صحيفة الغارديان تعتذر عن رسم كاريكاتوري اعتُبر معاديا للسامية لرئيس بي بي سي المستقيل
- شون سيدون
- بي بي سي نيوز
اعتذرت صحيفة الغارديان البريطانية بعد أن تعرضت لانتقادات لرسم كاريكاتوري يصور رئيس هيئة الإذاعة البريطانية المستقيل ريتشارد شارب ووسمه بمعاداة السامية.
جاء نشر هذا الرسم بعد يوم واحد من استقالة شارب بسبب خرق القواعد الخاصة بتعارض المصالح التي تطبقها المؤسسة.
وصور هذا الرسم شارب، وهو يهودي، بملامح مبالغ فيها يحمل في يده دمية على شكل ريشي سوناك.
وقالت جماعة يهودية إن “ذلك يقع في صميم معاداة السامية”.
وقال دايف ريتش، رئيس مؤسسة كوميونيتي سيكيوريتي تراست الخيرية، إن هذا الرسم جاء مشابها لصور أخرى تظهر اليهود “بملامح ضخمة ومخيفة، غالبًا ما تقترن بالمال والسلطة”.
وقال المتحدث باسم الغارديان في بيان “نتفهم المخاوف التي أُثيرت في هذا الشأن”.
وأضاف: “الرسم الكاريكاتوري لا تتوافر فيه المعايير التحريرية التي نتبعها، وقررنا حذفه من موقعنا الإلكتروني”.
وتابع: “تعتذر الغارديان لشارب، وللجالية اليهودية، ولأي شخص تضرر مما حدث”.
وبالفعل، حُذف الرسم من موقع الغارديان الإليكتروني.
وانتقد ستيفن بولارد، الصحفي بجريدة جيويش كورنيكل، رسم الغارديان، وقال إنه من “الصادم حقا ألا يكون في الصحيفة ولو شخص واحد نظر إليه وقال: لا، لا نستطيع أن ننشر ذلك. وأرى أنها مشكلة خطيرة”.
وقالت تريسي آن أوبرمان، وهي ممثلة تحدثت في الماضي عن العنصرية الموجهة ضد اليهود: “لم أصدق عيني عندما رأيت الصورة”.
كما اعتذر مارتن راوسون، الرسام الذي رسم الصورة، مبررا ذلك بأنه كان في عجلة من أمره، إذ كان ملتزما بموعد نهائي لتسليم هذا العمل الفني ولم يقصد الإساءة لأحد أو أن يضمن إشارات مؤذية.
ووصف الرسم الكاريكاتوري الذي أثار هذا الجدل بأنه دون المستوى الذي اعتاد أن تكون عليه أعماله على كافة المستويات، مضيفا أنه كان زميل دراسة لشارب وكان يعلم أنه يهودي، لكن مسألة اليهودية هذه لم تجل بخاطره أثناء تنفيذ الرسم الذي يظهر فيه الرئيس المستقيل لبي بي سي.
وفي بيان مطول، قال راوسون: “للعمل بالكفاءة المطلوبة، يحتاج رسم الكاريكاتور – أكثر من أي عمل آخر في قطاع الصحافة – يقظة بلا حدود لتفادي الانحياز الذي قد يكون في اللاوعي والأشياء التي ينبغي أن تكون واضحة. وفي هذه الحالية، وهو ما لا يغتفر، لم أفكر في كل هذه الأمور”.
وأضاف: “هناك حساسيات لابد أن نلتزم باحترامها حتى نحقق ما نرمي إليه من المحتوى الساخر الذي ننتجه”.