أغرب الوظائف في العالم – BBC News عربي
ما الذي يميز أمة عن غيرها؟ الثقافة والدين والسياسة والجغرافيا والوظائف، نعم الوظائف.
لجأنا إلى موقع “كورا” المتخصص في الأسئلة والأجوبة لمعرفة الوظائف الفريدة التي توجد فقط في بلدان بعينها. وإليكم بعض الردود على السؤال حول أغرب الوظائف في تلك البلدان، والتي غالبا ما تكون لها حاجة ماسة.
عبور آمن إلى أبعد حدود
تأخذ بعض الوظائف قضية الصحة والسلامة إلى حدود جديدة بعيدة عما هو مألوف.
في بوليفيا، توجد حمير وحشية تعمل على فرض قواعد المرور (هؤلاء في واقع الأمر أناس يرتدون زيا يشبه الحمار الوحشي)، حسبما تقول أندريا غوزمان.
تضيف غوزمان أنه “إذا تقدمت بسيارتك في ممر للمشاة، ستظهر أمامك الحمير الوحشية، صائحة في وجهك بصوت عال، وواقفة أمام سيارتك؟”. وتقول غوزمان إن: “برنامج ماما زيبرا يوظف الشباب لمساعدتهم على إيجاد فرص عمل واستخدام العائد منها في التعليم”.
في بعض المناطق النائية في فيتنام، تسير مياه الأنهار بسرعة شديدة وكثيرا ما تفيض على ضفافها، مما يجعل من الصعب على الأطفال العبور للوصول إلى مدارسهم. ولمواجهة هذه المشكلة، يعمل رجال محليون وأحيانا الآباء على حمل الأطفال والعبور بهم من ضفة إلى أخرى، كما يقول نغوين لي.
يصعد تلاميذ المدارس إلى داخل أكياس بلاستيكية تربط بعد ذلك من الأجزاء العلوية ثم يسبح بهم رجال أشداء للعبور من ضفة إلى الأخرى، وذلك لحمايتهم من البلل. وأضاف لي بأنه لم يكشف علنا عن هذه الوظيفة سوى مؤخرا.
الالتفاف على قوانين المرور
لا أحد يحب الانتظار وسط ازدحام المرور أو الاصطفاف في طوابير لساعات. فلا عجب أن وظائف جديدة ظهرت للتحايل على هذا الأمر.
في طهران، على سبيل المثال، يفرض مسؤولو المرور قيودا على عدد السيارات في وسط المدينة في محاولة للتخفيف من حدة الازدحام والتلوث.
يقول على رضا بهروز إن السلطات تسمح للسيارات التي تحمل لوحات بأرقام فردية السير في أحد الأيام، بينما يسمح للسيارات التي تحمل لوحات بأرقام زوجية التحرك في اليوم التالي وهكذا دواليك. وهذا أدى إلى ظهور وظيفة يقوم بها رجال يعملون على إخفاء لوحة السيارة كمهنة.
ويوضح بهروز أن :”هؤلاء الرجال يحصلون على ثمن من سائق السيارة للسير خلف سيارته حتى لا تتمكن كاميرات مراقبة المرور من التقاط صورة للوحة السيارة لدى عبورها في المناطق التي يحظر السير فيها “.
وكذلك الأمر في الصين التي تشتهر مدنها بشدة الازدحام. وكتب أندرو هيوستن فوغان يقول: “يمكنك أن تدفع أجرا لشخصين يملكان دراجة نارية يتجهان إلى المكان الذي توجد فيه سيارتك، أحدهما يأخذ مكانك خلف عجلة قيادة السيارة، والآخر يأخذك إلى أي مكان تريد الوصول إليه على دراجته النارية”.
أما في جاكرتا، فمن أجل التحايل على أدنى القواعد المتعلقة بركاب السيارات في ذروة الازدحام، يستأجر الركاب الإندونيسيون عادة شخصا يعرف باسم “جوكي”، حسبما كتبت مليسا سدرمان.
وتشير سدرمان إلى إن:” الجوكي شخص يمكن أن تجده في الشارع يبحث عن سيارة لا تستوفي أجرة عالية فيستأجره سائق السيارة كراكب إضافي من أجل التنقل والالتزام بقانون ثلاثة ركاب على الأقل في سيارة واحدة”.
وفي بولندا حيث تعتبر الطوابير الطويلة للانتظار أمرا معتادا، يمكن لأحد الأشخاص استئجار شخص آخر لحجز مكانه في الطابور، بحسب إيغور ساوتشوك.
ويقول ساوتشوك:” كانت لدينا الشيوعية في بلدنا قبل عشرين عاما، إلا أن العقلية لا تزال على حالها”.
