الصومال.. ملامح انهيار داخلي بحركة الشباب بعد ضربات متلاحقة
الضربة الجوية نفذتها المخابرات الصومالية بالتعاون مع الحلفاء الدوليين، في بلدة شاو بإقليم هيران التابع لولاية هيرشبيلي.
وعن تفاصيل العملية، قال التلفزيون الحكومي إنها استهدفت سيارة تقل عناصر من حركة الشباب، مما أدى إلى مقتل 20 منهم.
وجاءت العملية بعد يوم واحد من هجوم انتحاري تبنته الحركة على مجمع سكني في مقديشو، تسبب في مقتل 10 أشخاص من بينهم 3 جنود، إضافة إلى 4 عناصر من الحركة نفذوا الهجوم.
المواجهة الشاملة
الصحفي والباحث الصومالي آدم هيبة، يصف في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية” الضربات المتلاحقة التي توجهها الحكومة الصومالية والإجراءات التي تشل قدرات الحركة، بـ”المواجهة الشاملة”.
يوضح أن ما يميز المواجهات الحالية مع حركة الشباب أنها لا تقتصر على الجانب العسكري، لكنها تشمل جوانب اقتصادية وفكرية وإعلامية.
فمن الناحية اقتصادية، يتابع هيبة، باتت الحكومة تضغط على الحركة من جهتين، الأولى فيما يخص الشركات المالية والتحويلات، حيث وضعت معايير جديدة لمحاربة التحويلات المشبوهة، وأمرت بتجديد هوية الحسابات في البنوك والشركات المالية حتى يتم القبض على الشخصيات المطلوبة، والأخرى بأن هددت أي شخص يدفع ضريبة للحركة سواء من أصحاب الأعمال أو المزارعين أو زعماء القبائل.
هذه التحركات جعلت الحركة تعاني ماديا، وستعاني بشكل أكبر وتمر بأزمات اقتصادية خلال الفترة المقبلة، وفقا للمتحدث، في ظل تحديث نظام التحويلات المالية في الصومال، مما يحرم الحركة مصادر دخل كانت تمثل روافد مهمة.
نتيجة لذلك، يلفت الباحث الصومالي إلى أن جهود الحكومة وتجربتها الناجحة في هذا الصدد وصلت دولا أخرى، كما ظهر في اجتماع رؤساء دول جيبوتي وكينيا وإثيوبيا والصومال في مقديشو مطلع الشهر الجاري.
انهيار داخلي
تأتي هذه الضربات وسط انهيار الحركة من داخلها، حيث ذكرت وكالة الأنباء الرسمية في الصومال (صونا) أن الخلافات داخل ميليشيات الشباب الموصوفين بـ”الخوارج” أدت إلى فرض إقامة جبرية على عدد من قياداتها البارزة في أقصى جنوب البلاد.
ومن مؤشرات الانهيار والتحلل الداخلي للحركة:
• الضربات العسكرية المتواصلة من القوات الصومالية للحركة والمقاومة الشعبية ضد المتمردين، أدتا إلى فرار جماعي واستسلام العديد من عناصر الإرهاب إلى الجيش.
• الميليشيات تعاني حاليا خللا في أجندتها لإشعال الحرب في الصومال، حيث بدأ القادة الميدانيون الفرار من مواقع المواجهات العسكرية وسط وجنوب البلاد.
• كبار الأعضاء تهربوا من قيادة الحركة بعد الأزمة المالية الخانقة، وفي المقابل دبت في صفوف العناصر الإرهابية المؤامرات والشكوك مما خلخل توازن الحركة.
• من القادة الميدانيين الذين لاذوا إلى أقصى مناطق الجنوب واختفوا عن الأنظار حسن أفغوي مسؤول المالية، الذي يوجد حاليا في مدينة جيلب بمحافظة جوبا الوسطى، وفرحان كاهيي القائد الميداني الفار إلى جوبا الوسطى، علما أنه كان مسؤولا للتنظيم بمحافظة غلغدود السنوات الماضية.
• كما تضم قائمة الفارين نور طيري الذي لاذ إلى منطقة كونيا برو بإقليم شبيلي السفلى، وتسلل إسماعيل عسبلي مسؤول الاغتيالات إلى جوبا الوسطى، وفر أيضا إلى أقصى الجنوب معلم جيبو الذي تقلد مناصب قيادية للمتشددين في محافظتي باي وبكول، وموسى مهاجر من ممباسا الذي يحمل الجنسية الكينية، حيث يختفي بدوره في جوبا الوسطى.