اشتباكات السودان: على أوروبا الاستجابة بسخاء لآثار الأزمة كما فعلت مع حرب أوكرانيا – التايمز
كتب رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون، ومديرة صندوق الأمم المتحدة “التعليم لا يمكنه أن ينتظر” (ECW) ياسمين شريف، مقالاً مشتركاً، حمل عنوان “يجب أن نبقي أطفال السودان في المدرسة”.
واستهل الكاتبان مقالهما، الذي نشر في صحيفة التايمز، بالقول إن الأطفال هم دائما من يكونون ضحايا الحرب الأبرياء، مستشهدين على ذلك بما يحدث اليوم في السودان؛ إذ نزح ما يقدر بـ 700 ألف شاب وشابة -في المدارس- من أصل مليون شخص بسبب الحروب الأهلية في البلاد بعد أن فقدوا منازلهم ومدارسهم، وبسبب تفكك أسرهم في كثير من الحالات.
ولفت المقال إلى أنه في الوقت الذي يتركز اهتمام العالم على النازحين الأوكرانيين على حدود الاتحاد الأوروبي، فإن ما يحدث في السودان يتم تجاهله، ذلك البلد الذي أصبح فيه 220 ألف شخص لاجئين، يشكل الأطفال غالبيتهم.
ويشير المقال إلى أن صراع السلطة بين الجنرالات المتنافسين في الخرطوم يعيد الآن تأجيج التوترات الطائفية في جميع أنحاء السودان، يرافقه انتشار سريع للعنف الذي أدى إلى مقتل مئات المدنيين وإصابة الآلاف، مع فوضى عارمة تتخللها الفظائع، إذ ظهرت تقارير عن تزايد العنف الجنسي، ناهيك عن خطر المجاعة الذي يلوح في الأفق.
وأشار الكاتبان إلى تقرير (ECW)، وهو صندوق الأمم المتحدة العالمي للتعليم في حالات الطوارئ والأزمات الطويلة، الذي قد عادت بعثته للتو من منطقة الحدود السودانية – التشادية. ونقلا عن التقرير قوله إن الأطفال اللاجئين يشكلون 70% من اللاجئين الذين وصل عددهم إلى 60 ألف لاجئ.
وتحدث المقال عن معدلات سوء التغذية العالية بين الأطفال والنساء الحوامل، بمن في ذلك الفتيات المراهقات، وسط رعاية صحية ضعيفة.
وأشار إلى تقارير عن أمهات شابات يطلبن من العاملين في المجال الإنساني أن يأخذوا أطفالهن منهن حتى يتسنى الحصول على رعاية أفضل.
وينقل الكاتبان عن تقرير الصندوق الأممي قوله إنه عند نزوح العائلات، فإن الاستغاثة الأولى للجهات الإنسانية تتمثل في تأمين الغذاء والمأوى والدواء، ولكن بالنسبة للأمهات والأطفال، فإن التعليم الأساسي أيضا ضمن الأولويات.
ولكن عندما تحدثت بعثة الصندوق إلى اللاجئين وسألتهم عن احتياجاتهم، أشار الآباء والمراهقون والأطفال جميعا إلى التعليم كأولوية قصوى.
وتقول إحدى الأمهات للبعثة، وفق ما ذكر المقال: “من خلال التعليم، يمكن لأطفالنا أن يكتسبوا القدرة والتمكين، سيكون بوسعهم الازدهار وتوفير احتياجاتهم والمساهمة في المجتمع، كما أن التعليم يمنحنا الأمل”.
وينقل المقال عن الأهالي الذين قابلتهم البعثة، قولهم “الأمل لا يموت فقط عندما لا تستطيع قوافل الغذاء الوصول إلى المناطق المحاصرة ولا تتوفر الأدوية المنقذة للحياة للأطفال المرضى. فالأمل يموت أيضا عندما لا يستطيع الأطفال البدء في الاستعداد والتخطيط للمستقبل”.
