجوه المرضى وذويهم، وعكس روح الوفاء وحب الآخرين وادخار الأجر، بحسب وصف المركز السعودي لزراعة الأعضاء.
وتضمنت العمليات زراعة قلب لطفل عمره 7 سنوات عانى مع الفشل القلبي، وكلية لطفل عمره 12 سنة، وكلية أخرى لمريض عمره 16 سنة.
كما تم التبرع بالرئتان لمريض عمره 68 سنة، وبالبنكرياس لمريض عمره 31 سنة عانى من جلسات الغسيل الدموي ومرض السكري، وبالكبد لمريضة تبلغ من العمر 29 سنة أنهى التبرع معاناتها مع مرض القصور الكبدي.
وأوضح مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور طلال القوفي لوكالة الأنباء السعودية “إن عملية استئصال وزراعة الأعضاء تمت بسرعة قياسية وفق الأخلاقيات الطبية وبما يضمن عدالة التوزيع بحسب الأولويات الطبية”، مبيناً أن النجاح المحقق جاء نتيجة التعاون المشترك بين كافة الجهات المعنية ومنها إدارة المدينة الطبية بجامعة الملك سعود، وفريق المركز، والفرق الطبية المشاركة من المستشفيات الزارعة.
دعم وإشادة
أشاد العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بهذه المبادرة، وأكثروا من الدعاء للمتوفى ولعائلته التي تركت حزنها على وفاة ابنها مقابل إدخال السرور على قلوب ستة عائلات أخرى.
وكرد فعل عملي على دعم هذه الخطوة، غرد بعض الناشطين بنشر صور تثبت قيامهم بالتوصية بالتبرع بأعضائهم، وهو ما نشرته غيداء على حسابها.
ودعا آخرون إلى نشر ثقافة التبرع بالأعضاء، معتبرين أن إعطاءها لمن هم بحاجة لها أولى من دفنها تحت التراب على حد وصف بعضهم.
خوف واعتراض
وعلى الجهة الأخرى، تساءل البعض عن أحقية اتخاذ الأهل القرار بالتبرع في حال عدم توصية الشخص نفسه بذلك، وخصوا بالذكر هذه الحالة التي كان بها الشخص قد توفي دماغياً.
وتداول بعض رواد مواقع التواصل فتوى صادرة من الشيخ صالح الفوزان، ينهى فيها عن التبرع بالأعضاء، معتبراً أن نزع أعضاء الميت كالتمثيل بجسده، ووصف هذا التصرف “بالعبث في أجساد المسلمين”.
كما تداول آخرون مقطعاً مصوراً للدكتور عثمان الخميس، يتحدث فيه عن حكم التبرع بأعضاء الميت، حيث ذكر فيه أن الإنسان لا يمتلك حق التصرف في جسده حياً أو ميتاً، وعليه فإنه يحرم عليه التبرع بأعضاءه
بينما قام حساب حملة توعوية تهدف إلى نشر الوعي حول أهمية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة بنشر فتوى للشيخ القرضاوي، حث فيها على التبرع معتبراً أنه من أعظم الصدقات، مع ضرورة احترام وصية الميت بالتبرع أو عدمه.
ونشرت دائرة الإفتاء الأردنية على موقعها أن التبرع بالأعضاء البشرية واحد من أعمال الخير المستحبة إذا تحققت الشروط الشرعية الواجبة، لما في هذا العمل من إنقاذ أرواح الناس وتخفيف آلامهم.
يذكر أن المركز السعودي لزراعة الأعضاء وضح عبر حسابه على تويتر أن الأعضاء والأنسجة التي يمكن التبرع بها من الأشخاص المتوفين دماغياً تشمل القلب، والرئة، والكبد، والبنكرياس، والكليتين، والعظام، والقرنية، وصمامات القلب.