الإنسان أولاً.. هل تفضح xAI أهداف الذكاء الاصطناعي ضد البشر؟
وآخر المنضمين إلى هذا السباق كان الملياردير المثير للجدل إيلون ماسك، الذي أعلن منذ أيام، عن إطلاق شركة xAI للذكاء الاصطناعي، مسجلاً تبدلاً في موقفه السابق، الذي أطلقه في نهاية شهر مارس 2023، عندما دعا في خطاب مفتوح مع مجموعة من الباحثين والخبراء، إلى التوقف عن تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي لمدة 6 أشهر، وذلك كي تتمكن البشرية من تقييم مخاطر تلك النماذج عليها.
ودخول إيلون ماسك إلى عالم الذكاء الاصطناعي التوليدي، لن يكون دخولاً عادياً، فمالك منصة تويتر ورئيس شركة تسلا، لم يبدل من توجهاته بشأن مخاطر هذه التكنولوجيا الجديدة، وهذا ما يمكن ملاحظته عند التدقيق بهوية بعض الأشخاص، الذين تم تعيينهم في شركة xAI وأبرزهم دان هيندريكس، الذي أصبح أحد مستشاري الشركة الجديدة.
التخفيف من مخاطر الانقراض البشري
دان هيندريكس هو المدير التنفيذي لمركز أمان الذكاء الاصطناعي، وكان قد نشر رسالة في شهر مايو 2023، دعت إلى التخفيف من مخاطر الانقراض الذي قد يتسبب به الذكاء الاصطناعي للبشر، مشيراً إلى أن هذا الأمر يجب أن يكون أولوية عالمية إلى جانب مخاطر الأوبئة والحرب النووية.
دخول xAI هدفه قلب الطاولة على المنافسين
تقول خبيرة التحول الرقمي والأستاذة الجامعية في علم البلوكتشاين، رندا الرفاعي، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إنه بات من الواضح أن دخول xAI إلى عالم الذكاء الاصطناعي التوليدي، هدفه قلب الطاولة على المنافسين من خلال التسويق أن الشركة مؤيدة للإنسان، في ظل المخاطر التي يخفيها الذكاء الاصطناعي بالنسبة لمستقبل البشرية، مشيرة إلى أن التيار السائد حالياً في صناعة الذكاء الاصطناعي التوليدي، يركز أكثر على الأمور الإيجابية المرتبطة بهذه التكنولوجيا، ويحاول التخفيف من انعكاساتها السلبية على الإنسان، وهو ما لن تفعله xAI.
تقديم الحقيقة الفعلية
وتشرح الرفاعي أنه عندما تم تعيين مستشاراً للشركة، قام بتشبيه مخاطر الذكاء الاصطناعي على الانسان بمخاطر الأوبئة والأسلحة النووية، فإن الرسالة واضحة من هذا التعيين، لافتة إلى أن إيلون ماسك حدد مسار xAI في جلسة مناقشة على تويتر، كاشفاً أن هدف الشركة هو بناء ذكاء اصطناعي يقدم الحقيقة الفعلية، بدلاً من تقديم ما يعتقد أنه صحيح، ويؤمن أن البشرية هي أكثر الأمور إثارة للاهتمام وليس أي شيء آخر.
الإنسان أولاً
وترى الرفاعي أن تحديد xAI البشرية كأكثر الأمور إثارة للاهتمام بالنسبة لها، يعني أن الشركة قد تلجأ إلى فضح بعض الخطوات، التي يتم اتخاذها في هذه الصناعة والتي قد تشكل خطراً على مستقبل الإنسان، حيث أن هذا الأمر قد يؤدي إلى خلق نمط غير مريح للشركات المنافسة، خاصة في ظل موجة الخوف التي يشعر بها عدد كبير من الأشخاص، من الذكاء الاصطناعي وتأثيره على مستقبلهم المهني، متوقعة أن تحدث xAI جدلاً كبيراً في عالم الذكاء الاصطناعي الجديد، نظراً لما نسمعه حالياً من أهداف لها.
ما معنى الاسم xAI؟
بحسب الرفاعي، فإن إيلون ماسك وخلال حديثه عن xAI، استهزأ من بعض مقدمي تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي حالياً، حيث قال إنه إذا قام أحد الأشخاص بطرح أسئلة تقنية، تتعلق بأنظمة الذكاء الاصطناعي، فإن ما سيحصل عليه من أجوبة، سيكون مجرد هراء، ولذلك تريد xAI أن تبحث عن الحقيقة وتقديم إجابات قابلة للتفسير، مشيرة إلى أن xAI أعلنت أنها شركة منفصلة عن X Corp، التي يملكها إيلون ماسك، ولكنها لم تشرح سبب اختيارها لاسم xAI، ولكن ومن خلال بحث بسيط على شبكة الانترنت، يتبين أن XAI هو اختصار لعبارة “الذكاء الاصطناعي القابل للتفسير” أو Explainable artificial intelligence ما يعني أن اسم الشركة يجسد هدفها، وهو تقديم إجابات قابلة للتفسير.
ويدير xAI فريق كبير من أشخاص، عملوا سابقاً في شركات كبيرة مثل غوغل ومايكروسوفت وتسلا و DeepMind وOpenAI، وترى الشركة أن المنافسة في هذا المجال، تجعل الشركات صادقة أكثر فيما تقدمه، مشيرة إلى أن تطوير ذكاء اصطناعي توليدي، وتعليمه الكذب أمر خطير للغاية، فالهدف من وجود هذه التكنولوجيا، هو تقديم أداة مفيدة للمستهلكين والشركات.
تعريف غامض لشركة Xai
من جهته يقول المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ذكاء التكنولوجية “زاكا”، كريستوف زغبي، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن من يطّلع على تعريف الشركة عبر حسابها على تويتر، يرى تعريفاً عاماً جداً، وهو فهم طبيعة الكون، وهو تعريف غامض جداً وغير واضح، معتبراً أن ما يجري خلف الكواليس، يتجسد بقيام إيلون ماسك بإيجاد منافس لشركة OpenAI المالكة لتشات جي بي تي، وGoogle المالكة لبارد، وكبرى الشركات الأخرى، لذلك من غير الواضح ما الذي سيحصل في هذه المنافسة التي مازالت غامضة.