آراس أميري تسلط الضوء على مأساة نشطاء البيئة المسجونين في إيران
- كارولين هاولي
- بي بي سي
من بين آلاف السجناء السياسيين في سجون إيران سبعة نشطاء بارزين في مجال حماية البيئة، جرى اعتقالهم في عام 2018.
أمضت الموظفة السابقة في المجلس الثقافي البريطاني، آراس أميري، عامين ونصف العام في السجن مع اثنتين منهم. أُطلق سراحها العام الماضي، وهي تتحدث الآن لأول مرة للفت الانتباه إلى محنة هؤلاء السجناء.
لدى آراس أميري كل الأسباب للتطلع إلى الأمام في حياتها.
منذ عودتها إلى بريطانيا، تزوجت وانتقلت إلى جزيرة جيرزي (البريطانية) وهي الآن حامل في شهرها السادس.
لكن كل يوم، تعود بها ذاكرتها إلى سجن إيفين في طهران، وإلى أولئك الذين تركتهم وراءها عندما أطلق سراحها.
مثل غيرها من السجناء السياسيين، قضت مديرة الفنون السابقة في المجلس الثقافي البريطاني والتي تقيم الآن في لندن، بعض الوقت في الحبس الانفرادي، حيث تعرضت للتهديد وعصب العينين والاستجواب على مدار الساعة.
وبتهمة العمل ضد النظام الإيراني، حُكم عليها بالسجن لمدة 10 سنوات بعد رفضها التعاون مع المخابرات الإيرانية، لكن تمت تبرئتها في النهاية بعد استئنافها أمام المحكمة العليا الإيرانية.
لا تزال لديها كوابيس حول محنتها.
وتقول: “إنها تجربة تحطم الكثير من الناس. ولها آثار طويلة الأمد علينا جميعا”.
لكنها لا تقصد التحدث عن نفسها.
احتُجزت أميري – مع البريطانية من أصل إيراني نازانين زغاري راتكليف – في جناح النساء في سجن إيفين مع اثنتين من نشطاء البيئة، نيلوفر بياني وسيبيده كاشاني.
تقول: “قلبي يحترق من أجلهما. لقد كانتا أعز أصدقائي هناك. وهذا غير عادل بالمرة”.
ألقي القبض على بياني وكاشاني في أوائل عام 2018 مع زوج كاشاني، هومان جوكار، إلى جانب: أمير حسين خالقي، سام رجبي، طاهر قديريان، ومراد طهباز، الذي يحمل أيضا الجنسية البريطانية والأمريكية – وجميعهم أعضاء في مؤسسة تراث الحياة البرية الفارسية.
وتوفي مدير المؤسسة، كافوس سيد إمامي، وهو كندي – إيراني مزدوج الجنسية في ظروف مريبة أثناء استجوابه بعد وقت قصير من اعتقاله.
كانت المجموعة تستخدم الكاميرات لتتبع الفهود الآسيوية البرية المهددة بالانقراض، لكن تم اتهامها باستخدام مشاريعها البيئية كـ “غطاء لجمع معلومات سرية”.
وعلى الرغم من أن لجنة من الوزراء الإيرانيين خلصت إلى عدم وجود دليل على أنهم جواسيس، فقد أدانتهم محكمة ثورية في عام 2019 بتهم مختلفة تتعلق بالأمن القومي، وحكمت عليهم بالسجن لمدد تتراوح بين 6 و10 سنوات.
وتقول أميري: “إن اعتقالهم جزء من قمع أوسع نطاقا لنشطاء حماية البيئة في إيران”. وتضيف: “لا توجد مساءلة. العملية القضائية برمتها نكتة سوداء”.
واشتهرت المجموعة بالعمل في محاولة الحفاظ على الفهود الآسيوية، وتقول أميري إنهم عملوا أيضا من أجل الحفاظ على الفهود الفارسية والدلافين والسلاحف في جزيرة قشم، والدببة الآسيوية وكذلك الطيور المهاجرة.
وتقول: “لقد قاموا بمثل هذا العمل المهم. كانت مشاريعهم دائما مدعومة من قبل السكان المحليين. إنها خسارة لإيران بأكملها”.
ودعا برنامج الأمم المتحدة للبيئة، حيث عملت نيلوفر بياني كمستشار لعدة سنوات قبل انضمامها إلى مؤسسة تراث الحياة البرية الفارسية، إلى إطلاق سراحهم.
تقول أميري إن بياني وكاشاني كانتا رفقة “مُبهجة” في السجن، رغم كل ما عانتاه، بما في ذلك عامان من الحبس الانفرادي.
وتضيف: “إنهما مصممتان على جعل الحياة جميلة. استطعنا الاستمرار في أن نضحك معا. كنت محظوظة جدا لأنني كنت محتجزة معهما”.
وتصف الضغط النفسي الذي مورس عليهما أثناء استجوابهما بأنه “مروع للغاية، حتى من الصعب تخيله”.
وكتبت بياني للمحكمة أنها تعرضت للتهديد بالاعتداء الجنسي، وأجبرت على تقليد أصوات حيوانات برية، وعرضت عليها صور جثة كافوس سيد إمامي، وأخبُرت هي وزملاؤها أنهم سيتعرضون لمصير مماثل ما لم يعترفوا بارتكاب التهم الموجهة إليهم.
وفي رسالة كتبتها من السجن في الذكرى الخامسة لاعتقالهم، قالت كاشاني إنها استجوبت في غرفة “ملطخة بالدماء” وهُددت بالشنق. وقال لها المحققون الذين استجوبوها إن زوجها سيموت مثل سيد إمامي.
واحتُجزت نيلوفر بياني وسيبيده كاشاني في القسم 2A المشدد من سجن إيفين – الذي يسيطر عليه الحرس الثوري الإيراني – في نفس الوقت مع الأكاديمية الأسترالية، كايلي مور غيلبرت، التي اتُهمت بالتجسس وحُكم عليها بالسجن لمدة 10 سنوات قبل إطلاق سراحها في صفقة لتبادل السجناء.
أصدرت مور غيلبرت مذكراتها في عام 2020 عن الفترة التي قضتها في السجن، وكرستها للمرأتين، ووصفتهما بأنهما “شقيقتان في المعاناة والظلم”، اعتادتا على تبادل ملاحظات التشجيع والطعام معها بشكل سري مع تعريض نفسيهما لخطر كبير.
وقالت لبي بي سي إن “حبهما وتضامنهما ورعايتهما غير الأنانية لي، وأنا أجنبية بالنسبة لهما لا يدينان لها بشيء، كان سببا فارقا في نجاتي من التعذيب النفسي للحبس الانفرادي والاستسلام للقسوة المتعمدة والانحطاط لنظام السجون في إيران”.
وأضافت: “ظل ظلم وسجن نيلوفر وسيبيده يعذبني، ولا يمر يوم لا أفكر فيهما وأتمنى تلقي أنباء عن إطلاق سراحهما”.
تعرفت آراس أميري على المرأتين، عندما تم نقلهما من قسم 2A إلى الجناح النسائي العام في سجن إيفين.
وتقول: “إنهما محبوبتان للغاية من قبل جميع السجينات. لقد شاركتا معنا حقا حبهما للطبيعة. أريد فقط أن يعودا إلى عائلتيهما، ويعودا إلى الطبيعة ولحماية الحياة البرية في إيران مرة أخرى”.