الأمير عبد العزيز بن سلمان “يتأرجح” مع انخفاض أسعار النفط الخام – الفاينانشال تايمز
نبدأ جولتنا في الصحف البريطانية من الفاينانشال تايمز، وتقرير لمحرر شؤون الطاقة فيها، ديفيد شيبارد، بعنوان: “الأمير اللامع للمملكة العربية السعودية يتأرجح مع انخفاض أسعار النفط الخام”.
ويقول الكاتب إن الأمير عبد العزيز بن سلمان أمضى ما يقرب من عقدين من الزمن عضوا وراء الكواليس نسبيا في وفد أوبك السعودي.
ويضيف إن الأمير كان مشرفاً حازماً على السياسة النفطية للمملكة منذ بدء حروب أسعار النفط مع روسيا في عام 2020 إلى العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة والسعودية العام الماضي.
ويقول الكاتب إنه بالنسبة لمؤيديه، فهو رمز للمملكة الأكثر ثقة في ظل القيادة الفعلية لأخيه غير الشقيق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. ويعتقدون أن الأمير عبد العزيز تلقى العديد من دعوات السوق الكبرى بشكل صحيح، مما عزز النفوذ السعودي على سوق النفط وتحالف أوبك + مع موسكو، والذي استمر على الرغم من الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.
ويضيف أنه من جهة أخرى وبالنسبة لمنتقديه، يميل الأمير إلى “المبالغة في استخدام نفوذه واختياره خوض المعارك غير الضرورية” التي تجعل دوره المركزي في إدارة سعر النفط، والذي تستند إليه آمال المملكة الاقتصادية، أكثر صعوبة.
ويشير الكاتب الى أن أحدث خطوة مثيرة للجدل حصلت هذا الأسبوع، عندما مُنعت مجموعة من الصحفيين، بما في ذلك فرق كاملة من رويترز وبلومبرغ، من حضور اجتماع مهم كان من المقرر عقده يوم الأحد في مقر أوبك في فيينا. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تستبعد فيها أوبك المؤسسات الإخبارية بشكل جماعي.
وينقل عن أشخاص مقربون من الوزير، قولهم إن قرار الأمير كان نابعاً من تصوره بأن وجهة نظره للسوق لم يتم بثها بشكل عادل. مما ساهم بحسب اعتقاده في انخفاض سعر خام برنت القياسي نحو 70 دولاراً للبرميل خلال الأسابيع الأخيرة.
ويقول الرأي الآخر، إنه وبينما تكافح المملكة من أجل ثني سوق النفط لإرادتها، “فإن اللجوء إلى إلقاء اللوم على الصحافة لا يوحي بالثقة بالنفس”.
ومن جهته، قال رعد القادري، محلل شؤون أوبك المخضرم في “مجموعة أوراسيا” الاستشارية إنه: “يمكنك القول إن أوبك + أدارت السوق بشكل جيد، لكن هناك إحباط تام من أن نجاح إدارة الأساسيات يتعرض للضرر مراراً وتكراراً بسبب المشاعر وهذا يجعل من الصعب على أوبك تعزيز مصداقيتها”.
أما بالنسبة لأولئك المقربين من الأمير، فيقول الكاتب إنه كان لديهم شعور بخيبة الأمل. إذ توقع كثيرون سوقاً نفطياً قوياً من شأنه أن يعزز الإيرادات التي يحتاجها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتنفيذ إصلاحاته الاقتصادية.
ويضيف أن المملكة بحاجة إلى سعر للنفط يزيد عن 80 دولاراً للبرميل لتحقيق التوازن في ميزانيتها، وفقاً لصندوق النقد الدولي، وتمويل بعض “المشاريع الضخمة” التي يأمل ولي العهد أن ينفذها لتحويل اقتصادها.
ويعتبر التجار أن الخطر على المملكة العربية السعودية هو أن الأمير عبد العزيز إذا لم يدفع باتجاه خفض آخر للإنتاج، فقد تنخفض الأسعار أكثر.
فيما يعتقد بعض المحللين الذين تحدثوا لمراسل الفاينانشال تايمز، أن هذه القضية مثيرة للجدل للغاية بحيث يتعذر على الأمير عبد العزيز معالجتها، ومع ذلك، سيتم تأجيلها. وقال القادري “لا أحسد أوبك نهاية هذا الأسبوع. إنهم عالقون بين المطرقة والسندان”.
