اشتباكات السودان: كيف تقرأون مسارعة الدول الكبرى الى إجلاء دبلوماسييها من الخرطوم؟
تتواصل عمليات وجهود إجلاء البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية والرعايا العرب والأجانب من السودان مع استمرار العمليات العسكرية والمواجهات المسلحة بين الجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي، مع ما يحمل ذلك من مؤشرات خطيرة ودلالات مقلقة.
فقد أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن قوات أمريكية قامت بعملية إجلاء دبلوماسيين أمريكيين وعائلاتهم من السودان.
وقال بايدن إنه فخور بالتزام موظفي السفارة، مُقدماً الشكر لكل من جيبوتي وإثيوبيا والسعودية التي أدت دورا حيويا في نجاح العملية.
وأكد بايدن في بيانه أن سفارة بلاده في الخرطوم قد أصبحت مغلقة، قائلا: “إننا نعلّق بشكل مؤقت أعمال السفارة الأمريكية في السودان”.
وتسعى دول عديدة، من بينها بريطانيا ودول في الاتحاد الأوروبي، لإجلاء دبلوماسييها ورعاياها من السودان.
واستقبل ميناء جدة أول دفعة من الرعايا الأجانب القادمين من السودان؛ حيث وصل أكثر من 150 شخصا، بينهم عدد كبير من رعايا دول الخليج بالإضافة إلى مصر وكندا ودول أخرى على متن سفينة تابعة للبحرية السعودية.
وأعلنت وزارة الخارجية السعودية عن وصول 91 شخصاً من رعاياها ورعايا من الكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة ومصر وتونس وباكستان والهند وبلغاريا وبنغلاديش والفلبين وكندا وبوركينا فاسو.
وقالت المملكة الأردنية إنها كانت بصدد إجلاء 300 شخص. كما ينظر الإتحاد الأوروبي في إمكانية إجلاء دبلوماسييه من السودان.
وقالت الخارجية الفرنسية أنها تقوم بعملية اجلاء لمواطنيها ومواطني عدد من الدول الأوروبية من العاصمة السودانية الخرطوم.
وعقد وزيرا الدفاع والخارجية الألمانيين اجتماع أزمة يوم السبت لبحث إجلاء محتمل لرعايا ألمان، بعد أن اضطرت ثلاث من طائرات نقل عسكرية إلى العودة يوم الأربعاء، بحسب صحيفة دير شبيغل الألمانية.
من جهة أخرى قالت الأمم المتحدة السبت إن أكثر من 20 الف سوداني قد وصلوا إلى تشاد هرباً من المعارك والمواجهات الطاحنة الدائرة في إقليم دارفور.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن الأدوية في مستشفاها الوحيد في مدينة الفاشر في دارفور على وشك النفاذ بسبب العدد الكبير من الإصابات التي استقبلها المستشفى وعدد كبير من المصابين هم من الأطفال.
وبرأي مراقبين فإن مسارعة الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة إلى اجلاء دبلوماسييها وإغلاق السفارة يعد مؤشرا وإقرارا ضمنيا بأن الحرب الدائرة حاليا في السودان قد لا تتوقف قريبا.
كما يعقتد البعض ان قرار واشنطن إجلاء دبلوماسييها من هذا البلد ربما جاء بعد دراسة السيناريوهات المحتملة للحرب في السودان بشكل معمق والتوصل الى نتيجة مفادها أن الحرب في السودان لا يتوقع أن تتوقف قريبا سواء عبر المفاوضات أو عبر حسم أحد الأطرف المعركة لصالحه سريعاً.
كما يفهم من الخطوة الأمريكية أنه ليست هناك مساع جدية أو خطة ملموسة سواء عربية أو إقليمية لوقف القتال في السودان وبالتالي يبقى سيناريو استمرار المعارك هو المرحج مما ينذر بمزيد من التدخلات الإقليمية في هذه الأزمة، إذ سيضطر كل طرف من أطراف الحرب في النهاية إلى البحث عن داعمين إقليميين وغير إقليميين كي يتمكن من الإستمرار في المعركة.
- كيف تنظرون الى اجلاء الدول الأجنبية لدبلوماسييها ورعاياها من السودان؟
- هل تخلى العالم عن الشعب السوداني؟
- كيف تنظرون إلى دور الدول العربية في ما يجري في السودان؟
- هل تتوقعون أن يواجه السودان مصيراً يشبه ما تعيشه ليبيا حالياً؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأثنين 24 نيسان/ إبريل.
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب