مسيرة الأعلام الإسرائيلية: توتر في القدس يهدد بنقض الهدنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية
أدان الأردن سماح إسرائيل لأحد أعضاء حكومتها وأعضاء من الكنيست رفقة متشددين باقتحام المسجد الأقصى، والقيام بتصرفات “استفزازية” تحت حماية الشرطة، بحسب بيان للخارجية الأردنية حذّر من تفاقم الأوضاع في القدس.
وقام وزير إسرائيلي وأعضاء من الكنيست ومجموعات يهودية بالمرور على ساحات المسجد الأقصى.
ومن جانبها، قالت حركة حماس إنها “لن تسمح للاحتلال الإسرائيلي بتمرير مخطط بسط سيادته أو فرض سيطرته على المسجد الأقصى من خلال تسيير مسيرة الأعلام للمستوطنين أو الاقتحامات المتكررة له”، وفقاً لبيان صدر عن الحركة اليوم الخميس.
ودعا الناطق باسم حماس عبد اللطيف القانوع إلى حشد كل طاقات الأمة واستنهاض شعوبها لنصرة المسجد الأقصى والمحافظة على هويته وإفشال مخططات الاحتلال بتقسيمه أو بسط السيطرة عليه, على حد تعبيره.
ويجوب الآلاف من الإسرائيليين المتشددين اليوم شوارع البلدة القديمة في القدس، فيما يُعرف بـمسيرة الأعلام، وسط مخاوف من اندلاع عنف مع فصائل فلسطينية.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن المسيرة، المثيرة للجدل، ستخرج اليوم الخميس، وستمرّ عبر الحي الإسلامي في البلدة القديمة.
وتمثّل مسيرة الأعلام استعراضا للقوة من جانب القوميين اليهود، بينما تمثل على الجانب الآخر استفزازا صارخا للفلسطينيين الذين يرون فيها محاولة لنقض علاقتهم بالمكان.
وتمرّ المسيرة، التي تشهد عادة رقصا بالأعلام الإسرائيلية وترديدا للشعارات، بالحي الإسلامي ومنطقة باب العامود، ما ينذر بتصعيد محتمل بين الإسرائيليين والفلسطينيين في المدينة التي تشهد توترا بالأساس.
ووافقت الشرطة الإسرائيلية على المسار الأسبوع الماضي، وقالت إنها تخطط لنشر نحو 2500 شرطي لحماية المتظاهرين والحفاظ على النظام وتأمين المسار.
ونصبت الشرطة الإسرائيلية نقاط تمركز على مقربة من باب العامود (باب دمشق)، الذي يمثل نقطة تجمّع محببة إلى الفلسطينيين، من حيث ستدخل مسيرة الأعلام الإسرائيلية البلدة القديمة.
وقال إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي، يوم الأربعاء في رسالة وجهها عبر الفيديو، إن عناصر الشرطة ستتصدى لأي محاولة تستهدف إفساد الاحتفالات. وتعهّد الوزير اليميني المتطرف بأن تمضي “مسيرة الأعلام … صعود اليهود إلى ‘جبل الهيكل’ دون أن يتعرّض أحد لخطر أو أذى”.
وشهدت السنوات الأخيرة توترا بين الإسرائيليين والفلسطينيين؛ وفي عام 2021، تعرّضت مدينة القدس لقصف صاروخي من قِبل الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة تزامنا مع بدء خروج المسيرة ما أدى إلى تفريق جموع المشاركين فيها.
واندلعت على أثر ذلك مواجهة عسكرية بين إسرائيل وحركة حماس في غزة أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 250 شخصا في القطاع و13 في إسرائيل.
وبالتوزاي مع مسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس، من المخطط أن تنطلق مسيرة في قطاع غزة على الحدود مع إسرائيل.
وفي هذا العام، تبدو احتمالات التصعيد ضئيلة مع خروج مسيرة الأعلام، لا سيما وأنه لم تكد تمضي أيام على التوصل إلى هدنة بعد موجة من العنف بين إسرائيل وحركة حماس.
ودعت مصر، التي توسّطت لعقد هذه الهدنة يوم السبت، كلا من إسرائيل والفصائل الفلسطينية إلى خفض أسباب التوتر قبل موعد خروج مسيرة الأعلام.
ويحتفل اليمين الإسرائيلي المتشدد بما يسمّيه “يوم توحيد القدس”، وهو اليوم الذي احتلت فيه إسرائيل الجزء الشرقي من القدس في عام 1967 لتقع المدينة المقدسة بالكامل تحت السيطرة الإسرائيلية.
وإلى جانب نشْر الآلاف من عناصر الشرطة لتأمين مسيرة الأعلام، تمنع الحكومة الإسرائيلية الفلسطينيين -من غير سكان البلدة القديمة- من الدخول إليها في هذا اليوم، كما تفرض إغلاقا على كافة المحالّ التجارية الفلسطينية في البلدة القديمة.
وعادة ما تبدأ المسيرة الإسرائيلية من مركز غربي القدس ثم تدخل البلدة القديمة مرورا بالحيّ الإسلامي. وتنتهي المسيرة عند الجدار الغربي للمسجد الأقصى (حائط البراق عن المسلمين وحائط المبكى عند اليهود).
وقد بدأت احتفالات مسيرة الأعلام الإسرائيلية في عام 1974 لكنها توقفت خلال الفترة ما بين عامي 2010 و2016 بسبب المواجهات التي كانت تندلع بين المشاركين في المسيرة والفلسطينيين.
وإلى جانب الفلسطينيين، يرى العديد من الإسرائيليين أن هذا الاحتفال عمل استفزازي من قبل الجماعات القومية وحركات الاستيطان المتشددة، لا سيما في المرور من الحي الإسلامي.