استعدادات تثير المخاوف.. هل تشتعل الحرب بين إسرائيل وإيران؟
فإلى جانب التخطيطيات لضربة موجهة إلى برنامج إيران النووي، والتي يستعد لها الجيش الإسرائيلي منذ سنوات، فالحديث يدور هنا عن خطة موازية لحرب مع الحرس الثوري الإيراني، حرب مع جيش نظامي لدولة، وهي أمر لم تجربه إسرائيل منذ أربعة عقود، منذ المواجهة مع سلاح الجو السوري في حرب لبنان.
رغم المواجهة على “نار هادئة” والدائرة بين إسرائيل وإيران منذ نحو عقد والتي تم فيها مهاجمة سفن وإطلاق مسيرات إيرانية نحو إسرائيل ومحاولات مهاجمة أهداف ومواطنين إسرائيليين في الخارج، إلا أن كل هذا لم يرق إلى مستوى المواجهة العسكرية الحقيقية.
لكن فشل المحادثات حول النووي الإيراني والتطورات المتسارعة في برنامج إيران النووي، والانتقال بالحديث عن قرب إيران من النووي من سنوات إلى أسابيع قليلة أو أيام، ووصول إسرائيل إلى نتيجة مفادها أن مواجهة مستقبلية مع إيران ستكون في الأغلب مواجهة على أكثر من جبهة هو ما دفعها للاستعداد إلى حرب تقليدية، حرب قد تكون حرب استنزاف تستمر لأيام طويلة وتمس بالبنى التحتية الطرفين.
هذا الفهم الإسرائيلي هو الدافع نحو إنشاء وحدة جديدة في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “وحدة 54” التي أنشئت حديثا ضمن قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية، هذا الفرع الحديث، الذي لم يحصل حتى على اسم رسمي بعد، ويتشكل من ثلاثين فردا بين ضباط وجنود، مهمته هي إعداد بنك أهداف في إيران لحرب محتملة ودراسة ومتابعة قوات الحرس الثوري الإيراني.
في فرع إيران الجديد، يقولون إن أسلحة الحرس الثوري الإيراني التقليدية، هي أسلحة قديمة وغير متطورة، لكن إيران لا تركز على تحديث أسلحتها التقليدية قدر تركيزها على تطوير أدوات الحرب الجديدة خاصة سلاح الجو الذي يعتمد على المسيرات وصواريخ كروز وصواريخ أرض أرض أو أرض جو.
وفي الأسبوع الماضي مثلا أعلنت إيران عن انضمامها إلى النادي الضيق للدول المالكة للصواريخ فرط الصوتية عبر كشفها عن صاروخ “الفاتح” والذي يصل إلى 14 ضعف سرعة الصوت، وبالتالي لا تستطيع أنظمة الدفاع الجوي التقليدية اعتراضه، والأمور لا تقف عند هذا الحد، ففي فرع إيران الجديد يقولون إنهم رصدوا خطة متعددة السنوات لدى الحرس الثوري لتطوير سلاح الجو والصواريخ ما يستلزم ردا إسرائيليا مقابلا.
وربما يكون إنشاء هذه الوحدة الجديدة في الجيش الاسرائيلي هو انعكاس لرؤية إسرائيلية جديدة تشير إلى إمكانية حدوث الحرب المباشرة بين البلدين – وليس فقط حرب عبر الوسطاء – بسبب تطوير الوسائل القتالية الإيرانية التي تمكن إيران من محاربة إسرائيل مباشرة ومن الأراضي الإيرانية.
وبغض النظر عن تهديدات النووي الإيراني وبالموازاة لهذا التهديد فإن إسرائيل ستستعد لمواجهة تقليدية مع إيران التي ستصبح أكثر جرأة في استخدام أسلحتها التقليدية ضد إسرائيل خاصة إذا امتلكت إيران مظلة نووية.