أخبار السودان والذكاء الاصطناعي: كيف يستغل “شات جي بي تي” في نشر معلومات مضللة؟
زادت التحديات مؤخراً بشأن صحة الأخبار والمعلومات ودقتها وكيفية التحقق منها، خاصة في الأحداث المهمة عند حدوث النزاعات والحروب، والتي عادة ما تبدأ أثناء نقل وتبادل صور ومقاطع فيديو عبر تطبيقات المراسلات.
ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، كانت المعلومات المغلوطة يتم تداولها في بداية الأمر بالطرق التقليدية، عبر أفراد ينشرون تغريدات وتدوينات عن أحداث يدّعون أنها وقعت في مكان وزمان محددين ما، لكنها في الحقيقة تكون إما قديمة أو وقعت في مكان آخر.
ويحدث ذلك الآن في ظل الأزمة الدائرة حالياً في السودان، إذ لا يقتصر تداول كثير من الأخبار المضللة أو المغلوطة على الحسابات الشخصية للأفراد، بل يتعداها إلى وسائل الإعلام تتناقلها على أنها صحيحة.
لكن دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى عالم منصات التواصل الاجتماعي، وأبرزها روبوت المحادثة تطبيق “شات جي بي تي”، فاقم من وتيرة نشر المعلومات الكاذبة والمضللة وزاد من صعوبة التحقق والتثبت من صحة المصادر والمعلومات.
الأزمة السودانية مثالاً
وسيرا على الطريقة التقليدية، انتشرت مقاطع فيديو وصور عبر منصات التواصل الاجتماعي لما يدور حالياً من أحداث في السودان، حيث تدور معارك شرسة بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية التي يتزعمها محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
ونشرت صحيفة “سودان نيوز” الإلكترونية السودانية، التي يتابعها أكثر من 300 ألف شخص عبر منصة تويتر، مقطع فيديو قالت إنه “يعود لاشتباكات في محيط القيادة العامة للجيش السوداني يوم الأحد”.
وبعد أن تحقق فريق مدونة “بي بي سي ترند” من مصدر الفيديو وتاريخه، تبين أنه سجل لأحداث وقعت في العراق قبل سنوات.
ونشر صحفيون سودانيون وعرب، يتابعهم الآلاف عبر تويتر، فيديوهات قديمة قالوا إنها “من عرض للقوات الجوية السودانية في سماء الخرطوم أثناء الاشتباكات”.
لكن في الحقيقة، فإن هذا العرض قديم ونشرته صفحة موالية للقوات المسلحة السودانية عام 2022.
“شات جي بي تي” نموذجاً للتطور
أثار روبوت المحادثة القائم على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي “شات جي بي تي” الجدل عبر وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً، فقد واجه بعض الانتقادات والتساؤلات حول مدى قدراته الفعلية ودقته في إعطاء المعلومات ومصادرها.
وفيما يتعلق بالأزمة الجارية في السودان، انتشرت أعداد كبيرة من تغريدات تروج لمعلومات مزيفة مصحوبة بكلمة شات جي بي تي “ChatGPT” وكلمات عشوائية أخرى لها علاقة بالسودان، كنوع من التضليل عند البحث عما يجري في الأزمة السودانية.
ويعتمد روبوت الدردشة على مصادر معلومات مقترحة قد يجلبها لمستخدميه على شكل روابط إلكترونية، سواء كانت مقاطع فيديو أو صورا مفبركة أو مضللة لتوقيت ومكان حدوثها.
ولذلك فإن تقنية “شات جي بي تي” قد تحفِز نشر معلومات مزيفة عبر الطريقة التقليدية التي ذُكرت في البداية.
ويوضّح مغرد الطريقة التي يستخدمها البعض باستغلال “شات جي بي تي” لإخفاء المعلومات الحقيقية في الأحداث، كما في الأزمة السودانية.
“شات جي بي تي” ترصد مكافآت مالية
وقد أعلنت شركة Open AI “أوبن إيه آي” المنتجة لتطبيق “شات جي بي تي” قبل أيام، أنها ستقدّم مكافآت مالية، تصل إلى 20 ألف دولار، لمن يعثر على أخطاء في نظامها للذكاء الاصطناعي “ChatGPT”.
وأطلقت الشركة برنامج “Bug Bounty” لرصد جوائز مالية للمستخدمين بناءً على شدة الأخطاء التي يبلغون عنها، لتبدأ من 200 دولار وتصل إلى 20 ألف دولار لكل ثغرة، حسب خطورتها.