ويشير الكاتبان إلى أن الصندوق الأممي أعلن عن مبلغ مبدئي قدره 3 ملايين دولار للاستجابة في تشاد، ضمن نداء أطلقته الأمم المتحدة وشركاؤها لجمع 3 مليارات دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً في السودان والدول المجاورة، بما في ذلك التعليم.
ويقول الكاتبان إن ذات السخاء الذي ظهر في الاستجابة للأزمة الأوكرانية يجب أن يظهر في التعاون الدولي وتقاسم الأعباء في أفريقيا.
وينبهان إلى أنه لا يمكن للتعليم أن ينتظر، وإلى أنه يمكن لليونيسيف أن تغير المستقبل مع حلفائها.
الهجمات داخل روسيا “لن تتوقف”
وفي صحيفة الإندبندنت أونلاين، كتب كيم سينغوبتا مقالا عن الهجمات التي استهدفت أخيرا موسكو، والتي قيل إنها نفذت بواسطة ما يصل إلى 30 طائرة مسيرة، أظهرت زيادة قدرة واستعداد أوكرانيا على استهداف العاصمة الروسية ضمن نطاق الحرب.
ويقول الكاتب إنه تم إطلاق أربع طائرات مسيرة تحمل حمولات متفجرة صغيرة من منطقة محاطة بالأشجار خارج موسكو، وتم اكتشاف إحدى الطائرات بواسطة الدفاعات الجوية وتدميرها، وتمكنت اثنتان من الوصول إلى الهدف قبل إسقاطهما.
ويقول الكاتب نقلاً عن مصادره إن المهمة تم تنفيذها نيابة عن أوكرانيا من قبل روس معارضين للحكومة تم زرعهم بنجاح من قبل كييف، ويحاول المسؤولون الغربيون أن يؤكدوا عدم وجود تشجيع غربي للعملية.
وتنفي كييف مسؤوليتها تماما، إلا أن الحكومة الروسية ألقت باللوم على أوكرانيا، كما تفعل عادة.
واستشهد المقال بتصريح ميخائيل بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، الذي قال مُتبسماً: “ليس لدينا أي علاقة بهذا، لكننا نشاهد بسرور زيادة عدد الهجمات ونتوقع المزيد”.
ويشير الكاتب إلى أن المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين يقولون سرا إن الأوكرانيين، بمساعدة جماعات معارضة للكرملين في روسيا، يقومون بعمليات سرية عابرة للحدود بنجاح متزايد.
وينوه إلى أنه نادرا ما يتم إبلاغ وكالات المخابرات الغربية مسبقاً بهذه المهمات.
ويضيف الكاتب أن ما يمنح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي ميزة الإنكار المعقول، هو أنه قد لا يكون له أو الدائرة الضيقة المحيطة به معرفة بجميع هذه العمليات، حيث تتمتع الأجهزة الأمنية الأوكرانية بدرجة كبيرة من الاستقلالية.
ويتحدث الكاتب عن وثائق وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، التي سُربت الشهر الماضي، وكان بينها تقرير سري من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي أيه” يفيد بأن الاستخبارات العسكرية الأوكرانية “وافقت، بناءً على طلب واشنطن، على تأجيل الضربات على موسكو في الفترة الزمنية السابقة على الذكرى السنوية الأولى للحرب في فبراير-شباط.
غير أن الكاتب يشير إلى قول التقرير السري نفسه إنه “لا يوجد أي دليل” على أن وكالة الأمن الأوكرانية، الأس بي يو، قد “وافقت أيضا على تأجيل خططها الخاصة لشن هجمات على موسكو في التاريخ نفسه”.
ويقول الكاتب إنه بعد أسبوع من الذكرى السنوية، اتهم الكرملين كييف بمحاولة شن هجمات على البنى التحتية بالقرب من موسكو.
ولا يرى الكاتب سببا للاعتقاد بأن هذه العمليات لن تستمر، بل يؤكد أنه مع دخول الحرب مرحلة حرجة، من المرجح أن تتصاعد، إذ “يشعر الشعب الروسي بشكل متزايد بالصدمة” من العملية العسكرية الخاصة التي قام بها بوتين في أوكرانيا.
