ويغهورست لا يصلح أساسياً في مانشستر يونايتد
المهاجم الهولندي ليس اللاعب الذي يحتاجه الفريق في الخط الأمامي
كان هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى تعاقد مانشستر يونايتد مع الهولندي ووت ويغهورست من بيرنلي على سبيل الإعارة في يناير (كانون الثاني) الماضي. وكانت المبررات الرئيسية الثلاثة لهذه الصفقة تتمثل في أن المدير الفني الهولندي لمانشستر يونايتد، إريك تن هاغ، يعرف كل صغيرة وكبيرة عن مواطنه، وأن الخيارات كانت محدودة للغاية في سوق انتقالات اللاعبين، بالإضافة إلى أن اللاعب سيبذل قصارى جهده ويقدم كل ما لديه لكي يثبت أنه يستحق أن يكون لاعبا في مانشستر يونايتد.
والحقيقة أن ويغهورست مختلف تماما عن أي لاعب آخر في ترسانة مانشستر يونايتد الهجومية. ولسوء حظه، فإن قدراته وإمكانياته لا تتوافق دائما مع طريقة اللعب التي بدأها تن هاغ مع الفريق قبل انطلاق كأس العالم 2022 بقطر. وأمام ريال بيتيس في مباراة الذهاب في الدوري الأوروبي، كان ويغهورست، مثل بقية زملائه، حريصا على تقديم أداء يعوض الجماهير عن الهزيمة المذلة التي تلقاها الفريق أمام ليفربول بسباعية نظيفة في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وبعد مجهود كبير، تمكن ويغهورست من إحراز هدف لمانشستر يونايتد من داخل منطقة الست ياردات. لقد أطلق سكوت مكتوميناي تسديدة قوية ارتدت من حارس مرمى ريال بيتيس، كلاوديو برافو، ليضعها ويغهورست في المرمى. وكان هذا الهدف يعني كل شيء بالنسبة للاعب الهولندي، الذي احتفل بالانزلاق على ركبتيه وهو متأثر للغاية بينما ركض نحوه جميع زملائه في الفريق لكي يحتفلوا معه بأول أهدافه في ملعب «أولد ترافورد». في الحقيقة، يبذل ويغهورست أقصى ما لديه لكي يثبت أنه يستحق الانضمام لمانشستر يونايتد، ويسعى جاهدا لاستغلال أي فرصة، لكن هدفه في مرمى ريال بيتيس كان هدفه الثاني فقط في 15 مباراة لعبها مع مانشستر يونايتد، وهو رقم مخيب للآمال بكل تأكيد.
ومنذ انتقاله إلى مانشستر يونايتد وهو يلعب بكل حماس وقوة، رغم تراجع ثقته بنفسه بشكل واضح بسبب الضغوط التي يواجهها. لقد كان ويغهورست يضغط على خط دفاع ريال بيتيس بكل قوة ويسعى لاستغلال أي فرصة تتاح له، وكان يلعب إلى جواره ماركوس راشفورد وأنتوني. وعندما سجل المهاجم الإنجليزي الدولي ماركوس راشفورد هدفه السادس والعشرين هذا الموسم واحتفل بطريقته المعتادة بالإشارة بإصبعه إلى رأسه للتعبير عن قوة تركيزه الذهني، توقع كثيرون أن يكون ذلك بمثابة دفعة كبيرة لمانشستر يونايتد لكي يلعب بكل ثقة والتزام.
لكن ذلك لم يحدث، فالانضباط الذي كان واضحا للجميع في بداية فترة تن هاغ لم يكن موجودا في تلك المباراة، وارتكب ديفيد دي خيا العديد من الأخطاء عندما كان يحاول التمرير لزملائه من الخلف. لقد تطور مستوى دي خيا بشكل واضح تحت قيادة تن هاغ بعد تذبذب مستواه كثيرا خلال السنوات الأخيرة، لكن من المؤكد أن اهتزاز شباكه بسبعة أهداف أمام «الريدز» قبل مباراة الذهاب أمام ريال بيتيس، أثر عليه وعلى زملائه في الفريق كثيرا.
