الاشتباكات في السودان: مساعٍ دولية لإنهاء الصراع بين الأطراف المتحاربة
لاتزال ردود الأفعال الدولية تتوالى بشأن الاشتباكات الدائرة في السودان. إذ طالبت كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، على لسان وزيري خارجيتهما، بإنهاء الأعمال العدائية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، أثناء حضوره اجتماع وزراء خارجية قمة دول مجموعة السبع في اليابان، إن هناك قلقا مشتركا عميقا بشأن القتال والعنف في السودان، مضيفا أن وزراء الخارجية الذين يحضرون القمة في اليابان، يراقبون الوضع عن كثب وأنهم وافقوا على اتخاذ خطوات لضمان حماية المدنيين.
وأضاف بلينكن: “الشعب السوداني يريد عودة الجيش إلى ثكناته. إنهم يريدون الديمقراطية ويريدون حكومة يقودها المدنيون. ويحتاج السودان إلى العودة إلى هذا الطريق”.
وقال بلينكن إن الحلفاء يتشاركون الرأي حول ضرورة إنهاء الأعمال العدائية على الفور، مع العودة إلى المحادثات.
في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، الجنرالات المشاركين في القتال داخل السودان إلى “إحلال السلام أولا وإنهاء القتال، والعودة إلى المفاوضات”.
كما قال كليفرلي إن وزارة الخارجية البريطانية نصحت بالفعل رعاياها بعدم السفر إلى السودان، مضيفا أن إحدى أولوياته القصوى كانت التأكد من سلامة الرعايا البريطانيين في السفارة بالخرطوم، وأنهم يتلقون الدعم من لندن.
ثلاثة رؤساء أفارقة يتوسطون لإنهاء الصراع
تخطط الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) إلى إرسال رؤساء ثلاث دول إفريقية إلى السودان في أقرب وقت ممكن لإجراء مصالحة بين طرفي الصراع هناك.
وقد وافقت إيغاد، يوم الأحد، على إرسال قادة كينيا وجنوب السودان وجيبوتي إلى العاصمة الخرطوم. كما دعت إيغاد إلى وقف فوري للأعمال العدائية بين الأطراف المتحاربة في السودان. ويرى مراقبون أنه ليس من المؤكد بدء تنفيذ أي مبادرة سلام، وذلك في ظل إغلاق مطار السودان الدولي.
وتفيد تقارير إخبارية باستمرار القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، اليوم، على الرغم من مناشدات المجتمع الدولي الأطراف المتحاربة لوقف إطلاق النار.
وطلب الرئيس الكيني وليام روتو، من قادة منظمة إيغاد اتخاذ موقف حازم لإعادة السلام إلى الخرطوم.
وقد أدان الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني، “سوء استخدام القوة” خلال الأزمة السودانية، قائلا إن “تجدد القتال يقوض كل التقدم الذي أحرز من خلال الحوار أثناء الأشهر العديدة الماضية”.
كما قال الرئيس موسيفيني، أثناء مخاطبته الإيغاد: “لا يمكننا الاستمرار في التغاضي عن أخطاء تتراكم عاما بعد الآخر بسبب السياسيات غير القائمة على المبادئ، وإن الوقف غير المشروط والفوري للأعمال العدائية لإيقاف المأساة التي تتعرض لها أفريقيا ذو أهمية قصوى”.
وأنحى موسيفيني باللائمة على قادة السودان فيما وصفه بـ “أخطاء الحكم الأيديولوجية والاستراتيجية”، قائلا “حتى القتال يجب أن يكون من أجل قضية مبدئية”.
وقال الزعيم الأوغندي إن الشعب هو الذي يحكم بشكل نهائي على الأزمة السياسية في السودان من خلال الانتخابات.
الجامعة العربية تعلن استعدادها للتنسيق مع الأمم المتحدة
وفي سياق متصل، أعلنت جامعة الدول العربية استعدادها للعمل والتنسيق مع الأمم المتحدة بهدف التوصل إلى وقف فوري للاشتباكات المسلحة المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لحقن الدماء والحيلولة دون المزيد من تدهور الأوضاع.
وقال بيان أصدرته جامعة الدول العربية، إن الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، “اتفق خلال اتصال هاتفي أجراه مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش أمس الأحد على تكثيف الاتصالات مع قيادات القوات المتحاربة في السودان من أجل وضع حد للمواجهات المستمرة لليوم الثالث على التوالي، واستعادة الهدوء في السودان في أقرب وقت”.
وكان مجلس جامعة الدول العربية، قد عقد أمس اجتماعا طارئا، على مستوي المندوبين الدائمين دعت إليه كل من مصر والسعودية، طالب فيه بالوقف الفوري لجميع الاشتباكات المسلحة المستمرة في السودان حقنا للدماء، محذرا من خطورة التصعيد العنيف والتداعيات الخطيرة التي يصعب تحديد نطاقها داخليا وإقليميا، وأعرب عن أسفه لسقوط ضحايا.
وقد أحرز كل من الجيش السوداني والدعم السريع، وهما الجماعتان العسكريتان المتحاربتان، تقدما في مفاوضات الأشهر الأخيرة، للمضي قدما في تشكيل حكومة انتقالية جديدة بقيادة مدنية.
لكن الطرفان اختلفا على عدة أمور، من بينها تحديد الجدول الزمني لدمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني. وأدت هذه الاختلافات إلى الإخفاق في التوصل إلى اتفاق سياسي يهدف إلى إعادة تأسيس الحكم المدني مع حلول 11 أبريل/ نيسان.