ويأتي اعتقال ويسا، وسط اعتقال عدد من الناشطات الأفغانيات، ممن قمن بحملات من أجل حق تعليم المرأة.
مشعل والذي تم اعتقاله في العاصمة كابل أثناء توزيعه كتباً مجانية، أطلق سراحه في 5 مارس/آذار، ومنذ ذلك الحين لم يسمع له صوت.
وبدأ الناشط مطيع الله ويسا بحملات داعمة من أجل حق الفتيات في الدراسة منذ أن منعت طالبان تعليم الإناث بعد عودتها إلى السلطة في أغسطس/آب 2021.
وكانت آخر تغريدة له، يوم الإثنين، قبل يوم من اعتقاله هي مقطع مصور لأفغانيات متطوعات في مؤسسة بين باث-1 وهنّ يطالبن بالحقوق الإسلامية لتعليم بناتهن.
وتقلصت حقوق المرأة بشكل تدريجي منذ عودة طالبان، بعد انسحاب القوات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة من البلاد.
وفي سبتمبر/ أيلول 2021، ومع إعادة فتح المدارس، سُمح فقط للطلاب و المعلمين بالالتحاق بالمدارس الثانوية دون الإناث.
بصيص أمل رافق الأفغانيات في مارس/ آذار 2022، عندما أعلنت وزارة التربية والتعليم الأفغانية أنها ستفتح أبوابها للجميع ذكوراً وإناثاً، وما لبث الحماس في نفوس الطالبات حتى تراجعت طالبان بشكل مفاجئ عن قرارها، لتغادر الطالبات مدارسهن باكيات.
وبررت طالبان قرارها المفاجئ آنذاك قائلة، إن تلك المدارس ستبقى مغلقة إلى حين “وضع خطة شاملة تتوافق مع الشريعة الإسلامية والثقافة الأفغانية”. وفي ديسمبر/ كانون أول 2022 ، مُنعت الطالبات أيضًا من دخول الجامعات.
وتقول طالبان إن المدارس والجامعات مغلقة مؤقتًا أمام النساء والفتيات فقط حتى يتم إيجاد “بيئة مناسبة”.
لكن الحركة ومنذ وصولها إلى السلطة، بدأت بتقييد حرية النساء بشتى الطرق؛ فأصدرت مرسومًا يقضي بضرورة ارتداء النساء لباساً لا يكشف إلا عن أعينهن، وفي حال السفر لمسافة أكثر من 72 كيلومترًا (48 ميلاً)، لابدّ من وجود مرافق رجل.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مُنعت النساء أيضاً من دخول الحدائق والصالات الرياضية وحمامات السباحة، ما أدى إلى تجريدهن من أبسط الحقوق.
وعلى الرغم من الإدانات الدولية والاحتجاجات المتواصلة من قبل المواطنات والناشطات في أفغانستان إلا أن طالبان تستمر بفرض القيود الصارمة التي تخلق بيئة من الخوف والقلق لدى الكثيرين.
وعرقلت حركة طالبان عمل منظمات الإغاثة الأجنبية، بعد أن منعت عمل النساء في المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية باستثناء قطاع الصحة.
واضطرت بعض المنظمات إلى تعليق خدماتها في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية وإنسانية حادة.