كيف يمكن أن يرشدك الذكاء الاصطناعي لمشروعك الخاص؟
بالنسبة لمن يعملون على مشاريعهم الخاصة، يُمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي أن تكون مفيدة في المساعدة على رسم الأطر الرئيسية لدراسة جدوى المشروع، ذلك أن الـ AI يمتلك القدرة على تحليل البيانات والمعلومات بشكل سريع وفعال، واستخلاص أنماط وتوجيهات مهمة.
إن كنت تخطو خطواتك الأولى في عالم “البيزنس” الخاص بك، وتتأهب لبداية مشروعك، يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدتك في عدة جوانب من دراسة جدوى المشروع، بما في ذلك:
- تحليل السوق
- تقدير التكاليف والعائدات
- تحليل المخاطر
- تحليل البيانات الكبيرة
لكنّ تلك الخدمات المُهمة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي ليست مُسلم بها على نحو دقيق وكامل، ذلك أن الذكاء الاصطناعي يعتبر أداة مساعدة وليس بديلاً للتحليل البشري، وقد تحتاج لدمج المعرفة والخبرة البشرية مع قدرات الذكاء الاصطناعي للحصول على نتائج أفضل وأكثر دقة لإدارة مشروعك.
كما يُنصح عادة بالتعاون مع مستشار مالي أو خبير في دراسة الجدوى للحصول على تقييم مفصل ودقيق. بينما تتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي تطوراً هائلاً وبما يمكنها في المستقبل من القيام بأدوار أوسع في هذا السياق.
تجربة عملية
على سبيل التجربة العملية، وبالاستعانة بأحد أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي Chat GPT، طلبنا منه أفكار حول إنشاء شركة تعمل في مجال مرتبط بتنقية المياه، وجاءت النتيجة كالتالي:
- قدّمت نتائج Chat GPT “نظرة عامة” للخطوط العريضة لدراسة الجدوى المحتملة للمشروع، وفق تراتبية مُحددة على أساس علمي متطابق والقواعد الأساسية لصياغة دراسة جدوى.
- شكلت المخرجات تقديرات “يجب استكمالها” بتزويده بتفاصيل أكثر دقة ومحددة بما يتضمن معلومات عن المدينة (محل المشروع) والسوق المحتملة ومزيد من البيانات حول الإمكانات المادية والمستهدفات.
- قدّمت المخرجات إرشادات أساسية في البداية، أضاءت حول مجموعة من البيانات المطلوبة بشأن (جمع بيانات المنافسين المحليين واستطلاعات العملاء المحتملين)، وكذلك تحديد الشريحة المستهدفة للجمهور.. إلخ
وضعت المخرجات إطاراً نظرياً لمحاور خطة مشروع الجدوى بما في ذلك بدءاً من (تحليل السوق) ووصولاً إلى (المخاطر والتحليل المالي)، مروراً بـ (التكاليف والعائدات المحتملة)، و(التنافسية)، (خطة التسويق والترويج)، ويحتاج كل بند من تلك البنود مزيداً من المُدخلات ببيانات ومعلومات مكتملة لشرحه وتحليله بشكل مفصل.
وكلما كانت المُدخلات دقيقة ومكتملة كلما ساعد ذلك على توليد دراسة جدوى مكتملة الأركان ومبنية على أسس علمية حول دراسة السوق المحتملة وفي ضوء المستهدفات الرئيسية من المشروع.
ويُمكن توظيف أكثر من أداة ذكاء اصطناعي في آن واحد لتحليل البيانات وصياغتها ودمجها والاستفادة من كل ما تتيحة كل أداة على حدة من مميزات، للخروج بصيغة متكاملة لدراسة الجدوى المنشودة.
رؤى وإرشادات
في هذا الإطار، يقول الخبير في تكنولوجيا المعلومات من الولايات المتحدة، المستشار الأكاديمي في جامعة سان خوسيه الحكومية في كاليفورنيا، الدكتور أحمد بانافع، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إنه يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد الأفراد بشكل كبير في دراسة جدوى مشاريعهم، موضحاً أن الـ AI أداة قوية يمكن أن توفر رؤى وإرشادات دقيقة وقيمة لصانعي القرار وأصحاب المشاريع.
وفيما يلي بعض الاعتبارات عند استخدام الذكاء الاصطناعي في دراسات جدوى المشروع:
- جمع البيانات: من الضروري جمع مجموعة كبيرة ومتنوعة من البيانات المتعلقة بالمشروع، بما في ذلك البيانات المالية والاقتصادية والاجتماعية والتنافسية والتسويقية. ذلك أن جودة وكمية بيانات الإدخال تعد ضرورية لتحليل دقيق.
