الاستثمار في الرياضة.. الإيرادات تسجل رقماً قياسياً في 2022
ويعتبر الاستثمار في المجال الرياضي من أكثر مصادر الربح في العالم، فقد باتت الرياضة اليوم مصدراً كبيراً جداً للأموال، وهي حققت إيرادات وصلت إلى نحو 500 مليار دولار في 2022، وفقا للأبحاث التي أجرتها شركة “statista” المتخصصة بالإحصائيات، حيث يعطي هذا الرقم صورة واضحة عن كيفية تحول الرياضة من هواية إلى صناعة بارزة في مجال الاستثمار.
والإيرادات التي تحققها صناعة الرياضة، تأتي من عقود الرعاية للفرق والملاعب والإعلانات والانتقالات، والحضور الجماهيري الذي شهد نمواً كبيراً في عام 2022، مع تخفيف القيود التي تم فرضها خلال انتشار جائحة كوفيد-19، حيث أظهرت البيانات في عام 2022، أن عشاق الرياضة في جميع أنحاء العالم، أنفقوا أكثر من 27 مليار دولار وهو رقم قياسي جديد، لشراء تذاكر لمشاهدة المباريات الرياضية مباشرة في الملاعب، ارتفاعا من مبلغ 16.5 مليار دولار في 2021.
الإنفاق على التذاكر 29 مليار دولار
ووفقا لبيانات statista فإنه من المتوقع أن يرتفع إنفاق محبي الرياضة على ثمن تذاكر المباريات، بنسبة تفوق الـ 6 في المئة خلال 2023، ليصل إلى 28.9 مليار دولار أميركي، وذلك فيما يتعلق بالأحداث الرياضية الاحترافية، التي تشمل كرة القدم وكرة السلة والبيسبول، ورياضات الكرة الأخرى والجولف والتنس والفورمولا 1، والمتوقع أن يحضرها أكثر من 307 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
الولايات المتحدة أكبر الأسواق
وتعتبر الولايات المتحدة الأميركية أكبر الأسواق تحقيقا للإيرادات من مبيعات تذاكر مشاهدة المباريات الرياضية، تتبعها المملكة المتحدة والصين واليابان وكندا، إلا أن أميركا تستحوذ لوحدها على أكثر من 45 في المئة من عائدات مبيعات التذاكر في العالم.
تذكرة بـ 40 ألف دولار
ويقول الإعلامي الرياضي نجيب قاعي في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن هذه السيطرة الأميركية تأتي من إنفاق عشاق الرياضة الأميركيين، على تذاكر الأحداث الرياضية الكبرى والتي تكون أحيانا باهظة الثمن، حيث أن بعض المشجعين هناك، على استعداد لدفع مبالغ فائقة لمشاهدة فرقهم المفضلة، تتنافس وتحديداً خلال مباراة الـ Super Bowl، وهذا ما تبين بعد مباراة كانساس سيتي تشيفز وفيلادلفيا إيجلز، والتي وصلت أسعار بعض تذاكرها إلى 40 ألف دولار، في حين بلغ متوسط سعر التذكرة الواحدة نحو 10 آلاف دولار.
10 ملايين دولار لإعلان 25 ثانية
ويشرح قاعي أن الـ Super Bowl هي المباراة النهائية لبطولة الدوري الوطني لكرة القدم الأميركية أي الروكبي، وهي المباراة الأكثر متابعة في أميركا، حيث يشاهدها في الملعب وعلى شاشات التلفزة وشاشات الأجهزة المحمولة نحو 170 أو180 مليون شخص، أي اكثر من 50 في المئة من الشعب الأميركي، مبيناً أن الإعلان التلفزيوني بمدة 25 ثانية تتراوح كلفته بين 5 و10 مليون دولار خلال هذه المباراة، حيث ان ارتفاع الاسعار هذا ينطبق أيضاً على تذاكر الحضور.
وبحسب قاعي فإن الحضور شخصيا لمشاهدة المباريات الرياضية في أميركا، له طابع خاص نظراً لبرامج التسلية التي ترافق هذه المباريات، وهو ما يشجع الكثيرين لعدم الاكتفاء بمشاهدة الأحداث تلفزيونياً، لافتا إلى أن الدوري الوطني لكرة القدم الأميركية، والدوري الأميركي لكرة السلة للمحترفين NBA والهوكينغ والملاكمة، هي من الرياضات الأكثر جذباً للجماهير في أميركا، حيث أن هذه الإيرادات تستخدمها الأندية كجزء من عمليات شرائها واستقطابها للنجوم إلى صفوفها، إضافة إلى تمويل عملية صيانة الملاعب وغيرها من الأمور.
مبيعات ضعيفة في الصين
ويضيف قاعي إنه رغم العدد الكبير لسكان الصين، إلا أن مبيعات تذاكر المباريات الرياضية هناك، ضعيفة مقارنة مع عدد السكان، نظراً لعدم وجود رياضات أو فرق مهمة، مشيراً إلى أن السوق الصينية قوية لناحية مبيعات الألبسة الرياضية التي تدر المليارات على الشركات.
الرياضة تتغلغل في الاقتصاد
من جهته، يقول الإعلامي الرياضي محمد فواز، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إنه قديماً لم يكن هناك من ارتباط عضوي بين الرياضة والاقتصاد، وكانت الرياضة مجرد هواية ولم تكن تحقق هذه الأرقام المالية الكبيرة، إلا أن الوضع تطور حيث بدأت الرياضة تتغلغل بالاقتصاد وصولا إلى يومنا هذا، وذلك بدعم كبير من الأموال التي تضخها الشركات الراعية، والأموال المحققة من الإعلانات إضافة لمبيعات تذاكر المباريات.
90 دولاراً لكل مشجع رياضي
وبحسب فواز فإن الدراسات تشير إلى أن إنفاق المشجعين على تذاكر المباريات، بلغ في المتوسط نحو 90 دولاراً لكل مشجع في 2022، حيث سيرتفع هذا الرقم إلى نحو 94 دولارا في 2023 وذلك بدعم من الإقبال الجماهيري الذي سيزداد خلال السنوات المقبلة، ولن يتراجع رغم نقل معظم المباريات الرياضية المهمة عبر قنوات التلفزة.
حضور جماهيري شخصي
ويرى فواز أنه رغم التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، وإمكانية مشاهدة المباريات الرياضية من أي مكان خارج الملاعب، إلا أن حضور الجماهير شخصياً لمشاهدة المباريات، سيبقى في نمو مستمر خلال السنوات المقبلة، نظراً للحالة التنافسية العاطفية التي يخلقها هذا العشق للرياضة، وهي حالة مختلفة تماما عن مشاهدة أي مباراة رياضية من المنزل.