افتحوا مقام صعصعة: الوفاق الوطني تطلق حملة لإعادة فتح مزار ديني تغلقه السلطات البحرينية
طالبت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية السلطات البحرينية بإعادة فتح مزار صعصعة بن صوحان العبدي الذي يقع في جنوب البحرين وعمره يتجاوز الـ 1300 عام.
وأكدت الوفاق أن هذا المزار الديني له مكانة خاصة لدى جزء واسع من المسلمين في البحرين وخارجها، وإغلاقه ومنع المواطنين من زيارته يشكل تحدياً صارخاً لمشاعر وعقائد المواطنين ويعبر عن حجم الاضطهاد والازدراء للمواطنين في شعائرهم وعقائدهم.
واعتبرت الوفاق في بيان “ان النظام يتستر بشعارات التعايش والتسامح ويدفع الملايين لشراء الذمم والمواقف من المنظمات والمؤسسات المعنية لتقديم المديح له على أنه نظام يؤمن بالتعايش والتسامح وذلك للتغطية على الانتهاكات والاضطهاد ومحاربة الحريات الدينية”.
ونشرت الجمعية عبر حسابها الرسمي في تويتر مقطعاً مصوراً يظهر حجم الخراب الذي لحق بالمزار الديني.
#افتحوا_مقام_صعصعه
وتصدر وسم #افتحوا_مقام_صعصعه قائمة الأكثر انتشارا في البحرين حيث طالب من خلاله رواد مواقع التواصل الاجتماعي السلطات البحرينية بإعادة فتح المقام.
ورأى آخرون أن المقام يفترض أن يكون واحدا من المعالم السياحية البحرينية.
فقالت زينب: “أقدم صرح ديني تاريخه يعود لمئات السنين في البحرين من حوالي 1380 سنة، المفترض أن يكون معلم من المعالم السياحية الدينية بأبهى حلة, افتحوا مقام صعصعة إن لم يكن للتاريخ فمن باب توصية الله بالمساجد فهي أحب البقاع لله (في بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيها اسمه)”.
واتهم مغردون السلطات البحرينية “بمنح المسلمين الشيعة من بناء وترميم دور العبادة والمقامات التي تعتبر مقدسات لجميع المسلمين، في حين تدعي أنها تحترم الحريات الدينية وتتعهد ببناء الكنائس ودور العبادة لغير المسلمين”. على حد قولهم.
ومن جهته طالب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود السلطات في المنامة بإعادة فتح مسجد صعصعة لأن إغلاقه “إمعان في الضلالة وتزوير إرادة الشعب البحريني”.
المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
وكان المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية قد أدان في عام 2012 في بيان ما وصفه “بالاعتداء الآثم على ضريح الشيخ صعصعة بن صوحان”.
وأكد المجلس حينها أن “هذه الأعمال مرفوضة رفضاً قاطعاً ولا يمكن السكوت عنها”، لافتًا إلى أنَّ “الإسلام يرفض كل أنواع التخريب والاعتداء والمساس بحرمات المسلمين”.
وحثَّ المجلس “علماء الدين والأئمة والخطباء على القيام بدورهم الذي افترضه عليهم الدين الإسلامي بشجب هذه الأعمال، وتوعية الناس بخطورتها وحرمتها”، داعياً شعب البحرين المسلم إلى “التنبُّه إلى خطر المساس بالحرمات”.
وأعلن المجلس في ذلك الوقت أنَّه وبتوجيه من رئيسه سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة سيقوم بإصلاح الأضرار التي خلَّفها الاعتداء الآثم على ضريح الشيخ صعصعة بن صوحان على نفقة المجلس، وأنَّه أحال ملف الصيانة على الأمانة العامة لمتابعة الموضوع وإنجاز العمل في أسرع وقت ممكن.
ولكن وبحسب رواد مواقع التواصل الاجتماعي فإن عملية إصلاح الأضرار لم تحدث.
منظمة معهد الخليج للديمقراطية وحقوق الإنسان
ومن جهتها قالت منظمة معهد الخليج للديمقراطية وحقوق الإنسان عبر حسابها في تويتر: “تعرض مقام صعصعة، حتى عام 2014، لما لا يقل عن 6 اعتداءات تشمل أعمال التخريب وتحطيم القبر وكتابة ألفاظ مسيئة على الجدران. حتى أن العبارات المسيئة كتبت على ساجة أثرية داخل المقام، وهي عبارة عن صخرة منحوت عليها بعض الأحاديث والقراءات”.
وبحسب المنظمة: “مع مرور 8 سنوات على الوعود، لم تقم السلطات البحرينية بأي صيانة للمقام، بل هجرته وأقفلته وحالت دون وصول المواطنين إليه. لذلك فإن وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف مطالبة بالضغط والعمل الفوري على صيانة المقام المذكور وإعادة فتح أبوابه أمام المواطنين وذلك في سبيل تنفيذ المهام الموكلة إليها بالمحافظة على الهوية الإسلامية للمملكة”.
وطالبت المنظمة هيئة البحرين للثقافة والآثار “بالعمل بما جاء في اتفاقية اليونسكو لصون التراث الثقافي غير المادي وحماية التراث العالمي الثقافي، إذ يعد مقام صعصعة بن صوحان أحد أبرز المعالم التاريخية الدينية في المملكة لما يحمله من رموز وتراث”.
مقام صعصعة بن صوحان
يقع قبر ومسجد صعصعة بن صوحان في قرية عسكر جنوبي مدينة المنامة.
يعتبر مسجد ومقام صعصعة بن صوحان العبدي من أقدم الآثار الإسلامية في البحرين على الإطلاق، حيث يُشكل المقام مزاراً للناس من كل الأماكن.