وفي ظل وجود ويغهورست في الخط الأمامي، كان مانشستر يونايتد يلعب بطريقة بطيئة ومتوقعة، لأن اللاعب الهولندي لا يملك السرعة التي تمكنه من الانطلاق من الخلف للأمام في المساحات الخالية من أجل تشكيل خطورة على مرمى المنافسين. وبدلا من ذلك، كان مانشستر يونايتد يلجأ إلى اللعب على الأطراف من أجل إرسال كرات عرضية إلى ويغهورست داخل منطقة الجزاء. وهذه هي نقطة القوة الرئيسية لدى المهاجم الهولندي، الذي استغل كرة عرضية من فريد ووضعها في الشباك، لكن الهدف ألغي بداعي التسلل على فريد. بشكل عام، يتعامل المدافعون بسهولة مع الكرات العرضية، خاصة عندما تأتي بشكل متوقع. وأتيحت فرصة أخرى لويغهورست لكي يحرز أول أهدافه على ملعب «أولد ترافورد»، لكنه تعثر أمام المرمى، وهو ما يُظهر عدم فعاليته أمام المرمى.
وتمكن أنتوني بمهارة فائقة من مضاعفة النتيجة لمانشستر يونايتد في الوقت الذي كان يعاني فيه الفريق بشكل واضح. لقد كان مانشستر يونايتد يجد صعوبة كبيرة في مجاراة ريال بيتيس في بعض الأوقات، لكنه لعب بواقعية كبيرة، وهذه هي الطريقة الوحيدة للفوز بالمباريات في بعض الأحيان، سواء على الصعيد المحلي أو الأوروبي. في الحقيقة، لا يمكن لمانشستر يونايتد أن يسعى للتفوق على جميع المنافسين في الوقت الذي يلعب فيه مرتين في الأسبوع على مدار الموسم.
وقبل الهدف الثالث الذي أحرزه برونو فرنانديز لمانشستر يونايتد من ضربة رأس، تم تحذير ويغهورست بعد دخوله في نقاش حاد مع حكم اللقاء بعد ارتكاب خطأ ضد غيرمان بيزيلا. لقد كان ويغهورست يعرف جيدا أنه المخطئ، وهو الأمر الذي كان يعلمه حكم اللقاء أيضا، لكن تن هاغ انفعل وحذر اللاعب على الملأ وطالبه بعدم القيام بذلك الأمر مرة أخرى. ومن الواضح أن ما فعله ويغهورست قد أثار حفيظة الجماهير وزملائه بالفريق.
في الحقيقة، يجب أن يكون ويغهورست بديلا يستعين به مانشستر يونايتد وقت الحاجة، لكن غياب أنتوني مارسيال بسبب الإصابة جعل الفريق يعتمد عليه بشكل أساسي. وعلاوة على ذلك، دفع تن هاغ بويغهورست في مركز صانع الألعاب في بعض الأحيان، وهو المركز الذي لا يجيد اللعب به على الإطلاق، فهو يشعر براحة أكبر عندما يلعب كمهاجم صريح.
ومن المرجح ألا يمدد مانشستر يونايتد إعارة ويغهورست عند نهايتها بنهاية الموسم، وإذا حدث شيء عكس ذلك فسيكون بمثابة مفاجأة كبيرة. من الممكن أن يحصل ويغهورست خلال فترة لعبه مع مانشستر يونايتد على كأس الاتحاد الإنجليزي والدوري الأوروبي إضافة إلى بطولة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة التي حصل عليها بالفعل، وهو ما سيكون إنجازاً رائعاً للاعب لم يحصل من قبل على أي بطولة عندما انضم إلى مانشستر يونايتد بعدما بدأ الموسم مع بشيكتاش التركي. قد لا يكون ويغهورست هو اللاعب الذي يحتاج إليه مانشستر يونايتد، وبصراحة ليس هو اللاعب الذي يريد جمهور النادي رؤيته يقود الخط الأمامي للفريق، لكن المهاجم الهولندي يفعل كل ما يطلبه منه مديره الفني!