مذبحة إيفين في إيران
ننتقل إلى التلغراف ومقال رأي للمحامي جيوفري روبرتسون بعنوان: “علينا تقديم ملالي إيران إلى العدالة بسبب مذبحة إيفين”.
ويقول إنه يزعم أنه تم قتل شابات في سجن إيفين وأماكن أخرى في إيران في العام 1988 “بأسوأ طريقة ممكنة”. إذ حكم عليهن أولاً بالإعدام، ثم، وفقاً لبعض الروايات، تعرضوا للزواج القسري والاغتصاب قبل شنقهن أو إطلاق النار عليهن “لحرمانهن من المسار السريع إلى الجنة الممنوحة للعذارى في لاهوت الملالي المشوه”، بحسب الكاتب.
ويقول إنه عندما حقق في مجازر السجن هذه قبل بضع سنوات، سمع عن هذا الادعاء، لكنه رفضه لعدم كفاية الأدلة. ويقول إنه يعتقد أن هناك سبباً وجيهاً للعودة إلى هذه القضية الآن.
وقُتل عدة آلاف من المعارضين المسجونين في ذلك الوقت بأمر (فتوى) من آية الله روح الله الخميني وكان من بينهم نساء. كان العديد منهم طلاباً، حُكم عليهم قبل سنوات بجرائم سياسية صغيرة مثل المشاركة في مظاهرات أو توزيع منشورات. يُعتقد أن إبراهيم رئيسي، رئيس إيران الحالي، كان في “لجنة الموت”، التي حكمت عليهم بالإعدام دون محاكمة بصفتهم “محارب” (أعداء الله) بسبب ولائهم لجماعات تعارض الدولة أو دينها. ويقول الكاتب إن ذلك يعكس الازدراء الذي لا تزال تواجهه النساء في إيران، “والذي ظهر مؤخراً عبر شرطة الأخلاق الشريرة”.
ويضيف أنه لا يمكن أن يكون هناك الكثير من الشك في أن رئيسي كان على علم بهذه الممارسات. ويقول إنه يمكن أيضاً أن تُنسب المعرفة إلى علي خامنئي، الذي كان رئيساً في ذلك الوقت والذي أصبح الآن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية.
ويشير إلى أنه يزعم أن جثثهم كانت مكدسة في شاحنات مبردة ودُفنت سراً في مقبرة جماعية في مقابر طهران، حيث لا يستطيع آباء وأقارب الضحايا حتى يومنا هذا الحداد عليهم.
ويقول الكاتب إن إيران بذلت جهوداً غير عادية للتستر على الجريمة.
وبعد سنوات، ومع نشر يوميات أحد كبار الملالي الذين وبَّخوا لجنة الموت أثناء عملهم في إيفين ليومياته، بدأت الحقيقة تظهر، ولكن ليس بشأن مصير النساء اللواتي زُعم أنهن تعرضن للاغتصاب قبل الإعدام.
ويعتبر الكاتب إنه هناك أمل ضئيل لتقديم الجناة إلى العدالة بينما الملالي، الذين ساهمت معتقداتهم القاسية المتحيزة جنسياً ضد النساء في المعاملة التي لا تُحتمل للسجينات، لا يزالون في السلطة.
ويقول الكاتب إنه تم القبض على أحد الجناة الذي خرج من البلاد إلى السويد وحُكم عليه العام الماضي بالسجن مدى الحياة.
ويضيف قائلاً: “لا شك أن الإيرانيين يبحثون عن سويدي يمكنهم اتهامه زوراً بالتجسس من أجل مبادلته”.
كيف ستنتهي الحرب في أوكرانيا؟
وأخيراً من الصنداي تايمز وتحليل لمارك غاليوتي بعنوان: “من الصعب أكثر من أي وقت مضى توقع ماذا سيحدث في أوكرانيا”.
ويقول الكاتب إنه من المتوقع أن يكون الهجوم المضاد الأوكراني وشيكاً، لكن ماذا سيحدث بمجرد أن يبدأ هو حالة كبيرة من عدم اليقين في ما ثبت أنها حرب لا يمكن التنبؤ بها.
