اشتباكات السودان: مع دخول الصراع الأسبوع الرابع لجنة عربية “لدعم التسوية” بين الجيش والدعم السريع
كشف الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن تشكيل لجنة تتكون من السعودية ومصر والأمين العام للتواصل مع أطراف النزاع في السودان والمجتمع الدولي.
وأكد أبو الغيط، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الأحد، في القاهرة، أن قرار مجلس الجامعة العربية بشأن السودان يؤكد على الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية من الانهيار، وإنجاز الحلول دون أي تدخل خارجي في الشأن السوداني.
وبين وزير الخارجية المصري، سامح شكري، رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، أن إنشاء اللجنة يهدف لتحقيق وقف إطلاق النار في السودان، والسماح بإنشاء ممرات آمنة للمدنيين.
وحذر شكري في ختام اجتماع وزراء الخارجية العرب الاستثنائي، من أن ما يحدث في السودان قد يمتد لكل دول الجوار السوداني، وعلى رأسها مصر.
وأشار شكري إلى أن أي تدخل وأي جهد يجب أن يحترم سيادة السودان واستقلاله ووحدة أراضيه والحفاظ على “مؤسساته الشرعية” ولا يخرج عن هذه المبادئ لتحقيق مصالح ذاتية أو مصالح مختلفة تؤدي إلى عكس التوجه والقانون الدولي، وفق ما قاله.
ونوه شكري، إلى أن بلاده استقبلت أكثر من 57 ألف سوداني منذ نشوب القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
جولات تشاورية سريعة
يتوجه وزير الخارجية المصري، صباح الإثنين، إلى كل من تشاد وجنوب السودان، في إطار التنسيق مع دول جوار السودان حول تطورات الأزمة السودانية وتأثيراتها الإقليمية والدولية، وفق ما أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية.
ويحمل الوزير المصري، رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى كل من الرئيس محمد إدريس ديبي رئيس جمهورية تشاد، والرئيس سلفا كير رئيس جمهورية جنوب السودان.
وحذر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، من أن الأزمة السودانية الراهنة تلقي بظلالها على أوضاع إقليمية هشة ومتوترة، وأن استمرارها له تبعات خطيرة على استقرار المنطقة بأكملها.
دعوة سودانية للتدخل
وصرح المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الأمين العام تلقى خطاباً من القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري، تعرض فيه وجهة نظرها حول الدور المنشود من الجامعة العربية لوقف الحرب الدائرة.
وطلبت “القوى المدنية” من الأمين العام، التواصل الفوري مع قيادات القوات المسلحة والدعم السريع لحثهما على وقف القتال كأولوية رئيسية، وفق ما أعلنه المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية.
وحثت الدعوة الموجهة إلى أبو الغيط، على ضرورة رفض “التدخلات الخارجية التي تساهم في زيادة اشعال الحرب أو توسيع رقعتها”، مؤكدة على ضرورة دعم الانتقال لعملية سياسية تفضي لتنفيذ برنامج إصلاحي خلال فترة انتقالية قصيرة تؤدي إلى انتخابات عامة.
“مبادرة تستحق الدعم”
وفي وقت سابق اليوم، قال أبو الغيط، إن المبادرة السعودية الأميركية الهادفة إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في السودان تستحق الدعم.
كما أضاف:”أرى أنه لا يجب السماح بأن يستفحل الصراع الحالي أو أن يتحول، بفعل التدخلات أو حتى بدونها، إلى جولة أولى في حرب تقسم السودان إلى أقاليم متناحرة، وتجعل منه ساحة لمعارك تهدد وجوده، وسيادته ووحدته الإقليمية”، وفق نص كلمته الصادر في بيان عن الجامعة.
وشدد أبو الغيط، على مناشدته بـ”التمسك بهذه الفرصة، وتغليب مصلحة البلاد، والانخراط الجدي في المحادثات بما يعيد الاستقرار إلى السودان، ويحفظ مؤسساته من الانهيار”.
وأعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان عن وصول مبعوثين عن طرفي الصراع السوداني إلى جدّة لإجراء محادثات مباشرة هي الأولى من نوعها منذ اشتعال الأوضاع في السودان.
وتتواصل المحادثات في جدة بين وفدين من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، من أجل تثبيت وقف إطلاق النار، بمبادرة سعودية أميركية.
وتُشير المعلومات التي رشحت من الكواليس، إلى أن الطرفين يتفاوضان في الجانب الفني للهدنة، وحول الملف الإنساني.
وقد رحبت الأطراف المدنية في السودان بالمبادرة السعودية الأمريكية، وحثت الطرفين المتقاتلين على الالتزام بها، ووقف العمليات العسكرية.
هدن هشة
ومنذ اندلاع الاشتباكات بين الجانبين في 15 أبريل/نيسان الماضي، أُعلن عن سلسلة هدن في السودان، من أجل فسح المجال للمدنيين بالخروج إلى مناطق آمنة، وتسهيل عمليات إجلاء الأجانب، وفتح طرق الإمدادات لاسيما الطبية، إلا أن جميعها لم تصمد لأكثر من ساعات، ويتبادل الطرفان التهم بخرقها.
وأسفر القتال العنيف الذي دخل الأسبوع الرابع عن مقتل مئات الأشخاص وتشريد قرابة 450 ألف مدني.
وتقول المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من 115 ألف شخص من هذا العدد الإجمالي لجأوا إلى البلدان المجاورة.