ويضيف “نضطر للانتظار لفترات طويلة للحصول فقط على سلع أساسية. لشراء عرض للهاتف المحمول، يجب عليك الانتظار في الطابور، وللحصول على علاج طبي، يجب عليك الانتظار في الطابور. لتقديم طلب وظيفة، يجب عليك الانتظار في الطابور”.
وماذا لو كان من الضروري أن تقف في أكثر من طابور في نفس الوقت؟ يقول ساوتشوك إن الحل هو استئجار شخص ليحجز مكانك في الطابور.
يمكن للجغرافيا المعقدة في بلد ما أن تشجع على إيجاد طرق مبتكرة لتحقيق غايات بعينها. ففي القرى النائية في نيبال، لا يزال الناس يعملون حتى اليوم في وظيفة جمع العسل على المنحدرات الشديدة حيث يعشش النحل البري، وهي الوظيفة التي توارثوها من الأجداد، بحسب شري كانال.
يقول شري إن “الأشخاص المحليون الذين يشتغلون في مهنة جمع العسل يظهرون مهاراتهم الاستثنائية من خلال تعليق أنفسهم من منحدرات يصل ارتفاعها إلى 300 متر مستخدمين سلالم الخيزران وحبال القنب لدى حصدهم أقراص العسل. ويشعر الجميع بسعادة غامرة لمشاهدة صيادي النحل أثناء أدائهم لعملهم”.
في أستراليا، أدت المساحات الشاسعة في أستراليا إلى ظهور “خدمة الطبيب الملكي الطائر ” التي تمكن الأطباء من زيارة المرضى في الأماكن البعيدة، حسبما يقول ديفيد ستيوارت.
ويضيف ستيوارت إن :”بلدنا كبير للغاية وعدد السكان قليل للغاية لدرجة أن هناك أشخاصا يعيشون في مواقع نائية يستغرق الوصول إليها من أي بلدة أكثر من يوم كامل بالسيارة. لذا، ففي عام 1928، ابتكر القس جون فلين فكرة رائدة لتوفير خدمة طبية جوية… ولا تزال هذه الخدمة قائمة حتى اليوم”.
غذاء للروح
هناك شيء يتعلق بالوجبات الساخنة يبعث على ارتياح الروح. هذا صحيح بشكل خاص في الهند حيث اعتاد الموظفون تناول الوجبات المطهية في المنزل بدلا من تناول الطعام في الخارج. ويفضل هؤلاء تناول الوجبات المنزلية من إناء اسطواني الشكل مصنوع من الألمنيوم أو القصدير يسمى “دبّا”.
وبدون الحصول على خدمات “علب الوجبات” التي يحملها أشخاص يطلق عليهم “دباولاس”، فإن العديد من الموظفين في مومباي يشعرون بأنهم يفتقدون إلى شيء مهم في حياتهم، حسبما يقول مورالي كريشنان.
ويوضح كريشنان هذه الخدمة بقوله:”إن دباوالاس يجمعون علب الغداء التي تحتوي على طعام طازج مطهي من منازل العاملين في المكاتب والطلاب ثم تنقل إلى أماكن عملهم ومدارسهم” من خلال دراجات هوائية أو بالقطارات، ومن ثم تعاد الأواني الفارغة إلى منازلهم.
ويمضي كريشنا قائلا إن:” هناك ما يقرب من 5000 من دباوالاس يغطون حوالى 70 كيلومترا مربعا في مومباي وحولها، وينفذ 400 ألف من عمليات نقل الغذاء بهذه الطريقة يوميا. ولا تستخدم في تلك العمليات قطعة واحدة من الورق لأن جميع هذه الأواني تحمل أرقاما ولها ألوان وعلامات أخرى مختلفة تذكر القائمين على الخدمة بمكان تسليمها”.
الحزن يتطلب المشاركة أحيانا
“هل سمعتم عن استئجار مشيعات؟” هذا السؤال طرحه أبيلاش باتنيك الذي يقول إنه في بعض مناطق ولاية راجاستان الهندية، من المألوف استئجار نساء كمشيعات بعد موت قريب ذكر.
ويوضح باتنيك أن :”هؤلاء النسوة، الذين يطلق عليهن رودالي ، وهي تترجم حرفيا “بالمرأة الباكية”، يعبرن علنا عن حزن أفراد الأسرة الذين لا يسمح لهم بإظهار عواطفهم بسبب مكانتهم الاجتماعية. ويجلب هؤلاء الانتباه إليهن بالبكاء بصوت عال، مما يدفع آخرين من المشيعين أيضا إلى البكاء”.