وأضاف، بناء على مصدر تحدث معه، أنه كان صريحاً وقال له إنه وعلى الرغم من كل المعلومات الاستخباراتية التي يمكنه الاعتماد عليها، فإنه لا يستطيع التنبؤ بكيفية تنفيذ الهجوم المضاد، لوجود “الكثير من المتغيرات والكثير من الأشياء المجهولة”.
الأول، بحسب المحلل هو مدى قدرة الأوكرانيين على التكيف بشكل جيد مع المعدات الجديدة التي قدمها الغرب: أكثر من 200 دبابة، بالإضافة إلى 1500 مركبة مدرعة أخرى.
ويقول الكاتب إن كييف تأمل في استخدام هذه القوة النارية المحمية الجديدة لاختراق الخطوط الدفاعية الروسية والتحول من الضربة القاسية لحرب الاستنزاف إلى عمليات جمع بين الأسلحة أكثر مرونة.
إلا أن المهمة لن تكون سهلة.
وذلك أولاً، لأن الأوكرانيين يواجهون تحديات لوجستية. ويسأل الكاتب: إلى أي مدى سيتباطأ تقدمهم بسبب النقص في الذخيرة، والمدافع البالية والمركبات المفككة لاستخدام قطعها كقطع غيار وعدم كفاءة أنظمة إجلاء المصابين؟
ثانياً، لأن لا أحد يعرف مدى السرعة التي يمكن للأوكرانيين أن يبدأوا بها استخدام أسلحتهم الجديدة. ويقول الكاتب إن تعلم كيفية استخدامها هو الجزء السهل، إلا أن تطبيق استخدامها بحسب استراتيجيتهم خلال الحرب فهو أمر أصعب بكثير.
ويضيف أن من المشكلات التي يواجهها الجيش الأوكراني أيضاً، هو السرعة في التدريب.
إذ تم إلحاق الآلاف من الجنود بشكل سريع في برامج التدريب في الغرب، أكثر من 10 آلاف منهم في بريطانيا وحدها. إلا أن ذلك لا يحل بحسب الكاتب مكان التدريب المتماسك والشامل في عمليات الأسلحة المشتركة. ويقول إن الوقت ضدهم. وينقل عن أحد المسؤولين البريطانيين في وزارة الدفاع قوله: “غالباً ما تدور التدريبات حول الاستعداد للحرب القادمة، وهو أمر صعب جداً عندما تكون بالفعل داخلها”.
ويشير الى أنه وعلى عكس الأوكرانيين، فإن الروس سيخوضون نوعاً مألوفاً من المعارك، إذ سيحاصرون من الخلف وداخل التحصينات الدفاعية المعقدة. وسيعتمدون على حقول الألغام السميكة والأسلاك الشائكة وفخاخ الدبابات والخنادق القديمة لإبطاء المهاجمين وتوجيههم “إلى مناطق القتل حيث يمكن لمدفعيتهم الجماعية القيام بعملها المميت”.
وبعد ذلك، يتحدث الكاتب عن اللاتوازنات السياسية. إذ يقول انه هناك حديث عن إمكانية تحقيق الأوكرانيين لـ “نجاح كارثي”، بحيث يتقدمون بعمق وبسرعة، لدرجة أن يسببوا الازعاج للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويقرر إثر ذلك القيام بنوع من التصعيد، نووياً أو غير ذلك.
ويعتبر الكاتب أن يوتين وعندما يضطر إلى اتخاذ قرارات بسرعة، “يميل إلى المبالغة في رد فعله”.
وفي ختام مقاله، يقول الكاتب إن شيئا واحدا شبه مؤكد، هو أن الهجوم الأوكراني المضاد لن ينهي الحرب.
ويضيف أنه حتى تحرير جميع الأراضي المحتلة، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، من شأنه ببساطة أن يحول خطوط المعركة إلى الحدود الوطنية لأوكرانيا، وهو الأمر الذي “لا يزال العديد من القادة الغربيين غير قادرين على فهمه”. فالحرب لن تنتهي عند هذا الحد. وينقل عن ضابط بالجيش الأمريكي قوله: “هذه ليست قواعد ماركيز كوينزبري: بوتين لن يصافح (يقبل بالخسارة) ويغادر”.