أصحاب القضية: صدريون يبحثون عن هوية “الإمام المهدي”
- حيدر أحمد
- بي بي سي – بغداد
أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الجمعة، “تجميد التيار الصدري” صاحب الشعبية الواسعة في العراق لمدة سنة.
وقال الصدر في تغريدة له إنه لن يستمر في قيادة هذا التيار وفيه من سماهم “أهل القضية” وبعض الفاسدين، على حد قوله.
وسبق هذا القرار إلغاء الصدر “الاعتكاف” الذي يقوم به أنصاره ابتداء من اليوم ال 24 من شهر رمضان ولغاية ال27 منه في مسجد الكوفة في مدينة النجف جنوب بغداد، بسبب ما سماه “تصرفات بعض الفاسدين ممن يسمون بأهل القضية”.
كما يأتي قرار إلغاء الاعتكاف، كما يبدو، بعد أن ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لشخص يدعو فيه الذين “سيعتكفون” في مسجد الكوفة إلى مبايعة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على أنه الإمام المهدي، وعلى ضرورة نصرته.
وجاء بعد ذلك أمر أصدرته إحدى محاكم بغداد بتوقيف 65 متهماً من أفراد مجموعة أصحاب القضية لترويجهم أفكاراً تسبب إثارة الفتن والإخلال بالأمن المجتمعي، حسب قول المحكمة.
فمن هم “أهل القضية” وما علاقتهم بالتيار الصدري وما الذي دعى مقتدى الصدر لاتخاذ هذا القرار؟
“أصحاب القضية”
جماعة دينية تشكلت بين عامي 2007 و 2008 خلال فترة العنف الطائفي في العراق، وهي تضم بعضاً من أتباع التيار الصدري.
تشكلت هذه المجموعة واجتمعت على فكرة أن “مقتدى الصدر هو الإمام الثاني عشر للشيعة الاثني عشرية والمعروف بالمهدي المنتظر” مستندين بذلك على بعض الروايات الشيعية القديمة التي تقول “بإمكان حلول روح شخص في جسد شخص آخر”، وهو ما يطلقون عليه “الحلول في القضية”.
وبذلك يعتقد أفراد هذه المجموعة أن روح الإمام الثاني عشر لدى الشيعة والذي عاش قبل حوالي اثني عشر قرنا والذي يعتقدون أنه غاب لكنه لا يزال حيا وسيظهر في آخر الزمان ليحقق العدل في الأرض (يعتقدون) أن روحه قد حلت في جسد مقتدى الصدر.
هذه الحركة ليست جديدة على الساحة الشيعية وتظهر بين فترة وأخرى، وتلقى رواجا كبيرا بين أوساط بعض المتدينين من المسلمين الشيعة بسبب اعتمادهم على بعض الروايات، والنظريات الشيعية الخاصة “بالمهدي المنتظر”، ومن ثم تطبيقها على أنفسهم أو على أشخاص آخرين.
الصدر وعلى مدى السنوات الماضية أصدر الكثير من البيانات التي دعت إلى إيقاف هذه الجماعة “أصحاب القضية” وغيرها من الجماعات، وهو ما ساهم في تقليص دورهم إلى حد كبير، على الأقل لغاية الآن.
مقتدى الصدر والتيار الصدري:
بعد تغيير النظام في العراق عام 2003، ظهر مقتدى الصدر على الساحة السياسية والاجتماعية والدينية العراقية كزعيم شاب يمتلك شعبية طاغية خصوصاً في أوساط الشباب وفي الأحياء الفقيرة على وجه التحديد، مستفيداً من شعبية والده، محمد محمد صادق الصدر، الذي كان مرجعاً دينياً منتصف العقد الأخير من القرن الماضي والذي اغتيل لاحقاً في مدينة النجف، حيث يشير أتباعه بأصابع الاتهام للنظام السابق بالضلوع في اغتياله.
بعد فترة قصيرة من الاحتلال الأمريكي للعراق برز أتباع مقتدى الصدر كقوة شعبية جارفة سرعان ما أصبحت تملك جناحاً عسكرياً سمي “جيش المهدي” الذي ما لبث أن انخرط في قتال مرير مع الجيش الأمريكي في بغداد والنجف ومدن عراقية أخرى.
استفاد التيار الصدري من شعبيته ليخوض غمار المعترك السياسي وكان يحصل دائماً على جزء كبير من مقاعد البرلمان. لكن مقتدى الصدر وتياره لم يشكلوا الحكومة في العراق يوماً لكنهم كانوا دائماً جزءاً من الحكومات المتلاحقة إلا أنهم لطالما أبدوا استيائهم من أداء تلك الحكومات بسبب ما يصفونه بالفساد المستشري وسوء الإدارة.
وكان مقتدى الصدر قد انسحب من العملية السياسية وطلب من نوابه في البرلمان تقديم استقالاتهم العام الماضي بعد عدم تمكنهم من تشكيل الحكومة العراقية بعد أن حصلوا على الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي، حسب قولهم.