ويخلص سينغوبتا إلى إنه يتعين علينا أن نرى ما إذا كان هذا يزيد من المعارضة للحكومة الروسية، أو يعزز المشاعر القومية لدعم الصراع.
ما مدى موثوقية إحصاءات الهجرة في المملكة المتحدة؟
يثير المحللون تساؤلات حول دقة أحدث الأرقام البريطانية الرسمية التي يعتمد عليها صانعو السياسة في بريطانيا، وذلك في تقرير نشرته صحيفة الفاينانشال تايمز.
ويقول التقرير إن المحللين يشكّون في دقة البيانات الرسمية بعد أن تباينت أحدث أرقام الهجرة بشكل كبير عن توقعات المحللين.
فيذكر تقرير الصحيفة أنه، في الأسبوع الماضي، تسببت تقارير مكتب الإحصاءات الوطني في حيرة الخبراء عندما أفادت بأن عدد المهاجرين إلى بريطانيا بلغ 606 آلاف شخص في عام 2022.
ويشير الخبراء، وفق تقرير الفاينانشال تايمز، إلى عامل آخر وهو قرار مكتب الإحصاءات الوطني بإصلاح طريقة حساب بيانات الهجرة.
وينقل التقرير عن آلان مانينغ، أستاذ في مدرسة الاقتصاد في لندن والرئيس السابق للجنة الاستشارية لشؤون الهجرة التي تقدم المشورة للحكومة: “يبدأ مكتب الإحصاءات الوطني في تحويل طريقة حساب هذه الإحصاءات”. ويضيف مانينغ: “إنه أمر معقد وفني. فهل ارتفع الرقم الرئيسي فقط لأنهم يغيرون منهجية الحساب أم بسبب شيء ما في الأساس؟”
وأثار اختلاف الأرقام الرسمية وتوقعات المحللين جدلاً بين الخبراء، حيث يشك بعضهم في مدى ملاءمة منهجية المملكة المتحدة الجديدة – التي تدعم سياسات الحكومة – لأغراضها.
ويتم حساب العدد النهائي للمهاجرين عن طريق تقدير عدد الأشخاص الذين يهاجرون إلى المملكة المتحدة لمدة عام على الأقل مطروحا منه عدد المقيمين بشكل دائم، الذين يهاجرون خارج البلاد.
ويقول التقرير إن مكتب الإحصاءات الوطني كان يستند في تقديراته للهجرة إلى استبيان يُجرى في المطارات مثل مطاري هيثرو ومانشستر يُعرف بـ”المسح الدولي للمسافرين”، ومع ذلك، فقد تجاهل البوابات الهامة في أجزاء أخرى من البلاد مثل لوتون وليدز.
لقد اعترفت الإدارة منذ فترة طويلة بأن هذا النهج تشوبه العيوب، وفق تقرير الفاينانشال تايمز.
ومنذ أبريل/نيسان 2021، أنتج مكتب الإحصاءات الوطني مجموعة بيانات “تجريبية” للهجرة باستخدام البيانات الإدارية مثل سجلات التأشيرات والضرائب، جنباً إلى جنب مع النماذج الإحصائية والاستبيانات الأخرى.
وذكر التقرير أن وزارة الداخلية امتنعت عن التعليق.
ويقول تقرير الصحيفة إن التغييرات الأخيرة في المنهجية تُظهر كيف يمكن أن تؤثر التغييرات في العدد الرئيسي للمهاجرين.
على سبيل المثال، اعتٌبر اللاجئون الأوكرانيون في السابق من المهاجرين هجرة طويلة الأجل، ومع ذلك، تمت إزالة 39 ألف شخص من التقديرات الأخيرة استناداً إلى البيانات التي تشير إلى أن بعضهم يقيم في المملكة المتحدة لأقل من عام واحد.
ويؤكد تقرير الصحيفة أن مكتب الإحصاء الوطني أدرك أن طرقه “تجريبية بشكل واضح وفي طور التطوير”، لكنه أصر على ثقته في أن الإحصائيات كانت “أفضل التقديرات الممكنة وفقاً للبيانات المتاحة”.