ناسور الولادة: قصص صادمة عن نساء مصابات به
- فتون رعد
- منتجة برنامج دنيانا
يصادف الثالث والعشرين من أيار/ مايو اليوم العالميّ لمكافحة ناسور الولادة، وهو إصابة تحدث للنساء خلال مخاض وضع الجنين. ينتج عنها ثقب بين قناة الولادة و/أو المستقيم وتسرب البول أو البراز أو كليهما، لا إراديا، من المرأة.
وبحسب الأمم المتحدة، تسعون بالمئة من النساء اللواتي يصبن بناسور الولادة، يلدن جنينا ميتا.
قصة ميادة
عندما تعرّف فريق بي بي سي عربي إلى ميادة الحاج، كانت تتحضر للدخول إلى غرفة العمليات لإجراء عملية جراحية تعالجها من ناسور الولادة، في مستشفى “سوبا” في الخرطوم بالسودان.
سبع سنوات من المعاناة مع الإصابة، جعلتها معزولة اجتماعيا ومُحرَجة طوال الوقت. تقول: “أشعر أن كل الناس لا يحبون أن أجلس معهم، أعيش في وحدة، حتى زوجي تخلى عني بسبب مرضي بعدما وجه لي كلاما جارحا”.
تزوجت بعمر الأربعة عشر عاما، وأنجبت ولدا وبنتين توأم بعمليتين قيصريتين. في الشهر التاسع من حملها الثالث، تتحدث عن ألم رافقها لثلاثة أيام بشكل متواصل، إلى أن نُقلت أخيرا للمستشفى حيث وضعت طفلا ميتا وأصيبت بالناسور البولي.
منذ ذلك الحين تتبول لا إراديا: “لا أستطيع أن أسير بين الناس يجب أن أضع حفاضات. أي مكان أسير فيه لا أكون في وضع مريح بالنسبة لي”.
يشرح أمير عثمان، وهو الطبيب المشرف على حالة ميادة، أن التأخير في وصول السيدة الحامل إلى المستشفى أو المركز الصحي هو سبب رئيس في الإصابة بالناسور.
في غالبية الأحيان تبدأ الولادة في المنزل، وإلى أن تصل السيدة إلى المستشفى تكون الأنسجة قد تضررت بشكل كبير. يلفت إلى أن التأخير قد لا يكون فقط بسبب بُعد أماكن السكن عن المراكز الصحية، والنقص الكبير في الكفاءات الطبية، بل أيضا بسبب عدم المقدرة على دفع تكاليف الولادة.
أما الخطر الأكبر، فيقول عثمان إنه يكمن في العقلية الاجتماعية: “في مرات كثيرة يجب أن يوافق الزوج لكي تذهب السيدة للمستشفى لإجراء عملية الولادة. كثيرا ما نواجه مشكلة أن الزوجة ليس لديها الكلمة أو الحق في اختيار أن تذهب للحصول على الخدمة الصحية أو لا”.
*أُجريَ هذا الحديث قبل اندلاع الأحداث الأخيرة في السودان
ما هو ناسور الولادة؟
تشير تقديرات صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أن مليوني امرأة وفتاة بحاجة إلى علاج الناسور. فما هو وكيف يحدث؟
قصص صادمة عن نساء مصابات بالناسور
أخصائيات عملن عن قرب مع مصابات بناسور الولادة في مخيمات إيواء وتأهيل مخصصة لهن، تحدثن لبرنامج “دنيانا” الذي يعرض على قناة بي بي سي عربي، عن مواقف قاسية يعيشها هؤلاء النساء.
هل من علاج؟
بحسب إحصاءات صندوق الأمم المتحدة للسكان أيضا، فإن الناسور يحدث في الغالب بين النساء والفتيات الأشد فقرا وتهميشا، وخاصة اللواتي يعشن بعيدا عن الخدمات الطبية، واللواتي لا يمكن توصيل الخدمات لهن بأسعار مقبولة. حمل الفتيات المراهقات قبل اكتمال نمو الحوض، وكذلك الحمل في توأم، والمجيء المقعدي للجنين، وسوء التغذية، والتشويه الشديد للأعضاء التناسلية للإناث وبترها، والقوام الصغير، وسوء الأحوال الصحية بشكل عام، هي من بين العوامل التي تسهم في تعسر الولادة.
ويمكن للجراحة الترميمية عادة إصلاح الناسور. ولسوء الحظ، غالبا ما لا تعرف النساء والفتيات المتأثرات بهذه الإصابة أن العلاج ممكن، أو لا يستطعن تحمل تكلفتها أو لا يمكنهن الوصول إلى المرافق التي تتوفر فيها، فضلا عن وجود نقص في الأخصائيين.