“أم المعارك”.. أوكرانيا تنقل المعارك للبحر وتختبر روسيا
وبعد استهدافها سفينتين روسيتين بالبحر الأسود، يومي الجمعة والسبت، استهدفت أوكرانيا، الأحد جسر تشونجار في القرم، الذي يطلق عليه “بوابة القرم”، ويعد طريقا رئيسيا لإمداد للجيش الروسي.
في المقابل، أكد الجيش الروسي، أنه تقدم خلال 3 أيام مسافة 3 كلم نحو كوبيانسك بشمال شرق أوكرانيا.
وفي تقدير باحث سياسي روسي تحدث لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإن أوكرانيا عدّلت من إستراتيجية هجومها المضاد ليكون من البر إلى البحر، بعدما واجهت على البر تحصنيات منيعة وخطوط دفاع قوية وخناق وحقول ألغام شيدتها موسكو في طريقها، موضحا رمزية القرم بشكل خاص لكييف وحلفائها.
أبرز الهجمات المتبادلة
في الأيام الأخيرة، تبادلت موسكو وكييف الهجمات حول القرم والموانئ:
- مسيرة بحرية أوكرانية تستهدف سفينة الإنزال الروسية “أولينيغرورسكي غورنياك” في قاعدة نوفوروسيسك بالبحر الأسود.
- درون أوكرانية تلحق أضرارا بناقلة النفط “SIG” الروسية قرب جسر كيرتش.
- 13 مسيرة أوكرانية أسقطتها موسكو تستهدف فوق شبه جزيرة القرم.
- مقاتلة روسية “سوخوي-30” تعترض مسيّرة أميركية من طراز “ريبر” فوق البحر الأسود.
- الأسطول الروسي يدمّر زورقا أوكرانيا مسيّرا بحوض سيفاستوبول.
استراتيجية أوكرانيا الجديدة
وفق صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، فإن الهجمات الأوكرانية على الناقلات الروسية بمضيق كيرتش، واستهداف قاعدة عسكرية بالبحر الأسود تعد مركزا بحريا ورئيسيا للشحن الروسي، يشير إلى إستراتيجية كييف الجديدة الخاصة بنقل الحرب للأراضي الروسية.
واستدلت على ذلك بعدة مؤشرات، منها أن البحرية الأوكرانية استعرضت قوتها بعيدا عن شواطئ البلاد بالهجوم على قاعدة “نوفوروسيسك” لأول مرة.
“أم المعارك”
من جانبها، تقول مجلة “لوبس” الفرنسية، إن أوكرانيا تهاجم الآن علنا القرم والبحر الأسود وتعتبرهما ساحة قتال.
والقرم تشكل قيمة رمزية بالنسبة للرئيس الأوكراني، فولاديمير زيلينسكي؛ إذ يعتبرها “أم المعارك”، وسبق أن وعد فور وصوله للسلطة عام 2019 بالقتال لاستعادتها، وفق الصحيفة الفرنسية.
وتلفت “لوبس” إلى أنه منذ وصف الرئيس الروسي السابق، ديمتري ميدفيديف، أي هجوم على القرم، خاصة جسر كيرتش وقاعدة سيفاستوبول، بأنه سيكون بمثابة “يوم القيامة”، وأوكرانيا تختبر القدرات الانتقامية الروسية.
وضمت روسيا القرم إليها عام 2014 باستفتاء لم تعترف بنتائجه أوكرانيا.
دعم الحلفاء
يتفق الخبير العسكري الروسي، فلاديمير إيغور، في أن للقرم “قيمة رمزية عند نظام كييف فزيلنيسكي يعتبر أن الحرب بدأت منها وستنتهي فيها”.
ويرصد إيغور لموقع “سكاي نيوز عربية” مظاهر اهتمام حلفاء أوكرانيا كذلك بأن تفوز في معركة القرم، ومنها:
- الولايات المتحدة ودول الناتو تنصب أقمار تجسس اصطناعية فوق البحر الأسود، وتمد القيادة الأوكرانية بالمعلومات والصور والإحداثيات لتسيير الزوارق المفخخة ورصد التحركات لاستهداف السفن الروسية.
- الغرب منح أوكرانيا المسيرات البحرية، واعتقد أن طريقة الاستهداف تتم بعد إنزال تلك المسيرات من السفن قرب القوات الروسية، ويتم استهدافها نظرا للمسافة البعيدة التي تبلغ نحو 500 كليو مترا في البحر الأسود.
- الرد الروسي سيكون قاسيا وقويا، ورأيناه في استهداف المطارات والبنى التحتية الأوكرانية، وروسيا تحارب 50 دولة بأسحلتها الحديثة، والقرم هدف ثمين لكييف وشركائها الغربيين.