- اختيار النموذج الصحيح: يعد اختيار نموذج ذكاء اصطناعي مناسب متخصص في تحليل البيانات المالية والتجارية أمراً بالغ الأهمية. قد يشمل ذلك التعلم الآلي وتحليلات البيانات الضخمة والشبكات العصبية وغيرها.
- تحسين البيانات: يجب تطبيق تقنيات مثل تنظيف البيانات، وتطبيعها ومعالجة القيم المفقودة لضمان نتائج دقيقة وموثوقة.
- التوقعات المالية: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات المالية والمحاسبية للتنبؤ بالعوائد المالية المتوقعة للمشروع على المدى الطويل.
- تحليل المخاطر: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتقييم المخاطر المحتملة التي قد يواجهها المشروع وتوفير استراتيجيات للتعامل معها.
- دراسة السوق والمنافسة: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات التسويقية والتنافسية لإرشاد مالكي المشاريع إلى فهم أفضل للسوق والمنافسين.
- فهم العملاء: يمكن أن يساعدك الذكاء الاصطناعي على فهم احتياجات العملاء وتوقعاتهم.
- تطوير خطة عمل: يمكن أن يساعدك الذكاء الاصطناعي في تطوير خطة عمل فعالة لمشروعك.
حدود الاعتماد على الذكاء الاصطناعي
ويتحدث الخبير في تكنولوجيا المعلومات من الولايات المتحدة، المستشار الأكاديمي في جامعة سان خوسيه الحكومية في كاليفورنيا، في الوقت نفسه، عن حدود الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، مشدداً على أنه:
- على الرغم من فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في دراسات جدوى المشروع ، فإن التدخل البشري ضروري لفهم البيانات وتفسير التحليل بشكل كامل.
- قد لا تتم معالجة بعض المتغيرات بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، والحكم البشري ضروري.
- ضع في اعتبارك الظروف الفردية: يجب على مالكي المشروع مراعاة أن الظروف الفردية قد لا يتم حسابها بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، ويجب عليهم دراسة هذه الظروف بشكل مستقل.
ويضيف: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يوجهك خلال مشروعك من خلال تحليل البيانات وتقديم التوصيات بناءً على المعرفة والتجارب السابقة. ومع ذلك ، يجب أن تكون على دراية بالقيود والاعتبارات المذكورة وأن تدرك أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً عن التحليل البشري والأحكام الشخصية. يُنصح بالتعامل مع الذكاء الاصطناعي كأداة قوية تكمل جهودك وتساعدك على اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً ودقة.
مدخلات دقيقة
ويذكر أن النتائج والمخرجات المولدة من خلال الذكاء الاصطناعي تعتمد بشكل كبير على دقة المدخلات. فعلى سبيل المثال وفي تجربة عملية تم إدخال بيانات وهمية حول فكرة لإنشاء مشروع خاص بتجارة يحذرها القانون في بلد ما، فجاءت النتائج أنه تعذر وضع الأطر الرئيسية لدراسة جدوى المشروع على اعتبار أن مكان المشروع المذكور غير مناسب ويواجه عوائق قانونية في إطار القوانين التي يتم العمل بها في هذه الدولة.
بينما لدى إدخال نفس البيانات وكتابة اسم بلد آخر لا يحذر التعامل مع تلك التجارة ولا توجد ثمة محاذير قانونية تتعارض وإنشاؤه، خرجت النتائج الفورية في سياق الأطر العامة لدراسة جدوى المشروع في هذه المنطقة بشكل طبيعي.
إدارة المشروع
وفي السياق، يُمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي مساعدتك على نحو واسع في إدارة مشروعك تبعاً لدراسة الجدوى. والـ AI في سبيل ذلك يمكنه على سبيل المثال:
- التخطيط وجدولة المشروع
- إدارة الموارد
- مراقبة التقدم وتقييمه
- تحسين العمليات
- التفاعل والتواصل (سواء مع الشركاء والعملاء وغير ذلك)
كما يمكن أيضاً للذكاء الاصطناعي مساعدتك في التنبؤ بالمشاكل المحتملة، وإدارة المخاطر، وتحليل البيانات المالية، وتوفير توصيات لاتخاذ قرارات استراتيجية.